شبكة ذي قار
عـاجـل










مع بداية الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤ حدث الغزو البريطاني الغاشم للعراق، الذي تزامن مع انكشاف اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم الوطن العربي، فأصبحت الحواجز الحدودية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨ تفصل بين أبناء العشيرة الواحدة وبين أبناء عمومتهم.

لهذا باتت قضية العرب الرئيسية هي : كيفية تحرير الوطن العربي من الاستعمار الأجنبي وتحقيق الوحدة العربية، فكانت برامج الأحزاب والحركات التحررية العربية لا تخلو من هاتين النقطتين.

وكان لشعب العراق نفس التوجه والطموح العربي للتحرر والوحدة، ففجر ثورة العشرين الخالدة عام ١٩٢٠ ضد الاحتلال البريطاني، الذي اضطر للتراجع عن فكرة الاحتلال المباشر والقبول بتشكيل حكومة مؤقتة مهدت لتأسيس الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١، ومع تصاعد النضال التحرري لجماهير الشعب أعلنت بريطانيا إنهاء انتدابها عام ١٩٣٢ وبالتالي استقلال العراق.

أدركت الجماهير أن هذا الاستقلال مزيف، بعد أن أجبرت بريطانيا الحكومة العراقية على منحها حق امتياز التنقيب عن النفط وبيعه وإقامة قواعد عسكرية في العراق فاستمرت في نضالها التحرري.

شهد العراق بعد وفاة الملك فيصل الأول عام ١٩٣٣ صراعات مريرة بين أقطاب الطبقة السياسية الحاكمة التي استعان بعض أفرادها للوصول للسلطة تارةً بالعشائر وتارةً بالجيش الذي نفذ بعض منتسبيه في عام ١٩٣٦ أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق بقيادة بكر صدقي، وشهدت هذه الفترة قمع الحكومة للقوميين وتنامي تيار شعوبي معادٍ للعروبة ترعاه الحكومة.

في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ العراق كان ميلاد الرفيق القائد صدام حسين في الثامن والعشرين من نيسان عام ١٩٣٧، وكأنها البشارة بخروج العراق من هذا النفق المظلم، فانقشعت بعد أشهر الغيمة الشعوبية السوداء التي غطت العراق ما يقارب العام بمقتل بكر صدقي وإقصاء الزمرة الشعوبية من الحكم بفضل عزيمة وإصرار الضباط القوميين بقيادة العقداء الأربعة الشهداء : فهمي سعيد ومحمود سلمان وكامل شبيب وصلاح الدين الصباغ، يساندهم السياسي القومي الشهيد محمد يونس السبعاوي ويؤازرهم رئيس الوزراء العراقي رشيد عالي الگيلاني الذين واصلوا النضال من أجل تحرير العراق بدعم وتأييد جماهير الشعب والأمة.

انزعجت بريطانيا لهذا المد القومي التحرري الذي عم العراق، فشنت عدوانها الغادر عام ١٩٤١ مما أدى لاندلاع ثورة مايس الخالدة التي أكدت شجاعة وتصميم العراقيين على تحرير وطنهم والتفاف الشعب والجيش خلف القيادة الوطنية.

لم تؤدِّ انتكاسة الثورة وعودة الحكم الاستعماري للعراق لنجاح المخططات البريطانية بل على العكس، نشأ جيل استبد به الغضب من ممارسات الاستعمار البريطاني والحكم العميل في بغداد، وامتلك رغبة أكيدة بالحرية والانعتاق من الاستبداد وتحطيم حدود سايكس بيكو الوهمية.

هذا الجيل الذي تفتح وعيه على الأفكار القومية الوحدوية وصقلته ثورة مايس التحررية هو الجيل الذي قدم للعراق والأمة رمز النضال والمبادئ الرفيق الشهيد القائد صدام حسين أسكنه الله فسيح جنانه.

فطوبى لمن بذل روحه فداءً للشعب والأمة من أجل تحرير الوطن ونصرة الحق والعدل.





السبت ١٩ جمادي الثانية ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة