شبكة ذي قار
عـاجـل










مئة عام مضت على استقلال أو إنشاء معظم الدول العربية، لكنها للأسف ما زالت تعيشُ أزمات وجودية من فقر وبطالة وعدم وجود ديموقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية وانهياراً لاقتصادهم، فهم يعيشون بفراغ الحاضر وجهل المستقبل، فكل الطرق باتجاه المستقبل باتت مغلقة، فباتوا وحيدين على جانب طريق مُظلم تناستهم الأُمم، فوفق المعايير السياسية يعتبر المشرق العربي مولجاً في الخراب والضياع، فالواقع السياسي مُعقّد ضرب مفهوم الدولة القومية بحيث أصبحت الدول العربية أضعف من أي وقت مضى، وأصبحت عاجزة عن رعاية شعوبها.

فقد انهار بعض من دولها تحت ضغط الفساد وحروب الطوائف وصراع اللاعبين الخارجيين، فغالبيتهم يرزحون تحت خط الفقر والجوع، ويعيشون في العتمة، ويهددهم العطش، وأطفالهم خارج المدارس.

فإلى متى سيستمر المشرق العربي في التراجع والتّرنح والرقص ما بين التاريخ والجغرافيا؟ فلا بد من البحث عن مصادر كوارثنا التي تتمدد يوماً بعد يوم، فالحالة العربية هي واحدة من الأسوأ في العالم، فقد وصلت إلى مراحل متقدمة في السوء، فهي تشهد أوضاعاً سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية مأساوية، فمعظم الدول العربية الآن تُصارع حاضرها من أجل البقاء لا من أجل الارتقاء ولا من أجل غزو الفضاء، بل من أجل الرغيف.

فمن منكم قرأ كتاب John Bolton مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق The Room Where it Happened فقد أشار بوضوح تعاظم اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقة آسيا – الباسيفيكي على حساب الشرق الأوسط، فالدول العربية على حد قوله لم تعد قادرة أن تقدم شيئاً للعالم لأنهم لم يعُد عندهم شيئاً يقدمونه.

فالمواطن العربي يحق له أن يتساءل اليوم عمّا تبقّى من رهانات على قادم الأيام، وأن يستحضر ما حصل من مشاريع سياسية شكلت تحولاً جذرياً في الأيديولوجيا العربية والإسلامية، فلم يسبق لأي دخول سياسي أن عرف حالة من الانكماش العربي مثلما يعرفها الآن.




الاربعاء ١ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سليم البطاينة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة