شبكة ذي قار
عـاجـل










استذكار يوم 1-12 من كل عام وفاء للشهداء

د. علي ماهر العراقي

 

أصبح من الواجب الإنساني والأخلاقي والاعتباري أن يكون للشهيد يوماً خالداً في نفوس العراقيين، وقد ولد هذا اليوم في الأول من شهر كانون الأول عام 1981 يوماً للدماء العراقية الطاهرة التي أريقت من أجل الوطن.  

في الأول من كانون الأول من كل عام يحتفي ويستحضر العراقيون شهداءهم من أبطال جيشنا الباسل، هذا الجيش الذي عرف بالتضحية والفداء والاستعداد القتالي والحرص على إتقان استخدام الأسلحة والتجهيزات بمستوى قتالي وفني عالي.

حيث في مثل هذا اليوم تطرز صدور العراقيين شارة الشهيد استذكاراً لشهدائهم الأبرار شهداء العراق والأمة العربية المدافعين عن البوابة الشرقية للوطن العربي، بعد أن تحول الجندي المجهول إلى شهيد معلوم، جثمان طاهرة احتضنته أرض العراق في ثراها وأحاطته أشجار الرياحين.

تلك التضحيات التي تكللت بالانتصار على ملالي الجهل معممي الفتنة في يوم النصر العظيم في 8/8 /1988. وعليه فإن استذكار الأول من كانون الأول من كل عام الذي أصبح تقليداً للشهداء الأبرار الذين ذادوا للدفاع عن تربة وطنهم الغالي، نستحضر معركة البسيتين في 29/11/1981 التي أسر فيها 1500 عسكري عراقي بين  ضابط  وضابط صف وجندي وتم إعدامهم بشكل جماعي، اصطبغت رمال البسيتين بدمائهم، وقد كبوا على وجوههم وهم معصوبو العيون وشدت أيديهم إلى ظهورهم بأشرطة أحذيتهم، ليبقى هذا المشهد عالقاً في ذاكرة العراقيين والعرب وكل الشرفاء في العالم عندما أقدمت قوات الحرس الثوري الإيرانية الإرهابية ومعها ميليشيات (حزب الدعوة العميل وفيلق بدر) بزعامة المجرم المقبور محمد باقر الحكيم وزبانيته القابعون الآن في المنطقة الخضراء.

لقد تفنن المجرمون بإعدامهم سواء بواسطة الدهس بسرفات الدبابات وهم أحياء أو بإلقائهم من الطائرات الهليكوبتر من الجو، وكانت أبشع جريمة لهم صورتها ونقلتها وكالات الأنباء عبر الأقمار الصناعية، هو ربط مجموعة منهم بسيارتين تسيران بعكس الاتجاه وتقطيع أجسادهم الطاهرة.

وكل هذه الأعمال الإجرامية كانت بأمر من المقبورين دجالهم خميني وذيله محمد  باقر الحكيم وحاخام إيران الحالي خامنئي بعد أن أطلقوا سراح عدد قليل منهم بهدف إرهاب الجيش العراقي لينقلوا الصورة  المأساوية المشينة إلى رفاقهم في الجيش العراقي الباسل للتأثير على معنوياتهم القتالية والبطولية، إلا أن هؤلاء الرجال  ردوا هجمة الهمج على أعقابها وأفشلوا مخططهم الدنيء بعد أن أصبحوا شهود إثبات على إجرام ملالي طهران والمرتزقة من العملاء الأنجاس من أمثال صدر الدين القبانجي وجلال الصغير وهادي العامري والمقبور عزيز طباطبائي.

هذه الجريمة كانت خلافاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية في الحروب وحقوق الأسرى وخلافاً لكل الأعراف الإسلامية، تدلل وبشكل لا يقبل الشك على سفالتهم وخستهم ووحشيتهم التي يستخدمونها اليوم في عراقنا المحتل من قبل أمريكا وحلفائها، الذين يشاركونهم اليوم بالعمليات الإجرامية باغتيال كوادر الدولة وعلمائها ومثقفيها ومفكريها، ومن خلال إثارة الفتن الطائفية المقيتة ثأراً لهزيمتهما النكراء في أم المعارك الخالدة عام 1991 ويوم النصر العظيم 8/8/1988 ،هذه الصفحة  الوضاءة من صفحات النضال العتيد لشريحة من شعبنا العراقي المكافح وضعت معايير جديدة وثابتة في قاموس البطولات  والتضحيات الخارقة وهم في الأسر.

وما كان لهؤلاء الرجال أن يموتوا بطراً من الحياة بل كان قدرهم أن يخطوا بالدم الغالي مسار الطريق الذي يحتم الشرف والإباء والغيارى أن يسلكوه ويتزامن استذكار العراقيين بـ"يوم الشهيد" من هذا العام مع منظر  المجازر البشعة والمريبة التي ارتكبتها حكومة عادل عبد المهدي ضد أبناء العراق المنتفضين السلميين من ثوار تشرين الذين خرجوا لإزالة الظلم والقهر والجور الذي لحق بهم طيلة عقد ونيف من سنوات الحكم العجاف على يد ثلة من المرتزقة  والمأجورين الذي جاء بهم المحتلين "الأمريكي والإيراني" فعاثوا بالعراق فساداً ورعباً وظلماً، ومصداق كلامنا على ذلك  يتجلى في قطار الشهداء الذي انطلق في الأول من تشرين الأول عام 2019 على يد أحفاد كسرى ورستم وعملائهم ممن  خانوا خبز العراق وملحه بعد أن خانوا شرفهم في المقام الأول، وشاءت الأقدار أن يتجدد قتل أبناء العراقيين الأبرار هذا اليوم  على يد القتلة نفسهم الذين سفكوا دماء آبائهم وإخوانهم في معركة القادسية الثانية، وهذا ما لا يضع مكاناً للشك أن جمهورية  الشر "إيران" لا تريد للعراق وأهله إلا مزيداً من الخراب والدمار.

واليوم أيادي الغدر والحقد والسفالة المستظلة والمحتمية بخيمة المحتل الأجنبي والحاقدين وراء الحدود ميلشيا الموت الأسود مرتزقة فيلق بدر وحزب الدعوة العميل وجيش المهدي... لتسرق من العراقيين بسمة الأمل وفيض الحب ورؤى المستقبل الباسم، لتضيف إجراماً لإجرامها على أسرانا، حيث قتلت وهجرت ودمرت البلاد والعباد بالحقد الفارسي نفسه الذي تربوا على ممارسته لقتل أبناء العراق الغيارى، تلك الشموس الساطعة شهداء العراق والأمة العربية الذي تم توثيق أسمائهم  بأحرف من نور كوثيقة إدانة نطرق بها على رؤوس المحتل الأمريكي المجرم وعملائه الخونة والقتلة المجرمين من خلال  المحاكم الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية بإحالتهم كمجرمي حرب وإبادة بشرية.

المجد والخلود لشهداء العراق والأمة العربية يتقدمهــم شهيـد العصـر القائد المجاهـد صـدام حسيـن وشيخ المجاهدين الشهيد عزة إبراهيم أمين عام الحزب.

الخزي والعار لملالي طهران وعملائهم الأنجاس.

الخزي والعار للمجرم بوش الصغير الذي طواه التاريخ بلا رجعة تلاحقه لعنة الشهداء والأرامل والأيتام في كل مكان وزمان.






الخميس ٧ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. علي ماهر العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة