شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة 17 تموز منحت المرأة حقوقها

زينب علي

 

المرأة في عصر ثورة 17 تموز كان حضورها بشكل فعال من خلال تعدد مشاركاتها، الذي تشكل نتيجة الإرادة السياسية والإيمان بدورها في التطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، وأصبح لها دور مباشر وحيوي في هذه المرحلة، واستطاعت أن تبرز هذا الدور بشكل متكامل لتواكب مسيرة البناء، الذي انعكس على تقدم المجتمع. وإذا ما أمعنا النظر في دور المرأة في عصر ثورة تموز الخالدة،  نجد تنوع مشاركاتها في المجال العلمي والعملي والمهني، وكذلك التقني، ولم يقتصر دورها على الدور الاجتماعي كزوجة وأم، إذ أصبحت معلمة وقاضية وأديبة ومهندسة وبرلمانية ووزيرة، بالإضافة إلى ممارستها المجالات العملية المهنية الصعبة، والتي كانت مقتصرة على الرجال ، حيث يأتي دور الدول والمجتمعات بالاهتمام بدور المرأة وإتاحة الفرصة لها وتمكينها في مجالات العلوم والمعرفة كافة وهذا ما قامت به ثورة تموز الخالدة، يأتي ذلك نتيجة اهتمام القيادة الرشيدة للدولة بتمكين المرأة وإشراكها في مجالات العلوم كافة، كما استمر دورها الحيوي وحصلت العديد من النساء على براءات الاختراع وأصبح لدينا العديد من العالمات في المجالات العلمية والمعرفية. للمرأة العراقية طموح وإصرار على التحدي فأصبحت عضواً فعالًا في المجتمع، وأسهمت في رقيه، لتشكل نموذجاً مشرفاً متميزاً في مجالات العلوم والفكر المتقدم كافة، انعكس على الأجيال القادمة، والمرأة العراقية أثبتت جدارتها على العمل خارج المنزل وداخله، حيث إن التجارب الحياتية أثبتت أن المرأة عنصراً هاماً أسهم في بناء في المجتمع، ولها قدرة على تحمل المسؤوليات التي تُعطى إليها سواء كان على صعيد العمل أو على صعيد المنزل..

 

إن القيادة الحكيمة هي التي عرفت جيداً مكانة المرأة في المجتمع، وقدرة المرأة على بناء المجتمع ودورها اللامحدود في ذلك، واستفادت بشكلٍ كبير من قدرات المرأة في شتى المجالات، ولا أحد ينسى دورها في قادسية صدام المجيدة حيث حلت محل الرجل في كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وهذا يدل على أن دور المرأة في تنمية المجتمع مهم جداً.. كانت المرأة في ظلِّ الحكومات السابقة لثورة تموز في أسوء أحوالها، إلا أن ثورة تموز جاءت ورفضت كل ذلك ، وكرّمت المرأة ورفعت من مكانتها في المُجتمع، وأعادت إليها جميع حقوقها التي سُلبت منها، وساوت بينها وبين أخيها الرجل في التعليم والعمل، وجعلت  منها عُنصراً فعّالاً في المُجتمع، وأصبحت تحتل أبرز المكانات في المُجتمع على مُختلف الأصعدة ، فهي الأم الحنونة والمربية الفاضلة والزوجة الناضجة، والمُعلمة والطبيبة والمُهندسة والمُحامية، والعالمة ،كما أصبحت المرأة شخصاً مسؤولاً تتحمل أعباء المنزل مع زوجها وتقدم يد العون له، وتُربي أطفالها وتُخرج أجيالاً ناضجة يفخر بهم المُجتمع، كما وقد برز دورها الفعال في المُشاركات بالعمل السياسي، بحيث أصبح صوتها فاعلاً في التعبير عن هموم وطنها وشعبها، وتبوأت موقع عضو قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي .. وبالتالي إنَّ أهمية المرأة في المُجتمع لا تقل عن أهمية الرجل، فكلاهما فرداً من أفراد الوطن بغض النظر عن اختلاف الجنس.. لكن بعد الاحتلال الأمريكي للعراق من المؤسف حقاً تراجعت المنجزات الكبيرة للمرأة العراقية لخمسين سنة للخلف. 




الاثنين ١٩ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة