شبكة ذي قار
عـاجـل










مهام زوجة السفير

زينب علي

 

تلعب زوجة السفير إلى جانب زوجها الدبلوماسي خلال أدائه لمهمة تمثيل بلاده، دوراً لا يقل أهمية عن شريك حياتها، بوصفها واجهة لحضارة دولتها من عادات وتقاليد وثقافة المجتمع الذي جاءت منه.

وفي الحياة التقليدية غالباً ما يقع على عاتق الزوجة الكثير من المسؤوليات، فما بال أن تكون هذه الشريكة زوجة لرجل دولة تحمل مهمته الدبلوماسية أبعاداً سياسية واجتماعية وثقافية تعبر عن سياسة بلاده. وتلك المسؤولية التي تلقى على عاتق زوجة السفير، عبء ضخم يضمر في باطنه تنازلات كثيرة عن الحياة المألوفة ويجب أن تكون كجندي مجهول لخدمة بلدها.

تلعب زوجة السفير دوراً مكملاً لعمل زوجها، فمنزل السفير يعد مكتب ثاني له، يستقبل فيه الزوار ويقيم الولائم، وهنا يقع على زوجة السفير الجانب الاجتماعي، وترك أثر وانطباع جيد، بوصفها تمثل دولتها، ومن الضروري أن تكون على علم ودراية بطبيعة عمل زوجها وتقدر ذلك، لأنه لن يكون مثل الزوج العادي، لأن لديه واجب وطني له الأولوية في حياته، فالزوجة هنا يجب أن تكون سيدة قوية ولديها قدر كبير من تحمل المسؤولية وبالتأكيد لكل مجال عمل حسناته وعيوبه. فعلى زوجة السفير التعرف على ثقافة البلد الذي تتواجد فيه، وعليها المشاركة مع زوجات السفراء والمنظمات النسائية في البلد بالأنشطة والفعاليات لإظهار الوجه الحضاري لبلدها، وهنا أتذكر السيدة الفاضلة زوجة أحد سفراء العراق في العهد الوطني  بالأردن، التي كان لها الدور المتميز في التحرك على الساحة الأردنية وعملت بجد وإخلاص لخدمة العراق، وكانت جميع الاتحادات والجمعيات والهيئات النسوية تكن لها كل التقدير والاحترام، وتشيد بها في كل لقاء مع الاتحاد العام لنساء العراق، تشيد بثقافتها وأناقتها وحشمتها وجديتها في العمل  .

لا وجه للمقارنة، ولا أريد أن أظلم بهذه المقارنة بين السيدة الفاضلة  زوجة السفير العراقي في العهد الوطني، وزوجة ما يسمى السفير العراقي حيدر العذاري، ولكن لتبيان ما كان عليه حال العراق في العهد الوطني، وما أصبح حاله في عهد الحكم الصفوي.

زوجة العذاري التي نشرت صورها بلقطات لم يتقبلها الشارع العراقي ولا الشارع الأردني، وهي سابقة لم تحصل أبداً، لكن ليس هذا بغريب، لأن من يقبل باغتصاب العراقيات من قبل الأمريكان في سجن أبي غريب وغيره ليس لديه ذرة شرف وغيرة على عرضه.

إن زوجة السفير ليست ملك نفسها بل ملك البلد الذي تمثله فأنت وزوجك تمثلون 40 مليون عراقي، عراق الحضارة والقيم العربية والإسلامية، فكل تصرف وكل سلوك يمثل العراق وشعبه، وإن تصرفك أنت وزوجك هو ليس حرية شخصية بل مخالف لواجبات السفير واستهانة بمشاعر الشعب العراقي.






الخميس ٥ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة