شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن السابع من نيسان عام ١٩٤٧ كأي يوم؛ فهو يوم تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي سرعان ما جذب بأفكاره القومية العربية الوحدوية الثورية التقدمية النخبة الطليعية من شباب الأمة العربية المناضل لتحقيق أهداف الأمة.

لقد دعا حزبنا للوحدة والحرية والاشتراكية منذ يومه الأول؛ فامتاز عن غيره من القوى السياسية بتقديمه للوحدة على سائر أهداف الأمة لأنها هي العلاج لكل مشاكل العرب من تشرذم وتخلف، كما امتاز عن غيره من الأحزاب والحركات القومية بتواجد قيادة قومية على رأس هرمه الحزبي تشرف على تنظيمات الحزب في داخل الوطن العربي وخارجه؛ ليؤكد صدق توجهاته القومية الرافضة للمفاهيم القُطرية الضيقة، ولقد أثبت تاريخ الأمة المعاصر أنه لا يمكن أن تنعم الجماهير بالاشتراكية بدون وجود الحرية؛ وأن الحرية ستبقى ناقصة في غياب الوحدة.

إن مسيرة الحزب الجهادية العطرة قد سبقت تاريخ عقد مؤتمره التأسيسي في دمشق ما بين الرابع والسادس من نيسان عام ١٩٤٧، فقد تكونت خلية البعث الأولى في نهاية عام ١٩٤٠ وحملت اسم جماعة الإحياء العربي قبل أن تعتمد تسمية حركة البعث العربي عام ١٩٤٣ ومن ثم حزب البعث العربي عام ١٩٤٥ وصولاً إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام ١٩٥٢.

ولقد أسس البعثيين الأوائل حركة نصرة العراق عام ١٩٤١ وتطوعوا دعماً لثورة مايس التحررية ضد الاحتلال البريطاني، كما شكل الحزب فرق الجهاد الوطني في سوريا لمقاومة العدوان الفرنسي في مايس عام ١٩٤٥.

يشهد التاريخ لحزبنا الجسور على مقاومته في جميع الأقطار العربية لكل الغزاة والمستعمرين بشتى الوسائل، ورفضه المشاركة في حكومات الاحتلال الأجنبي وبرلماناته، وتقديمه لحرية الوطن والشعب على أي منفعة له كحزب.

لقد كان البعث منذ ميلاده جزءاً أساسياً في الحركة الوطنية في أي قطر عربي، وطرفاً مؤثراً في كفاح الشعب العربي ضد الأنظمة القمعية الرجعية العميلة؛ من أجل تحقيق الديمقراطية السليمة والتحرر من القيود الأجنبية وتعزيز مكتسبات الجماهير الوطنية والقومية التقدمية.

إن الربط بين القومية والاشتراكية هي ميزة للبعث التي لبت تطلعات الكادحين والطبقات الفقيرة، ليتفوق بها حزبنا على من سبقه من القوى القومية واليسارية في الوطن العربي؛ فهو أول من آمن بقومية الاشتراكية واشتراكية القومية ودعا للاشتراكية العربية.

والقومية في مفهوم البعث كما أثبتها دستوره ذات بعد إنساني حضاري ديمقراطي تحترم القوميات المتواجدة في الوطن العربي وتؤمن بحقوقها المشروعة، فكانت النقيض الموضوعي للأفكار العنصرية كالفاشية والنازية.

لقد صنف الحزب كل ما يقسم الشعب الواحد كمعوقات لنهضة الأمة وتقدمها، وحواجز في وجه النضال العربي نحو الوحدة والتحرر الوطني والعدالة الاجتماعية.

لقد حورب البعث من الأنظمة والقوى الرجعية لخطورة فكره القومي الوحدوي الثوري التقدمي عليها، فقدم الحزب مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين في السجون والمعتقلات على امتداد وطننا العربي.

لقد دعا البعث مبكراً لإبراز الكيان الفلسطيني المستقل عن تدخلات الحكام العرب، كما طالب جماهير الأمة بتشجيع العمل الفدائي ضد العدو الصهيوني وعدم انتظار دعم الأنظمة العربية أو التدخل الدولي الخارجي.

كما أسس البعث جبهة التحرير العربية في الثلاثين من كانون الأول عام ١٩٦٨ لتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة من الاحتلال الصهيوني، وقد انطلق عملها الفدائي في السابع من نيسان عام ١٩٦٩ بدعم النظام الوطني في العراق ومساندته المطلقة.

إن الوحدة بين مصر وسوريا ما كان لها أن تتحقق في الثاني والعشرين من شباط عام ١٩٥٨ لولا وقوف البعث خلفها بكل قوة؛ فهو أول من دعا لها وسجل تضحية غير مسبوقة حينما حل تنظيمه في القطر السوري بعد أن أصبح هو شرط تحقيق الوحدة من قبل النظام في مصر، وقد أكد الحزب على صدق شعاراته الوحدوية وجديتها برفض الانفصال ومقاومته في الثامن والعشرين من أيلول عام ١٩٦١ وإعادة نشاط الحزب في القطر السوري حتى نجح بإسقاط السلطة الانفصالية بالتعاون مع القوى القومية الوحدوية في الثامن من آذار عام ١٩٦٣.

لا يمكن لمن يطلع على تاريخ العراق إلا أن يشهد للبعث بأنه قائد النضال الوطني والقومي في العراق منذ الخمسينيات بامتياز، ورغم الحملة الشعواء التي شنها النظام القاسمي الشعوبي خصوصاً عام ١٩٥٩ ضد كوادر الحزب؛ إلا أن البعث نجح في تفجير ثورة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ وتشييد سلطة الحزب القومية التقدمية لأول مرة التي نجحت في صياغة ميثاق الوحدة الاتحادية بين العراق وسوريا ومصر والتوقيع عليه في القاهرة في السابع عشر من نيسان عام ١٩٦٣.

كما نهض الحزب كطائر العنقاء من تحت الركام بعد الضربات التي وجهها له النظام العارفي بعد ردة الثامن عشر من تشرين الثاني عام ١٩٦٣ وخصوصاً في الرابع والخامس من أيلول عام ١٩٦٤؛ والنظام السوري الفاشي الخائن المنتحل لاسم البعث بعد ردة الثالث والعشرين من شباط عام ١٩٦٦ ليفجر ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ التي قفزت بالعراق قفزةً عملاقة، ليشهد نهضته الحديثة في زمن البعث.

لقد أرعبت سلطة البعث الثورية التقدمية ومنجزاتها على الصعد كافة أعداء الأمة فشنوا المؤامرات تلو المؤامرات ضد العراق وقيادته الوطنية، إلا أن الشعب والجيش وصناديد الحزب تمكنوا من تسجيل أروع الانتصارات خصوصاً في القادسية الثانية المجيدة ضد العدو الإيراني وفي أم المعارك الخالدة ضد الحلف الثلاثيني الغادر، فجن جنون إدارة بوش المتصهينة فارتكبت جريمة غزو العراق في العشرين من آذار عام ٢٠٠٣.

لقد تعرض البعث لأبشع عملية اجتثاث عرفها التاريخ بعد احتلال العراق في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣، وقدم مئات الآلاف من الشهداء في مقاومة الاحتلال الأمريكي ووريثه الإيراني وأذنابه الأراذل.

كما تعرض الحزب للشيطنة من قبل العملاء لتفجيره أسرع مقاومة في التاريخ انطلقت بعد احتلال بغداد مباشرةً؛ فاتهموه بأشنع التهم وحاولوا باستمرار ضرب وحدة الحزب وتحريض الإعلام المضلل لبث أخبار كاذبة عن انشقاقات وهمية بصفوفه، ظناً منهم بأن لديهم القدرة على زعزعة ثقة أبطال البعث بحزبهم وقيادته المجاهدة.

إن حزب البعث العربي الاشتراكي بتركيبته التي تضم في صفوفها كل أطياف الشعب العربي، ونضاله الطويل ضد الغزاة والعملاء يمثل صمام أمان لجماهير الأمة العربية.
لن تنطفئ شعلة البعث وسيستمر مناضلي الحزب في حملها مؤمنين بأن أمتهم أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، لتضيء طريق الأمة نحو الوحدة والحرية والاشتراكية.

تحية عز وافتخار للرعيل الأول للحزب وعلى رأسهم الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق.
تحية مجد وخلود لشهداء البعث البواسل وعلى رأسهم الرفيق القائد الخالد صدام حسين ورفيقه الأمين القائد عزة إبراهيم.
تحية ولاء وعرفان للقيادة القومية للحزب وعلى رأسها الرفيق القائد المناضل علي الريح السنهوري ولقيادة قطر العراق وعلى رأسها الرفيق القائد المجاهد أبو جعفر.





الثلاثاء ١ رمضــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فهد الهزاع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة