شبكة ذي قار
عـاجـل










في ذكرى ميلاده العظيم

البعث يواصِل مسيرَته

 في الإستجابة لتحدّيات الأمة

 

دكتور أحمد بابكر- السودان

 

في السابع من أبريل 1947 كان ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، كاستجابة ضرورية للتحديات التي واجهت الأمة العربية مثل الاستعمار والتمزق والتجزئة وغياب العدالة الاجتماعية، ليطرح البعث مشروعه النهضوي القائم على الوحدة والحرية والاشتراكية، كأرضية وأساس لنهوض الأمة واستعدادها في المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، وهذا باختصار ما تعنيه الرسالة الخالدة، والتي تبدأ بالإيمان بحق هذه الأمة في أن تعيش حرة كريمة وأن تؤمن بقدرتها على تخليص نفسها من أمراض التخلف المتمثلة في الفقر والجهل والمرض والعنصرية. وتساهم مع الآخرين في صنع الحياة بصورة أكثر إنسانية، وأكثر تحضرا، مستندة على مخزونها الروحي الضخم الذي يجعل  تطورها المادي منسجما مع قيم السماء، ليكبح نوازع الشر والعدوان واستغلال الآخرين.

 تمر علينا هذه الذكرى العزيزة على كل بعثي ونحن نرى التحديات قد اتخذت شكلا جديدا مما يحتم علينا التصدي لها فكريا وسياسيا وتنظيميا، بما يمكننا من التعامل معها بنجاعة مستعينين بالمنهج العلمي الجدلي التاريخي الذي يمكننا من التعامل مع تعقيدات الواقع بكل جدارة.

 

تواجه الأمة اليوم


·     تحدي التفتيت الذاتي:

وهو تحدي يستند على تحويل التنوع المذهبي  والثقافي الذي يفترض أن يكون مصدر غنى، تحويل هذا التنوع إلى حالة صراع وتنافس، وهذا مرده إلى غياب الديمقراطية، وكذلك الظلم الذي يقع على بعض الفئات داخل المجتمع على أساس ديني أو مذهبي أو ثقافي، أي غياب سلطة المواطنة والمساواة والديمقراطية، لتجد القوى المتربصة خاصة الصهيونية والامبريالية في هذا الواقع ضالتها، لأن من أهدافها الاستراتيجية تقسيم المنطقة إلى (كانتونات)، صغيرة وإعادة رسم خريطة المنطقة بحيث تضمن التفوق النوعي للعدو الصهيوني وهذا لن يأتي إلا بتبديد ثروات الأمة في الحروب والصراعات البينية، لذلك يعتبر النضال الآن من أجل الوحدة الوطنية القائمة على احترام التعددية السياسية والثقافية من أهم أهدافنا بصفتنا بعثيين في كل الأقطار.

 

·     تحدي غياب الديمقراطية:

 يقول القائد المؤسس إن هذا عصر الجماهير وقد كتب كثيرا عن أهمية الديمقراطية والتعددية لأن التنوع في كل شيء هو أساس الحياة وقدرها، وأصبح من المعلوم بالضرورة إن النضال من أجل الديمقراطية يكافئ النضال من أجل الوحدة والاشتراكية، بل ربما يكون هو الطريق لادراك الجماهير لأهمية الوحدة والاشتراكية، لأن الديمقراطية، تطور وعي الجماهير بحاجاتها وأهدافها، وتفتح المجال واسعا للتعبيير عن ارادتها ومواهبها . فالبعث من سماته الشعبية ودون ديمقراطية تحفظ للجميع حقهم في إطلاق مواهبهم وإمكانياتهم والتعبير عن ذواتهم لن

 

تستطيع  الجماهير النضال من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية، لذلك النضال من أجل الديمقراطية في كل قطر يصبح فرض عين على البعثيين.

 

·     المجتمع الدولي الجديد:

هناك مجتمع دولي جديد بتوازن قوى جديد يتشكل، فلقد انتهت مرحلة القطبية الواحدة، وهو أمر جيد بالنسبة لنا، والآن يتشكل عالم متعدد الأقطاب، علينا بصفتنا بعثيين إدراك هذا المشهد جيدا وكيفية التعامل معه بذكاء وعقل استراتيجي ليكون في مصلحة الأمة وليس ضدها، وفي اعتقادي إن التغيير الذي يحدث الآن في العالم لن يقتصر على التغيير في رسم خارطة النفوذ والحدود بين القوى الكبرى في العالم بل سيتخطاه ليكون تغييرا في كل مناحي الحياة فكريا وثقافيا وسياسيا، وحتى على صعيد التكنولوجيا، لذلك علينا بصفتنا بعثيين أن نعمل على استيعاب هذا التغيير الضخم فكريا وسياسيا وحتي تنظيميا، فعلينا ألا ننتظر بل علينا التقدم خطوة والعمل  بجدية للمساهمة في هذا التغيير..

 

·     العدو الصهيوني:

يظل هو التحدي الثابت لكل الأمة ولكن دون الإرادة الشعبية الحرة لن نستطيع التعامل معه بالصيغة المكافئة، لذلك توطين الديمقراطية والتعددية السياسية والثقافية، وإيقاف الصراعات والحروب المذهبية والجهوية أحد أهم عناصر المواجهة والانتصار علي هذا العدو.

 

·     استهداف الحزب:

دائما كان التنظيم هو الوعاء والأداة الناجعة لتحويل الأفكار والمشاريع السياسية والنهضوية، إلى واقع يمشي بين الناس. اضافه الى تجسيده لوحدة الامة التى اعطاها فكره الرجحان المعنوى فى ترابطية اهدافه الثلاث ، والتى يجسدها التنظيم القومى و قيادتة القومية. لذلك على قيادة الحزب وكافة البعثيين في كل مكان، العمل بوعي وحكمة على تمتين وحدة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية في كل قطر، بتجسيد نص وروح نظامه الداخلى والانضباط العالي والالتزام بالتسلسل والتراتبية التنظيمية وفى كل الاحوال.

 

·     معايشة الجماهير :

كذلك على البعثيين في كل مكان أن يطبقوا مفهوم سمة الشعبية وذلك بمشاركة الناس تفاصيل حياتهم وهمومهم والتفاعل معها وطرحها والنضال من أجلها، وعدم الاكتفاء بطرح الشعارات الكبيرة، فالمواطن يحتاج منك أن تقدم له حلول في معاشه وتعليمه وصحته، فإن لم نستوعب ذلك سنكون مجرد نخبة ذات سلوك برجوازي نرجسي يهتم بارضاء ذاته وهو يعيش في برجه العاجي.

 

كل التحديات التي تمت الاشارة اليها اعلاه يحتاج كل منها الى دراسة تفصيلية لسبر أغواره.

ختاما التحية والاجلال لكل البعثيين في كل مكان من الوطن العربي وفي المهاجر وهم يرفعون راية البعث ليواصل مسيرته العملاقة، وفي مقدمتهم الأمين المساعد  الرفيق علي الريح السنهوري، ورفاقه اعضاء القيادة القومية وكل قيادات البعث ومناضليه الشرفاء اينما كانوا.

 






الجمعة ٦ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دكتور أحمد بابكر- السودان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة