شبكة ذي قار
عـاجـل










أفادت وسائل الإعلام الدولية بأن الولايات المتحدة وإسرائيل استهدفتا مواقع استراتيجية في العديد من المناطق في ايران، وركزت تلك الوسائل على مجمع نطنز المتخصص بتخصيب اليورانيوم والذي يحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة.كما اكدت تلك الوسائل أن الدمار الذي حصل في المجمع قد أدى الى تأخير البرنامج النووي الإيراني حوالي سنتين.مما لا شك فيه ان الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تسعيان سعيا دؤوبا وحثيثا الى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وهما الدولتان اللتان تمتلكان القدرات التكنلوجية والاستخباراتية المتطورة التي باستطاعتها ان تلحق الدمار الشامل بإيران ومنشآتها النووية والعسكرية.ومن المرجح ان تكون هاتان الدولتان قد استخدمتا فايروس STUXNET لإصابة شبكة الكومبيوترات العاملة في إيران عموما والمنشآت النووية خصوصا مثلما حصل في عام ٢٠١٠ حيث اصاب الفايروس المذكور أكثر من ١٠٠٠ جهاز طرد مركزي واوقفه عن العمل.

على الرغم من ذلك، يبقى السؤال عن مصدر الانفجارات التي حصلت في إيران قائما، خصوصا تدمير المنشآت المحصنة تحت الأرض في مجمع نطنز.هل كان الانفجار نتيجة قنبلة موقوتة داخل المجمع ام هجوم سايبيري؟ فإذا كان الاحتمال الأول، فسوف يعزز هذا الاحتمال من موقف المعارضة الإيرانية التي صرحت بانها مسؤولة عن تلك الانفجارات.لقد احرجت تفجيرات نطنز النظام الإيراني وجعلته يتخبط مرتعد الاوصال الى درجة انه امتنع عن توجيه أصابع الاتهام الى اميركا او إسرائيل.فقد أعلن نظام الملالي بعد الانفجار انه كان حادثا عرضاً وابتعد النظام عن أي مواجهة مباشرة مع اميركا او إسرائيل مما يؤدي الى فضح ضعف مؤسساتهم العسكرية والاستخباراتية ونظامهم الاقتصادي المنهار.وقد كشف النظام عن ضعفه عبر اطلاقه تهديدات نارية قائلا : "سوف تنتقم إيران وترد ردا عنيفا ضد أي دولة تتحمل مسؤولية تفجيرات نطنز".

لقد كان تفجير مجمع نطنز "ضربة معلم" بكل معنى الكلمة.فقد كان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قد أعلن في ٢٠١٩ عن تشغيل المنشأة بطاقة قصوى شملت ٣٠ جهاز طرد مركزي متقدم IR٦.كما أكد انهم قادرون على إنتاج نسب متفاوتة من اليورانيوم المخصب تصل الى ٦٠%، وهذه النسبة كافية لإنتاج الأسلحة النووية.

يعتقد المراقبون والمحللون ان لدى إيران الخبرات الكافية والكفيلة لتصنيع أجهزة طرد مركزي متقدمة.كما أن لدى إيران مواقع سرية أخرى جاهزة لتصنيع تلك الأسلحة.وهذا يعني ان تفجير نطنز لم يدمر كافة إمكانيات إيران النووية، الا ان تلك التفجيرات قد أخرت انتاج تلك الأسلحة لمدة تصل الى عامين.وبالتالي فان المعنيين بالتخلص من قدرات إيران النووية سيتاح لهم الوقت لكشف أي منشآت نووية أخرى وتدميرها قبل تمكن حكومة الملالي من الحصول على السلاح النووي.ان الوصول الى نطنز التي تعد مشروعا استراتيجيا كبيرا ومحصنا تحصينا يستحيل الوصول اليه يعني ان إيران باتت ضمن نطاق الأسلحة الإسرائيلية والأميركية المتنوعة، وان هاتين الدولتين لن تسمحا لإيران بالاستمرار بأعمالها الإرهابية والاجرامية ضد الشرق الاوسط والعالم ياسره.

لقد تمكنت عناصر من الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية من الوصول الى قواعد بيانات المواقع النووية والاتصال بمصادر معلومات أخرى سواء كانت الكترونية او اشخاص عاملين في مختلف المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية الإيرانية.من جانب آخر تمكنت أقمار التجسس الإسرائيلية، ومنها القمر "افق ١٦" من كشف اية أنشطة مشبوهة سواء كانت تلك الأنشطة فوق سطح الأرض او مخبأة تحتها.ان كل هذه الإمكانيات ستمهد الطريق امام إسرائيل لمباغتة نظام الملالي في طهران وجعله "يلطم في مواسم غير مواسم اللطم المعروفة".






الاحد ٦ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة