شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها الأخوة أيها المناضلون
شق الوطن مسيرته الصعبة بنضال وتضحيات أبنائه وقادتهم وفي كافة الميادين بعد ثورة١٧ - ٣٠ تموز المجيدة من عام ١٩٦٨ , حيث توجه قادتها بتكريس إهتمامهم للنهوض بالوطن نحو البناء والتطور دون صرف النظر عن إقامة أوثق الصلات الأخوية وعلاقات التعاون مع الشعوب والبلدان المجاورة , وبتاريخ ١٢.١٣.من عام ١٩٧٩ وبعد التغيير الذي حصل في إيران ومجيء خميني إلى السلطة عبر العراق بتوجيه مذكرة توضيح سياسة الجمهورية العراقية الثابتة في إقامة علاقات التعاون على أساس إحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية , كما قامت القيادة في العراق آنذاك بتوجيه دعوة إلى رئيس الحكومة المؤقته مهدي بازركان لزيارة العراق .. وبالرغم من الموقف العراقي الواضح بسياسته السلمية حملت إيران مضمارالكره والعداء الذي لايختلف عن السابق بكيده للوطن وبنفس الصيغة والاهداف التي كانت قبل الآف السنين الماضية لتثبت إيران من خلال تلك الممارسة والمأرب بأن موقفها العدائي ثابت دون تغيير إتجاه الوطن وأبنائه وقيادته وإستمرارالحقد والكره كنهج وراثي عدائي

وإذا كانت الحرب العراقية – الإيرانية تعود إلى بداية أيلول عام ١٩٨٠ فإن الذي أدى إلى نشوبها هي المنهجية العدوانية والممارسات العدائية ونوايا وخبث ومكائد النظام الصفوي بالتوسع على حساب الوطن والأمة لإشعال الحروب بعد ظهور ملامح المشروع الإيراني الصهيوني بتصدير خميني الثورة إلى العراق وتحمل نتائجها

لقد تحدثنا إلى القاريء الكريم ومن خلال متابعاتنا للنشاطات المعادية للأمة من قبل النظام الفارسي وحقده الدفين ضد الوطن وعن نواياه الخبيثة إتجاه العراق وشعبه وقيادته وتآمره وأبعاده وأهدافه لأتضح للقاري العزيز أن النوايا الممزوجة بالخبث والعداء لم تبدأ بمرحلة متآخرة وإنما منذ أكثر من أربعة الآف عام وتطلعات الفرس ونواياهم بإستباحة الوطن العربي بداية بالعراق تحت حجج ومبررات وذرائع عرفها العالم التي كانت وفي كل مرة بداية لمخطط جديد لمهاجمة شعوب المنطقة العربية وإعلان الحروب لتدميرها , ومنذ أن كان نظام الحكم كسروياً حاقدا بصلاحيات مطلقة، وصفه المؤرخون بالملك الحقود المرائي الجشع الرعديد.وبينوا إهتمامه الكبير بالحروب والقتل وسفك الدماء والمظالم ألتي إستغل بها شعوب المناطق الآمنة.حيث كان يلجأ إلى المنجمين والكهان والسحرة لإستشارتهم في إتخاذ قراراته لتجييش جيوشه وإستباحة أراضي الدول ونحر أبنائها ألتي برهنت على إجرام تلك الجيوش بإراقة الدماء وصنع الأزمات وفتح جبهات صراع غايتها تدمير إمكانيات وطاقات الأمم وشعوبها الطامحة إلى التقدم والتطور والنهوض

وبقدرمايتعلق الأمر بالوطن وموقف القيادة آنذاك إلى ماقبل غزو وإحتلال الوطن فقد عبر عن سلميته لإيمانه بسياسة حسن الجوار والإحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلدان المجاورة وإبعاد شبح الحروب الذي حاول النظام الفارسي إثارتها من خلال الإستفزاز والأعمال العدائية الإجرامية سواء على المراكز الحدودية للوطن الموثقة وقتل العشرات من حرس الحدود بعد تهديم مخافرهم ناهيك عن أعمال الإختطاف التي كانت مستمرة إضافة إلى الممارسات داخل العاصمة بغداد وتحريك عملائها وذيولها بمن فيهم حزب الدعوة العميل الذي إتخذ أعمال الإرهاب والتفجير ومحاولات الإغتيال على عاتقه خدمة للنظام الفارسي وضد الوطن وشعبه الآمن لزعزعة الأمن والإستقرار في العراق والوطن العربي الذي كان ولازال يعاني من تصرفات وممارسات النظام الصفوي الفارسي وعملائه

لقد تعددت مشاريع النظام الفارسي الصفوي العدوانية حيث أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على الوطن العربي ولازالت وعشرات السنين يشن النظام الفارسي فيها بالتعاون مع حلفائه الصهاينة هجوما ليس عسكريا فحسب وإنما سياسيا وإعلاميا ممنهجا مصحوبا بتهديد وإستفزاز بتحريك قواتهم على الحدود وتصريحاتهم المعادية وتوجهاتهم نحو إعلان الحروب وخطورة المركب الذي ركبوه ولازالوا وراهنوا على حسابات خاسرة تحدوا بها جميع ماتمليه عليهم علاقات حسن الجوار والمنطق المتماشى عليه والقيم والقوانين والأعراف الدبلوماسية المتعلقة بالعلاقات الدولية والإحترام بين الدول وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لها وعدم المساس بمصالحها والإبتعاد عن لغة التحريض الإعلامي وتحريض المندسين على القيام بعمليات تخريبية منافية للعلاقات بين الدول والمصالح المتبادلة

أيها الأخوة
لقد حاول العراق وقيادته مرارا وتكرارا تجنب المواجهة والصراع المسلح وتوجه وقبل اندلاع الحرب التي أرادها خميني ونظامه بخطب ورسائل موجهة إلى النظام الفارسي يدعوهم فيها إلى الإلتزام بلغة العقل وتفادي الصراع المسلح الذي لايخدم مصالح المنطقة برمتها والإبتعاد عن كوارث الحروب ومآسيها وأضرارها بعد أن أعلن العراق موقفه بصدد الإعتدائات المستمرة والإنتهاكات التي مارستها إيران ونظامها بواسطة عملائها سواء في الداخل بتحريك عناصرها أو على الحدود العراقية الإيرانية التي شنتها مرارا القوات الإيرانية ضد حرس الحدود العراقية حيث راح ضحية تلك الممارسات العشرات من الشرطة العراقية مما يعتبر ذلك إختراقا للقيم والمعاهدات والمواثيق بين الأمم والدول المجاورة التي لابد من أن تحترم جارها والإبتعاد عن لغة الإستفزاز كمصلحة للطرفان للابقاء على العلاقات ودية وسلمية وتجنب الحروب بإتجاه يخدم السلام والأمن والإستقرار لدول المنطقة وتفادي تدخل القوى الكبرى إستغلالا للأوضاع ألتي ستكون عواقبها وخيمة إن إندلعت الحرب بين دولتين مجاورتين.مما فسر ذلك من قبل الجانب الإيراني كنقطة ضعف بإمكانيات العراق بحماية حدوده وسيفشل عسكريا وسياسيا في حالة نشوب الحرب بالدفاع عن مصالحه كدولة ذات سيادة لكونه مهتما ومنشغلا بعملية النهوض والبناء ألتي أراد بها نظام الفرس تعطيلها وتدميرها من خلال إعلان الحرب وتعطيل إنجازات ومكاسب الثورة وتحميل العراق مسؤولية إندلاعها التي هندسها الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية ونظام الفرس لتدمير البنية التحتية للوطن بعد أن ظن نظام خميني آنذاك سهولة إبتلاع العراق بعد تحريك فصائل الخونة من الداخل لتسهيل عملية الإجتياح ألتي ستقوم به مجاميع قوات نظامه التي هيأها وكأن العراق قرية من قرى تبريز أو أصفهان وغيرها

وبالرغم من محاولات القيادة الوطنية في الوطن تفادي المواجهة التي سعت اليها إيران والخميني إندلعت الحرب التي خطط لها الكيان الصهيوني لإيران بالوكالة لإيقاف مسيرة الوطن وعملية البناء والتطور ولتدمير المكاسب التي تحققت بفضل القيادة الوطنية بعد الثورة العملاقه ثورة ١٧ - ٣٠ تموز عام ١٩٦٨

ورغم إندلاع الحرب والموقف العراقي العسكري على الجبهات متينا ولايختلف عنه الموقف السياسي الذي تجلى بالنوايا الحسنة وتدارك مخاطر الحروب كان العراق مستعدا بتطبيق وقف إطلاق النار بعد الحرب ألتي أشعلها نظام طهران.رفض نظام خميني دعوة العراق آنذاك وأعتبرها ضعفا من القيادة ودعى قواته المهزومة إلى الإستمرار بالحرب وصولا إلى مدينة كربلاء المقدسة رافضا لأي إقتراح عراقي بوقف إطلاق النار لحل المشاكل سلميا والذي دعى اليها العراق من خلال قيادته قبل الحرب وحتى أثناء الحرب وبعد الحرب لتجنب كوارث الحروب بين الدول .. ورغم من ماحققه العراق من إنتصارات على جبهات القتال بقي ملتزما بمواقفه المسالمة وراح يدعوا نظام خميني مرارا إلى الإمتثال الى وقف إطلاق النار بعد الهزيمة ألتي الحقتها القوات المسلحة العراقية بقوات نظام خميني وتفاديا لإستمرار الحرب ألتي طال أمدها ثمانية أعوام , وبعد الضربات القاسية والموجعة ألتي وجهتها جحافل العز والشرف والبطولة ومنها ملحمة الفاو إلى مجاميع وفلول قوات خميني , وفي ٨ / آب / ١٩٨٨ وبعد إنتصار العراق وإفشال المشروع التوسعي التآمري الإيراني على العراق أعلن وقف إطلاق النار وتجرعت إيران كأس سمها بعد هزيمتها أمام أروع جيش قاتل بشجاعة عرفت بطولاته بكل منازلة مقاتلين أوفياء لوطنهم الحبيب عراق الأبطال والنشامى ولأمتهم ولأمنها ومستقبلها






السبت ١٩ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة