شبكة ذي قار
عـاجـل










تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الدكتور أحمد شوتري.

 

القيادة القومية: الأمة العربية أمام تحدي الأحلاف الاستعمارية الجديدة.

ودعوة لانتفاضة شعبية عربية شاملة ضد التطبيع والأحلاف

  

أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أن الأمة العربية أمام تحدي قيام حلف استعماري جديد بعد تمادي عمليات التطبيع مع العدو، ودعت إلى انتفاضة جماهيرية عربية لإسقاط هذه الأحلاف والمطبعين. 

جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب فيما يلي نصه: 

 

في كل مرة يقوم فيها رئيس أميركي بزيارة المنطقة بدءاً من فلسطين المحتلة، يبشرنا بإعلان سياسي يستحضر من خلاله المستوى الذي بلغه الموقف الأميركي في احتضانه للمشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي.  فبعد الرئيس السابق ترامب وإعلانه تنفيذ القرار الأميركي القديم الجديد باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية إليها واعترافه بضم "إسرائيل" للجولان المحتل، جاء بايدن هذه المرة ليطلق إعلاناً جديداً تحت عنوان "إعلان القدس"، كتدليل على تجديد الالتزام الأميركي بأمن الكيان الصهيوني.

 

إن الرئيس الأميركي الذي في زيارته للمنطقة انطلاقاً من   محطتها الأولى في فلسطين المحتلة، ستشمل تركيا بعد حضوره قمة مجلس التعاون الخليجي في جدة والذي ستحضره بعض الدول العربية في أول مرة يعقد فيها بهذا النصاب. وإذا كان الأمر مفهوماً ويبدو طبيعياً أن تتم استضافة رؤساء بعض الدول العربية في عقد لقاء لمجلس التعاون الخليجي، فما هو المبرر لحضور الرئيس الأميركي؟

 

إن الأبعاد الكامنة وراء هذه الجولة للرئيس الأميركي وحضوره اجتماع رئاسي لبعض الدول العربية، لا تنطوي على حشد القوى في مواجهة روسيا والصين وحسب وكما يروج له، بل تندرج بدرجة أولى في استكمال ما بدأه ترامب عندما طرح صفقة القرن كمشروع حل أميركي لما يسمى بأزمة الشرق الأوسط والتي بدأ التحضير لها بتهيئة المناخات لعلاقات تطبيعية بين بعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني. وحيث يبدو أن الخطوات التنفيذية لهذا المشروع بدأت تتجاوز أطر العلاقات السياسية والاقتصادية والتعاون الاستخباري إلى الإعداد لتشكيل حلف عسكري تحت مسمى الناتو الشرق الأوسطي والذي يتبوأ فيه الكيان الصهيوني موقعاً أساسياً لا بل مقرراً وبالاستناد إلى دعم أميركي لامحدود. 

 

إن الدعوة لقيام مثل هذا الحلف والذي يروج له منذ مدة على وقع إجراءات التطبيع، إنما يذكر بالمقدمات التي سبقت إنشاء حلف بغداد في منتصف الخمسينيات إنفاذاً لقرار أيزنهاور بقيام هذه الحلف لملء الفراغ في المنطقة في ضوء ما أفرزته الحرب العالمية الثانية من نتائج.

 

إن خطورة الدعوة لقيام هذا الحلف إنما تكمن في كونها تطلق في الوقت الذي يتعرض فيه الأمن القومي العربي إلى إطباق معادٍ من مداخل الوطن العربي وتهديد متصاعد له من داخله خاصة بعد بلوغ المشروع الصهيوني مستوى غير مسبوق في قضمه لكل أرض فلسطين المحتلة، وارتفاع منسوب التغول الإيراني الذي يمعن تدميراً وتخريباً في البنى المجتمعية العربية، وتنامي الأطماع التركية في سوريا والعراق واحتلال بعضٍ من أراضيهما بحجة حماية الأمن القومي التركي. وهذا ما يجعل قيام مثل الحلف ينطوي على تهديد خطير للأمن القومي العربي والذي ستستكمل معالمه بعدم أن تنجز أميركا إعلانات مماثلة مع إيران وتركيا على غرار إعلان القدس المشؤوم.

 

إن خطورة قيام هذا الحلف الاستعماري الجديد تفوق الخطورة التي انطوى عليها حلف بغداد بالنظر إلى الواقع السياسي العربي والدولي الذي كان سائداً آنذاك، والذي يفتقر اليوم إلى ذات المعطيات الإيجابية التي تمثلت بحالة الاستنهاض القومي والموقع المتقدم الذي أخذ الاتحاد السوفياتي يلعبه على الصعيد الدولي. 

 

إنه أمام هذه الخطورة التي ينطوي عليها قيام مثل هذا الحلف الذي يحاكي صلب المشروع الأميركي بتشكيل نظام إقليمي جديد تحت اسم الشرق الأوسط الجديد وتكون "إسرائيل" وإيران وتركيا من أركانه القاعدية، لا سبيل لدرء أخطار مثل التشكل الاقتصادي العسكري الجديد على الأمن القومي العربي إلا بمواجهة قومية شاملة، عبر إطلاق انتفاضة شعبية عربية تعيد استحضار المشهد الجماهيري الذي هتف ضد حلف بغداد من المحيط إلى الخليج ومعه تمكنت الأمة من إسقاطه من بغداد التي أريد أن تكون مقراً لها.

 

من هنا فإن على الجماهير العربية التي نزلت إلى الشوارع والميادين في حراك شعبي غير مسبوق منذ عدة سنوات، مدعوة الآن إلى حراك شعبي عربي مماثل من أجل مواجهة مخاطر التطبيع والتحرير، لأن ما يخطط له ويُعمل على تنفيذه وبتواطؤ من بعض الأنظمة العربية هو إعادة احتلال مبطن للوطن العربي بأسلوب الاحتلال الناعم، الذي يبدأ بتطبيع العلاقات وينتهي بالوقوع في فخ الاحتواء الصهيو - الأميركي وبالتفاهم والتكامل في النتائج مع الأطماع الإيرانية والتركية والأثيوبية من بوابة الأمن المائي.

 

إن القيادة القومية للحزب وهي  تدين بشدة تهافت الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني، تدعوها إلى مراجعة مواقفها من هذا الاستمرار في السير في هذا النهج الخطير على الأمن القومي، وإذا كانت تظن أن التحالف مع الكيان الصهيوني سيدرأ عنها مخاطر مشاريع عدوانية أخرى، فعليهم أن يدركوا أن أصحاب المشاريع المعادية للأمة العربية وإن اختلفوا فيما بينهم على حصص النفوذ والمغانم إلا أنهم متفقون على أن المجال العربي هو ما يعتبرونه مجالاً حيوياً لمصالحهم، وبالتالي فإن الاستقواء بعدو في مواجهة عدو آخر هو كالمستجير من الرمضاء بالنار. 

 

وعلى هذا الأساس فإن الأمن القومي للأمة يحميه أبناء الأمة، واستقوائهم ببعضهم البعض، وهذا هو مصدر المناعة الداخلية في مواجهة فيروسات الخارج، ومدخل ذلك هو إعادة الاعتبار للموقع القومي الجاذب لأجل تحقيق الامتلاء السياسي ووضع حدٍ للفراغ القومي الذي بدأ التأسيس له بعد خروج مصر من دائرة الصراع الصهيوني واحتلال العراق وانكشافه الذي أدى إلى انكشاف قومي شامل. 

 

إن التصدي للمخاطر الجديدة ومنها قيام الأحلاف العسكرية التي تستبطن عداءً وجودياً للأمة، يبدأ برفض التطبيع وإطلاق مقاومة شاملة ضده.  وإذا كان حلف بغداد قد أسقط من بغداد فإن الحلف الجديد يجب إسقاطه من بغداد والقاهرة ودمشق وبيروت وعمان ونجد والحجاز وأرض الرباط في فلسطين والخرطوم وكل مدن وحواضر المغرب العربي انطلاقاً من معطى وحدة المصير العربي وعلى وقع نشيد العروبة "بلاد العرب أوطاني ... من بغدان إلى تطوان". 

 

 تحية لكل رافض ومقاوم للتطبيع والخزي والعار للعملاء والخونة والمرتهنين للخارج الدولي والإقليمي. 

 

 

الناطق الرسمي باسم

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الدكتور أحمد شوتري

في ٢٠٢٢/٧/١٥ 






الجمعة ١٦ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة