شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر ذكرى يوم النصر المؤزر المبين على العدو الإيراني اللئيم، يوم زحف الشعب العراقي الصابر الأصيل عن بكرة أبيه للاحتفال بالنصر العظيم والتمكين، يوم خالد نادر وفريد سيبقى يخلد بالتاريخ، لأنه يوم الفصل والنصر النهائي الأكيد في اختيار طريق الحق والإيمان والصواب، طريق الحرية والعدالة والعيش بعزة وكرامة ومجد، إنه يوم الشعب العراقي المجرب بالحدث والموقف المشرف المميز النبيل بالقيم والمبادئ، ليكون الاحتفال واجباً وطنياً مقدساً وسنة سنوية تستذكر حتى تتعلم الأجيال العراقية والعربية اللاحقة الدروس والعبر، وإن الحدث والمناسبة ليست مارة عابرة، وإنما هي مناسبة كبيرة وخالدة، لأن فيها وعليها تحطمت وتدمرت وانقرضت المشاريع الإيرانية البغيضة بالمنطقة القائمة على العدوان والغزو والاحتلال والحقد والانتقام والثأر، ومن خلال معارك شاملة عارمة طويلة استمرت ثمان سنوات، واسعة الانتشار، فادحة بقوة المعارك، فيها استخدمت كل أنواع الأسلحة التقليدية والحديثة، أثبت رجال جيش العراق الاشاوس الأبطال الصناديد بكل الصنوف، بعد أن سطروا أروع صور الثبات والتحدي والبسالة في معركة قادسية صدام المجيدة، المعركة التي تجاوزت كل معايير البطولة والفداء والتضحية وأعادت صنع عمق التاريخ والحضارة القديمة والمجد التليد من جديد، بعد إسناد وإصرار ودعم الشعب العراقي الصابر ومعه أبناء الأمة العربية الأصلاء الذين سجلوا وأعادوا الأمجاد مرة أخرى بالكرامة والعنفوان الأصليين.

في يوم الأيام والنصر والفتح المبين على العدو الإيراني المتغطرس، مات مشروع تصدير الثورة الخمينية الضالة المتخلفة إلى العراق وأقطار الأمة العربية والدول الإسلامية، وانزاحت الأحلام المريضة، والأوهام القديمة، وجوبهت بشعب أبي أصيل حي باق لا يفرط بدينه وأرضه وكرامته عبر الزمن، ولم يقبل بالضعف والهزيمة والتراجع والاستكانة أمام عدو غاز طامع معتد، مهما طالت الحرب واشتدت القوة وما قدمت من تضحيات وخسائر مادية، شعب الذرى الأسطوري أحب ويحب الوحدة والصمود والتحدي والمواجهة والإخلاص والثبات، شعب يتطلع إلى الحرية والعطاء وينظر إلى المستقبل الواعد، لذلك وقف صفاً واحداً خلف قيادته الحكيمة الوطنية الأصيلة المخلصة طيلت فترة الحرب الظالمة المفروضة، شعب العراق المسالم الذي عبر عن صدق وقوة وصلابة الإرادة والانتماء للوطن والأمة العربية المجيدة أرضاً وشعباً، لتبقى وتستمر صور النصر المؤزر والتحدي والثبات مسنودة ومدعومة من الشعب العراقي والعربي والإسلامي، عندما شعر الجميع بخطورة مشروع الخميني الدجال، والشعارات الخطيرة المطروحة بتصدير ثورة الشر والشرور والتخلف والانحطاط والعدوان، وتحقيق الأهداف التوسعية الكثيرة، لكن بإرادة الله ثم بإصرار الشعب العراقي الأصيل والعربي الوفي الأمين، باءت بالفشل ووجهت بكل قوة وتحد وصلابة، وصُدت الريح الصرصر العاتية الصفراء القادمة إلى البوابة الشرقية للأمة العربية، بالرغم من كل ما قدم من قوافل الشهداء الأحياء الأكرم منا جميعاً، والذين روت دماؤهم الطاهرة الزكية تراب الوطن على امتداد جبهات القتال تجاوزت ألف وأربعمائة كيلومتر.
في كل عام، وفي مثل هذه الأيام الخوالد يستذكر العراقيون والعرب يوم النصر المؤزر على إيران الشر والعدوان، يوم الدفاع عن العراق وسيادته وأمنه واستقراره وثوابته الوطنية والقومية والإنسانية، يوم ذهبت المشاريع والأحلام الإيرانية إلى مزبلة التاريخ وكُنست الأوهام مع نفايات الارتهان التي أجرمت بحق الشعب العراقي وانتهكت الأعراف والقوانين والحرمات وهددت الثوابت وتجاوزت على السيادة.

ما يتوجب على العراقيين كافة اليوم ، أن يستلهموا ويعوا ويتطلعوا إلى المناسبة، يوم زحف أهل العراق عن بكرة أبيهم للاحتفال بالنصر العظيم والتمكين على العدو الإيراني الحقير، وخاصة اليوم نحن أحوج من أي يوم لإحياء الذكرى والمناسبة، خصوصاً وإيران أصبحت اليوم صاحبة السلطة والنفوذ والسيطرة والقرار بالعراق والمنطقة المحيطة، وحتى لا يفقد الشعب العراقي الأمل ولا يقع باليأس ويبقى دائماً قوياً متماسكاً عصياً على العدو الإيراني والمخططات القذرة الحاقدة الهادفة للاختراق والانتقام، فإن سر التمكين والبقاء والاستمرار بالاحتفال ونشوة النصر باقية سنوياً، تعبر عن قوة المعنويات والثبات والتحدي، واضفاء جذوة الروح واليقين بالنصر العظيم والتمكين مرة أخرى من جديد بعد هروب وهزيمة الأعداء والمتسلطين والمجرمين الرسميين واللصوص والفاسدين.





الاربعاء ٣ محرم ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. رافد رشيد مجيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة