شبكة ذي قار
عـاجـل










تهافت ماكرون للحصول على الغاز الجزائري

نجلاء السامرائي

 

الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا أحدثت تصدعاً في اقتصاديات أوروبا أولاً، وحول العالم أيضاً، نتيجة للتطورات التي حدثت أثناء الحرب.

الذي جرى هو فرض العقوبات والحصار الذي أعلنه كل طرف ضد الآخر، علماً أن روسيا كانت تزود الغرب بالطاقة والنفط وغيرها، ما جعل أوروبا تقع تحت تأثير الاعتماد الكلي على الغاز الروسي، الذي أصابها بمقتل، فأصبحت أمام شعوبها في حرج شديد وكبير، وخصوصاً أن الحرب ما زالت مستمرة، والغرب على أعتاب الشتاء، الذي سيجعلها تعيش أيام شتاء قاسية لقلة أو عدم وصول الغاز الروسي كما كان سابقاً.

قام الرئيس الفرنسي بزيارة للجزائر لكي يحصل على الطاقة الوفيرة لدى الجزائر من الغاز والنفط لبلده، وبكل عنجهية ذهب ليطلب ويشتري تلك الخامات ليسد حاجة بلده للشتاء القادم. مع العلم أنه قبل مدة قد تسبب  بتوترات بين البلدين  في تشرين  الأول لعام ٢٠٢١ عندما استدعت الجزائر سفيرها من باريس متهمة فرنسا بالتدخل غير المقبول  في شؤونها، وقالت إنها ترد  على تصريحات فرنسا غير المسؤولة، ونسبت إلى ماكرون، ولم يتم نفيها، ونقل عنه ( أن الجزائر  يحكمها نظام سياسي عسكري  له تاريخ  لا يقوم على الحقيقة بل على  كراهية فرنسا)  كما تم طرد ٨٠٠٠  جزائري  من فرنسا، وتم خفض إعطاء التأشيرات للجزائريين، وكان رد  رئيس الوزراء بعد استدعاء السفير من باريس أن قامت الجزائر  بغلق المجال الجوي على الطيران الفرنسي العسكري، وصرح رئيس الوزراء  الجزائري (إن الجزائر  أكبر من تلك التصريحات غير المقبولة) لافتاً إلى أنها -أي فرنسا- تحاول المساس بعمق التاريخ الجزائري، وقد فرضت الجزائر عدة شروط على فرنسا، وهي الشروط التي فرضتها بلاده، وتتمثل  بالمقام الأول التعامل بندية واحترام لسيادة الجزائر،  ومطالب أخرى تتعلق برفض الجزائر  استعمال منطق  الأبوية بالتعامل معها أو تشكيك ماكرون في وجود الأمة أو الشعب الجزائري  قبل الاستعمار الفرنسي  للجزائر.

 وأيضاً مطالبة الجزائر بملف الذاكرة بما فيه استعادة جماجم الشهداء بحقبة الجهاد ضد الاحتلال والموجودة الآن في متحف الإنسان، والتي استخدمها الجنود الفرنسيين خلال فترة الاحتلال الفرنسي لشرب الخمر، والطلب من فرنسا الاعتراف بجرائم قواتها المحتلة للجزائر.

وكما تشمل طلبات الجزائر عملية (جبر الضرر) وبحث التعويضات عن تلك الجرائم. والأضرار التي تسبب بها تجاربها النووية، لأن فرنسا فجرت ١٧ قنبلة نووية في الجزائر، علماً أنه لم تتحرك للمطالبة بالتعويضات مما أصابها حتى الآن، ولا زالت آلاف الأطنان من المواد المشعة مدفونة في الأرض الجزائرية، ولم تقم فرنسا بتطهيرها أو الكشف عنها، وقد تركت ما يقارب ١٣ مليون لغم مزروعة على امتداد الأرض الجزائرية.   

هل طولب ماكرون أثناء زيارته بالشروط التي قدمتها الجزائر، الجواب جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ورفض فيه رفضاً قاطعاً الاعتذار عن جرائم دولته، وألقى اللوم على الدولة العثمانية من أنها هي التي كانت تحتل الجزائر وقامت هي بتلك المجازر مما جعل تركيا ترد عليه.

كان على الحكومة المضيفة أن تطلب وتشترط عليه الاعتذار عما قامت به دولته المحتلة، وكان عليهم مساومته للحصول على الطاقة وفرض الأسعار التي ترغب بها لمصلحة شعبها.

فهل يا ترى تبقى الحكومة بهذا الضعف والخوار تجاه الغرب، وعدم مواجهتها بالشموخ العربي، ورفض كل أنواع الإذلال والتي تمارسها دولة الاحتلال.

ليتعظ الحكام العرب من بوتين وهو يخوض حربه مع أوكرانيا وكل دول أوروبا وأميركا وقفوا ضده، وقد حاصروه، فأخذ يساومهم ببيع الطاقة لهم إلا بالروبل الروسي مما جعل الأكثرية ترضخ له.

فمتى يستيقظ الحكام العرب من ذلك الخنوع أمام العدو؟

 أيها العرب، أنتم الآن في وضع أقوى من فرنسا وأوروبا لأنكم تملكون ما تحتاجه أوروبا.

 وتذكروا مقولة سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه عندما قالها مدوية: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).






الاربعاء ١٨ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نجلاء السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة