شبكة ذي قار
عـاجـل










الكل يعلم اليوم الأسود لاحتلال " بغداد " ( ٩ / ٤ / ٢٠٠٣ ) ، والتي أشغلت آنذاك وسائل الأعلام العالمية بصورة عامة ، والعربية خاصة فمنها طبلت ورحبت وهللت في احتلال عاصمة الرشيد وبذريعة إسقاط نظامه الوطني القومي الإنساني ، ومنها من صمتت وكممت أفواهها وأفواه وسائلها الإعلامية حرصا على مصالح من يجلس على كراسي أنظمتها، والقليل منها وكما يقوله أبو المثل العراقي ( يكسرون ويجبرون !!).

ومع هذا فان أهل العراق الحقيقيون لا ينسون مواقف الخزي والعار للكثير من أنظمة الدول الشقيقة بعد احتلاله وخاصة بعد تنصيب الحاكم المدني لسلطة الاحتلال المجرم القاتل ( بول بريمر ) مجلس العقم وما تعاقبت من بعده سلطات قمعية طائفية ، ولغاية يومنا هذا وهم يستضيفوا من يترأس دولة الاحتلال من الشخصيات الهزيلة التي جاءت بها دولة الاحتلالين الأمريكي والإيراني إلى قممهم العربية ، والزيارات المتبادلة بين كبار مسئوليها ليلتقوا مع من كانوا على ( أرصفة وحانات وحاويات وملاهي ودور الدعارة ونوادي الخلاعة وزواج المثيلين في نيويورك وواشنطن، ولندن وإيران والدنمرك والسويد وسوريا والكويت وو .. الخ ).

نعم الزيارات المتبادلة ، وهم يشاهدون بأم أعينهم من خلال زياراتهم ، وبدون خجل ولا ضمير يحرك مشاعرهم وأحاسيسهم ( وشواربهم ) بما حل في بغداد العروبة التي لها دور كبير في الدفاع عن امن دولهم القومي وأنظمتهم وعروش قادتها منذ عام ( ١٩٦٨ ولغاية ٢٠٠٣ ) من تدمير شامل في " بغداد " وبجميع مرافقها ( الخدمية والزراعية والصناعية والدينية والاجتماعية والثقافية والعلمية والعسكرية وو .. الخ ) ، وما تلاه طيلة أكثر من ( ١٧ ) سنة من انتهاك في السجون والمعتقلات ،وقتل وتهجير / وتدمير مدن كاملة ،ونهب ثروات وأموال العراقيين من قبل الأحزاب والكتل وميليشياتها التي جاءت بها ( إيران ) وبتوجيه أمريكي غربي لقتل وتدمير العراق وكل ما بناه النظام الوطني من منجزات عظيمة وإعادته إلى العصور ما قبل الصناعية .. كل هذا من اجل عيون النظام إلا يراني الذي جاءت به ( أمريكا ) و ( الصهيونية العالمية ) و ( الدول الغربية ) لحكم إيران ..

وكل ما ذكر من الجرائم في أعلاه هو بعلم ومعرفة دقيقة من قبل كافة المسئولين في الأنظمة العربية .. نعم يعرفون كل ذلك جيدا ، وكما يعرفون أنفسهم بان نظام الملا لي في قم وطهران هو من يحكم العراق اليوم ، وحكمه للعراق هو مكافئة من الدول الكبرى لما قدمه من خدمة كبيرة لل ( الصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية ) في تنفيذ الصفحات إلاستراتيجية المشتركة في احتلال ارض الرافدين ، والتي تتطلب منه تنفيذها سواء كان ضد العراق ، أو ضد الأمة العربية ، وكما خصص له وأمام مرأى العالم في ( سورية ولبنان واليمن وفلسطين والبحرين ) ، وما سينفذه لاحقا في الكثير من دول الخليج العربي لما له من دور كبير في دعم وإسناد وتسليح وتمويل ميليشياتها الموجودة على أراضيها وبنوعيها ( الظاهرة ) و ( النائمة ) ، وكما دعم الميليشيات الإرهابية الطائفية التي حاربت الجيش العراقي وأهل العراق الحقيقيين طيلة الحرب العراقية الإيرانية في معركة قادسية ( صدام ) المجيدة آنذاك ، والتي أصبحت وبعلم كافة الأنظمة العربية بأنها صاحبت القرار السياسي " المتهرئ " في العراق المذبوح من الوريد إلى الوريد !!!.

وفي مساء يوم ( ٤ / آب / ٢٠٢٠ ) قتلت إيران ، ومن دعمها وساندها من ( الصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية ) ومن بعد خنقها ومحاصرتها وعزلها دوليا وعربيا ل ( بيروت ) العزيزة .. قتلت بيروت شقيقة بغداد ودمشق ( الأسيرتان ) بالميليشيات الإيرانية الصفوية ، والجزائر ،وليبيا المذبوحة بالميليشيات الإرهابية ( الاخوانجية ) ، وتونس وعمان وفلسطين والمغرب والسودان واليمن المذبوح بالميليشيات ( الحوثية ) الإيرانية ، ودول الخليج العربي .. نعم قتلوا أهلها الكرام ، ودمروا معابرها ومرفئها وعماراتها ومستشفياتها ومخازنها وشوارعها ومحطات توليد وأعمدة كهربائها المطلة ، التي تضئ مرفأ وشواطئ بحرها ..

نعم يا حكام العرب لقد قتلوا " بيروت " عروس العرب وأمام مرأى عيونكم وعدسات وسائلكم الإعلامية .. قتلوا كل شيء جميل وتسر الناظر ،وكل ما نظر إليها من ارض وسماء وماء بيروت الحزينة .. وقتلهم طال أهلها وأطفالها وشبابها وشيوخه ، ووصلوا إلى قتل بلابلها وطيورها ونوار سها وحتى هوائها النقي وكل شيء يطير فوق سمائها الصافية .. نعم قتلوها بعد أن جوعوا أهلها .. قتلوها يا امة العرب بميليشيا صفوية عرفها الداني والقاصي ، والتي عرفها العالم ودوله الكبرى بإرهابيتها الدموية في ( سورية والعراق واليمن ولبنان وو .. الخ ) ، ولا نعرف غدا سيقتلون عواصم دولكم بعد أن تحين الصفحة التي تتطلب قتلها.

نعم إنها الميليشيات الإرهابية التي تسمى بحزب ( اللات ) التي سيطرت على لبنان الأسيرة ، والتي أصبحت صاحبة القرار والحكم والتصرف في شؤون الحكم والاقتصاد والمال والشركات والوزارات والمرافئ والبحر والزراعة والصناعة وكل نواحي الحياة ، ولا احد من المسئولين الكبار في القصر الرئاسي والوزراء وأي مسئول في الحكومة اللبنانية توجيه الإساءة أو التهم حتى لو كانت واقعة تحت الجرم المشهود لها ولأمينها العام خوفا على كراسيهم وأموالهم ، وما نهبوه من الشعب اللبناني ، وكما انتم تعرفون عن ما فعلته الزمر الإرهابية التي حكت عراق ما بعد الاحتلال بالميليشيات الإرهابية الطائفية منذ قتل بغداد لغاية يومنا هذا ..

وقبل أن انهي المقال أود أن أضع السؤال أدناه أمام أنظار الحكام العرب : - هل تفجير بيروت العزيزة ، ومهما كان نوعه ( نترات الامونيوم أو قنبلة نووية محدودة ) سواء كان فاعلها ميليشيا إيرانية ( حزب اللات ) ، أو شريكتها في الإستراتيجية ( الامبريالية الصهيونية ) هو تجربة سلاح جديدة لضربات استباقية ستطبق مستقبلا على عواصم دولكم وبنفس الآليات الميليشيلوية الإيرانية التي أشغلت الأمة العربية في حروب ميليشياوية طاحنة ؟! .. وأخيرا أقول : = قتلوك يا بيروت كما قتلوا شقيقتك بغداد ، ولا نعرف غدا من سيقتل من بعدكما في امة العرب !!!.






الاربعاء ١٦ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الحسين البديري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة