شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم

 

عهد البطولة وصدام حسين ج2

بمناسبة الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد صدام حسين

 

تناولنا في الجزء الأول مقالة عهد البطولة الذي أطلقها القائد المؤسس عام 1935 التي تعتبر النداء الاول فكان الجواب المبدئي والتاريخي في 30 كانون الاول 2006 عندما وقف شهيد الحج الاكبر موقفه البطولي على منصة المشنقة، وفي هذا الموقف كشف زيف ادعاءات امريكا والغرب المتصهين ودولة الدجل والنفاق ولاية الفقيه في إيران، وفي هذا الجزء سنتناول اهم الحقائق للإجابة على السؤال الكبير: كيف ندرس موقف الشهيد الرمز صدام حسين وهو فوق منصة الاعدام مبدئيا واخلاقيا وسيكولوجيا؟

وهنا وجدت من المناسب أن أضع الحقائق المبدئية والنفسية والأخلاقية الآتية للإجابة على الأسئلة المطروحة:

الحقيقة الأولى: إن مثل القائد صدام حسين قليلون فربما يصبح في الغد أقل ".. الذين يجابهون المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الإيمان، ويجاهرون بأفكارهم ولو وقف ضدهم أهل الأرض جميعاً، ويسيرون في الحياة عراة النفوس، هؤلاء هم الذين يفتحون عهد البطولة القائد المؤسس ت1 1935

كما أن القائد الشهيد صدام حسين هنا جسد مقولة القائد المؤسس في هذا الزمن الصعب " انطوت صفحة الضعفاء والجبناء الذين يقابلون مصائب الوطن والامة بالبكاء صفحة النفعيين الذين ملاوا جيوبهم، صفحة الجبناء الذين يعترفون بفساد المجتمع إذا ما حلوا أنفسهم وإذا خرجوا الى الطريق اول من يطأطئ راسه لهذه المفاسد ".

الحقيقة الثانية: إن الحزن والألم وأشياء أخرى على ما تعرض له الشهيد وهو على منصة الإعدام، وسقوطه جثة هامدة على الارض، انما هو حزن ذات معاني خالدة بإشعال النضال والثورة، وعنوان لكل الثوار والمناضلين في الوطن العربي الكبير واحرار العالم من اجل الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية، لان الاساس الخالد فيه هو الايمان.

ان الغزاة عرضوا عليه كل مغريات الدنيا الزائلة والسلامة له ولعائلته ان يترك هذا الذي عليه، ففضل الشهادة، اليس باستطاعته بغمزة عين تفتح له عنابير الدنيا وهو كان في حصار جائر استمر أكثر من 13 سنة؟

كان رحمه الله صاحب قضية ومبدأ وجسد حقيقته الانسانية والمبدئية والأخلاقية وهو في الحكم وهو على منصة الاعدام، هذا هو قدر امته وتراثها وتاريخها وقيمها الروحية، بهذا الموقف الذي يعز صاحبه وتاريخه وحزبه.

الحقيقة الثالثة: لقد جسد شهيد الحج الاكبر موقفا بطوليا فريدا في التاريخ الانساني المعاصر عندما نطق الشهادتين بصوت جهوري ورباطة جأشه كأنه القائد في ظل السلطة ويحاسب جلاديه وهو في الرمق الاخير، هذا دليل قاطع اخر على قوة ايمانه بالله الواحد الاحد وثباته على قيم المبادئ مبادئ العروبة والاسلام، فكان فعلا الابن البار للبعث والشعب والامة.

الحقيقة الرابعة: صدام حسين رحمة الله عليه ورضوانه سيخلده التاريخ بعد مائة عام على موقفه البطولي وهو على منصة الاعدام الذي لم يترك لاحد في هذه اللحظة مجالا للتفسير لمعنى الحرية والشهادة، كما انه ترفع بالرد على الجهلة والمتخلفين عندما أطلقوا عبارات طائفية ورد عليهم بعبارة (هي هاي المرجلة).

كان صدام حسين بكلمة (Hello)واحدة من سماعته، كانت كافية لشطب عقوبات وقرارات مجلس الامن الامريكي الا انه يعطيك جوابا ملموسا عندما صعد المشنقة بثقة عالية وايمان راسخ بمبادئ العروبة المؤمنة ولا هناك قوة بالكون ان تزحزح قناعاته ويأبى ان يخسر مشروعه القومي العربي النهضوي الحضاري ويخسر نفسه.

الحقيقة الرابعة : ان الشهيد كانت تنبؤاته التي لم يستوعبها حكام العرب بالمخطط التفتيتي لأقطار الامة , وتنبا بالحال الراهن الذي وصلت اليه المنطقة بفعل التدخلات الامريكية البريطانية المباشرة وغير المباشرة , ولم يكن من قبيل الصدفة ان تتركز المؤامرة على العراق لأنه كان الحلقة الاقوى بالمنطقة واسقط نظامه الوطني واحتلاله وحل جيشه الباسل وجميع مؤسساته الامنية وتقسيمه على اسس طائفية وعرقية , وان مقولته رحمه الله التي تقول :(  سيجري اعدامي على يد الامريكان بينما القادة العرب الاخرين ستعدمهم شعوبهم ) ولكن جزء كبير من هذه النبوءة صدقت ولا نستبعد تحقيق ما تبقى منها اذا استمرت الاوضاع الحالية على حالها.!!

الحقيقة الخامسة: هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا العراقيون والعرب يترحمون على القائد الشهيد صدام حسين؟ كما ان اغلب الذين عارضوه وهو في الحكم يشيدون بموقفه البطولي في المحكمة او هو على منصة الاعدام لأنه لم يبيع العراق مقابل امنه الشخصي وامن عائلته لأنه لم يتجرد عن وطنيته ومبادئه مبادئ البعث مبادئ العروبة المؤمنة كما حقق مقولته الخالدة (فداك النفس والمال والاهل والولد والعشير).

فانه لم يغادر ساحة المعركة التي خطط لها بنفسه وقادها بجسارة ويشهد عليها من واصل النضال والمقاومة في مقدمتهم الرفيق الامين العام للحزب عزة ابراهيم لأنه الوريث الشرعي والقانوني والدستوري لسيد شهداء العصر ورفاقه في الجبهة العليا للجهاد والتحرير ومعهم رجال الطريقة النقشبندية الابطال الذين أبلوا بلاءً حسنا في مواجهة الغزاة.

الحقيقة الخامسة: ان اطفال الحجارة الفلسطينية قد رفعوا صور الشهيد تحت قمصانهم وكتبوا جملة لا تنسى وهي (اننا نحب الرجال).

والحق والانصاف ان صمود الشهيد صدام حسين في المحكمة وفجر يوم اعدامه قد تجاوز الحسابات والتوقعات فإنه لم ينتصر فقط على رغبة الانسان فانتصر فيه بالحياة وإنما انتصر ايضا على كل طبائع البشر الذين يخافون الموت بالفطرة وصدق عزمن قائل (واكثرهم للحق كارهون).

واختم مقالتي عهد البطولة وصدام حسين واقول: عندما تغيب الشمس لا تستطيع الاف النجوم ان تعوضها او تحل محلها حقيقة تؤيدها الحواس قبل ان يقرها العقل يا لها من معادلة تدمي القلب وتدمع العين.

 

الأستاذ جابر خضر الغزي

الباحث والكاتب السياسي

 

 






الاربعاء ٥ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة