شبكة ذي قار
عـاجـل










بصراحة لانريد أن نتحدث عن مغزى زيارة البابا إلى العراق الجريح لكي لاندخل بمتاهات وتحليلات ورؤى بالتأكيد ستكون أغلبها مختلفة إن لم تكن متضاربة , ولكن وحتى وإن اختلفنا حول مغزى الزيارة لاأعتقد أن هناك مايدعوا إلى طرح الخلافات على بساط المناقشة رغم أهميتها أو على منبر الأقلام الحرة لكي لاندخل بجدل واسع لربما لايوصلنا إلى نتيجة قد تكون غير مرضية .. وبالرغم من أن توقعاتي لربما كانت تختلف او متطابقه مع من أعارت الزيارة إهتمامه وأنا متأكد من أنها ايمانية أكثر من أن تكون سياسية لكن الإمتعاض إنتابني وأثار الكثير من التساؤلات إن كان البابا يعلم أو مستشاريه اللذين رافقوه الزيارة أطلعوه عن أوضاع العراق الدموية عن المعاناة والإنتهاكات والممارسات وألنهج الدموي والمجازر التي إرتكبتها ميليشيات السلطة والانتهاكات التي تمارسها السلطة منذ فترة الغزو والأحتلال ولغاية يومنا هذا.ولكن وقبل كل شيء أود أن اتقدم إلى قداسة البابا بخالص الإحترام والتقدير آملا انه إستمتع بزيارته في الوطن الجريح رغم سيول الدماء التي إرتكبتها عناصر السلطة , , ولبيت جميع رغباته بقدر مايتعلق الأمر بزيارة المواقع التي رغب قداسة البابا زيارتها , , ونعتقد أن قداسته أطلع بالتأكيد على لمحة عن تأريخ العراق وقيم العراق وماضيه وحاضره وتراثة القيم ومايملكه العراق من أماكن مقدسة تعود إلى الكثير من ألأديان والمذاهب منها السنية والمسيحية والشيعية والأزيدية والمندائية وغيرها ألتي كانت تحضوا برعاية القيادة والترميم في الوطن ولغاية عام ٢٠٠٣ عام الغزو والإحتلال حيث تغيرت الكثير من ملامح تلك الاماكن كأماكن للعبادة أو مراقد مقدسة بعد إهمال سلطة الإحتلال لها

في الحقيقة لانريد ان نجعل حديثنا موجها إتجاه المراقد أو العتبات المقدسة لأننا لسنا بهذا الصدد , وإهمالها بلا شك أمرا مرفوضا لايقبل النقاش , ولكن وإن أهملت من قبل المنظومة الفاسدة مثلما أهمل الوطن وأبنائه فلا يمكن أن تهمل من قبل الباري عز وجل لأنها أمكنة عبادة وإيمان وتقوى محمية برعايته وحفظه وأكيد رغم تعرضها إلى التخريب والتهديم والإعتداء وقلوبنا مطمئنة بهذا الصدد إن الله سبحانه وتعالى لن يتخلى عنها , ولكن مايجب التطرق اليه والذي يثير الكثير من الأسئلة ؟؟ هو هل غاب على قداسة البابا فعلا دون تشكيك أن المنظومة الفاسدة في الوطن كسلطة هي مصدر القتل والنحر وإراقة الدماء بجميع إنتهاكاتها سواء في سوح التظاهر أو في المعتقلات أو في السجون السرية وتصفية النشطاء نشطاء ثورة تشرين وتقطيع حتى أجسادهم بعد نحرهم ولكن لربما راح على قداسته أن يتعقب أخبار الوطن قبل زيارته أو تكليف أحد مستشاريه أن ينقل له مجريات الأحداث الدموية التي يعيشها المواطن العراقي قبل التحضير لزيارة العراق الذي ينحر كل دقيقة وساعة علي يد الجزارين والقتله والسفاحين .. وهل غاب فعلا على قداسة البابا مخطط الإفناء لشعبنا ووطنهم التي أعدت له السلطة الفاشية مساهمة من النظام الفارسي المجوسي منذ اليوم الأول عقب الغزو والإحتلال

بالتأكيد نثمن بقداسته زيارته للوطن وإطلاعه على تأريخ العراق وقرأ بالتأكيد عن موقع أثري لمدينة سومرية كانت عاصمة للدولة السومرية عام ٢١٠٠ قبل الميلاد ولد فيها النبي أبراهيم ابو الانبياء عام ٢٠٠٠ قبل الميلاد ولمدينة اور أهمية تأريخية مميزة ؛ كونها من أهم المدن الحضارة السومرية، ولكنها إرتبطت أيضا بأهمية دينية كونها شهدت ولادة النبي إبراهيم الذي يحضى بأهمية في الديانات ( اليهودية، المسيحية، والإسلامية , وبما أن قداسة البابا تفحص ذلك التأريخ القيم لهذا المدينة الذي قرر زيارتها .. سؤالنا؟؟ ألم يتفحص ولو حتى قليلا أحداث وأوضاع العراقيين اللذين ذاقوا الأمرين من ممارسات السلطة وعناصرها لكي يلغي زيارته كإحتجاج على تلك الممارسات وكموقف يعبر عن التضامن مع شعبنا في الوطن لمعاناته المستمرة والمريرة .. وكما نحن متأكدين أن قداسته يعلم علم اليقين أن العراق كان مصدرا للسلام ولغاية عام ٢٠٠٣ وأرضه الطاهرة كانت مهبطا للأنبياء

ونعود مرة اخرى لكي لايفهمنا البعض إننا ضد ألأديان أو المذاهب لأننا علمانيون وكلمة الله هي العليا وليس غيرها ولايعلوا فوقها أحد أننا قوميون نعتز بقوميتنا العربية وتأريخها وتراثها القيم وإنسانيتها التي عرفها العالم وأقتاد بها .. ولكن دون جدل أن هدف الزيارة واضح ومعروف ولكن كان المفروض بقداسة البابا الغاء الزيار إحتجاجا على ممارسات وإنتهاكات وفساد السلطة في الوطن كمسألة ليست سياسية لان قداسته ليس رمزا سياسيا وإنما مسألة أخلاقيا وتضامنا مع شعبنا الجريح الذي يعاني من شدة الأزمات ومرارتها ومن دموية الممارسات بعد أن إسباحت السلطة جميع القوانين والغت حقوق المواطن العراقي ومطالبه وبلا شك أن قداسته لم يتعايش مع الأحداث وقساوتها وخطورتها لكننا متأكدين من أن الفاتيكان يمتلك طرق الحصول على احداثيات الساعة ومنها عن الطرق الدبلوماسية وقناصله وخصوصا عندما يتعلق الأمر بنية زيارة قداسة البابا لإحدى الدول والتحضيرات التي تجري قبل الزيارة , لربما غابت بعض الأحداثيات عن قداسة البابا ولم يلاحظ قداسته أن السلطة أطلقت ايدي عناصرها وميليشياتها في الوطن ليعبثوا فيها فسادا تعتدي على كرامات الرجال وتنهش من كرامة النساء ولم تتورع حتى الإعتداء على الأطفال وحتى قتلهم والسجون والمعتقلات تشهد على ذلك وأحداث الوطن ليست غائبة على العالم وحتى عل قداسته .. اللهم إشهد إني قد بلغت





الاربعاء ٢٦ رجــب ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة