شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد حادث إسقاط الطائرة الأوكرانيّة في كانون الثاني التي لا تزال التحقيقات جارية حولها رغم إعلان منظّمة الطيران المدني الإيرانيّة أنّ السبب هو "خطأ بشريّ" مرتبط بضبط الرادار،والتي أودت بحياة ١٧٦ راكباً معظمهم إيرانيّون، وقصف سفينة عسكريّة إيرانيّة عن طريق الخطأ سفينةً أخرى أثناء تدريبات روتينيّة في أيار وتسبّبت بمقتل ١٩ بحّاراً تتوالى الإنفجارات والحرائق في منشآت ومراكز عسكريّة ومدنيّة في مناطق مختلفة من إيران منذ نهاية حزيران وكان أبرزها :

٢٦ حزيران : إنفجار كبير في بلدة بارشين الواقعة على بعد حوالي ٢٥ كم جنوب شرق طهران والتي تضمّ مجمّعاً عسكريّاً هامّاً.وعزا المتحدّث بإسم وزارة الدفاع الإيرانيّة الحادث إلى انفجار خزّان غاز إصطناعي في المنطقة.

٣٠ حزيران : إنفجار وحريق في المركز الطبّي "سينا أطهر" شمال طهران أدّى إلى مقتل ١٩ شخصاً وإصابة ١٤ آخرين.ونقلت وكالة "فارس" أنّ السبب المحتمل هو تفجير أسطوانة غاز في المركز، كما نفى قائد شرطة طهران ان يكون الحادث ناجماً عن عمل تخريبيّ.

٢ تمّوز : ثلاثة إنفجارات في مبنى تابع لمحطّة "نطنز" النوويّة أحدثت أضراراً كبيرةً وتلف معدّات دقيقة لصناعة أجهزة الطرد المركزي.وأعلن رئيس منظّمة الدفاع المدني الإيرانيّة " أنّ الإنفجارات ناتجة عن هجمات سيبرانيّة إسرائيليّة أو أميركيّة".

٤ تمّوز : إنفجار في محطّة "مدحج زرقان" للغاز في مدينة الأحواز وعزا رئيس دائرة الإطفاء في المحافظة أنّ الحادث ناتج عن إنفجار أحد مولّدات الكهرباء.

٧ تمّوز : إنفجار في مصنع للصلب جنوب طهران أسفر عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين استناداً إلى وكالة "أرنا" الإيرانيّة التي عزت الحادث إلى "خطأ بشريّ" ناتج عن تقصير في ملء أسطوانات الأوكسيجين حسبما ذكر حاكم المنطقة.

٩ تمّوز : أورد التلفزيون الأيراني خبر سماع دويّ إنفجارات غربي طهران حيث شعر السكان بحالة تشبه الزلزال.تباين تحديد الأسباب بين غارة بالصواريخ على قاعدة عسكريّة تحتوي مخازن صواريخ أو منشآت ذات صلة بالأسلحة الكيميائيّة وبين إنفجار مضخّة غاز.وقد سبّبت الإنفجارات انقطاع التيّار الكهربائي.

١٥ تمّوز : نشوب حريق في ميناء بوشهر حيث يوجد موقع لصناعة السفن أدّى إلى تضرّر سبع سفن وحرق ثلاث منها على الأقلّ.

١٩ تمّوز : أفادت وكالة "إيرنا" عن إنفجار في محطّة توليد الطاقة في أصفهان وسط إيران.كما أعلنت وكالة العمّال الإيرانيّة في اليوم نفسه أنّ حريقاً نشب في مصنع للورق المقوّى في محافظة أذربجان الشرقيّة.

استناداً إلى المعطيات المتوفّرة وتصريحات المسؤولين الإيرانيّين يظهر بأن الإنفجارات والحرائق المتتالية هذه السنة والتي تمت الإشارة إلى بعضها آنفاً قد حدثت نتيجةً لواحد أو أكثر من الأسباب التالية :

١ـ هجمات سيبرانيّة أو بالصواريخ عجزت إيران عن منعها أو التصدّي لها وحتّى إبراز الأدلّة التي تحدّد تماماً الجهة التي نفّذتها.

٢ـ هشاشة أنظمة التحكّم والسيطرة نتيجةً لضعف الكفاءة البشريّة التشغيليّة و تدنّي جودة المنشآت وعدم مطابقتها للمواصفات العالميّة ممّا يضع علامات استفهام حول قدرة إيران في منافسة الدول المتقدّمة في إنشاء منشآت صناعيّة في دول أخرى خاصّةً تلك التي تعتبر أنّ لها نفوذاً فيها ومتكآت داخليّة وتحديداً في العراق وسوريا ولبنان، في الوقت التي تبرم اتفاقيّات طويلة المدى مع دول متقدّمة كالصين وروسيا لتطوير منشآتها.

٣ـ أعمال تخريبيّة داخليّة عجزت أجهزة الأمن والتحقيق عن إكتشافها وتحديدها رغم صدور اتهامات عامّة من قبل عدد من المسؤولين الإيرنيّين.

٤ـ قيام اجهزة الإستخبارات الإيرانيّة بافتعال بعض الأحداث التي يمكن السيطرة عليها بهدف التضليل الإعلامي واحتواء الإعتراضات الشعبيّة على ممارسات السلطة القمعيّة وسياسات النظام التخريبيّة والعدوانيّة خارج الحدود الإيرانيّة والتي تنعكس سلباً على الأوضاع الإقتصاديّة والمعيشيّة في الداخل الإيراني.

إنّ حدوث انفجارات وحرائق في منشآت عسكريّة ومدنيّة أمر طبيعيّ في كلّ دول العالم بما في ذلك الدول المتقدّمة التي تعجز إيران عن مجاراتها في درجة تطور التقنيّات وأجهزة التحكمّ والسيطرة لديها، لكنّ ذلك يحدث نادراً وليس متكرّراً وبفاصل عدّة أيام بين حادث وآخر، وحتّى في بعض الأحيان يحدث أكثر من إنفجار في اليوم الواحد ممّا يشير إلى أنّ النظام الإيراني يقع في وهم الإنتفاخ والتضخّم اللاّواقعي في اعتماد منهج التدخّل المباشر وغير المباشر في دول الجوار خارج سياق العلاقات الدوليّة لتحقيق أحلام إمبراطوريّة في زمن ولّى فيه زمن الإمبراطوريّات بدل التركيز على التنمية الداخليّة وتحسين البنية التحتيّة والخدمات وظروف حياة الناس، والتعاون الإيجابي مع الدول الأخرى خارج سياق التدخلّ والتخريب والهيمنة.التي لا تخدم شعوب المنطقة وإنّما الأجندات الإستعماريّة واستمرار وتصاعد الإضطرابات والصراع التي تتناقض مع التقدم والتطور والحضارة.






الخميس ٣ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. علي بيان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة