شبكة ذي قار
عـاجـل










فارس آخر يترجل ،
فارس من فرسان الحق ، وميادين البطولة ، من زمن الكرامة وعناوين الشرف والإباء ، طاهر آخر ورمزا من رموز الوفاء والثبات ، منهاجا من مناهج العزة والكرامة والفخر ، صنديدا من صناديد الأمة يوم كان للأمة عنفوان.

ترجل سلطان هاشم ، ولحق بكوكبة شهداء العراق والأمة ، ليترك خلفه سيرة من سير رجال جيش أبي ، لا يمكن أن يُذكر إلا ويرافقه وصف الوطني ، فنقول جيش العراق الوطني ، وليكون الشهيد سلطان هاشم قائدا من قادة هذا الركب الوطني الأبي.

جيش امتلك عقيدة وطنية قومية دفعته ليكون جيش الأمة يُمتحن فيه ضباطه وأفراده بسيرة القادة الأولين ، خالد بن الوليد والقعقاع ، سعد وصلاح الدين وابن زياد ، وليسطر ملاحم شهدتها الأمة على امتداد الوطن الكبير في فلسطين والشام والعراق ، وليكون جيش الأمة والمدافع عنها في بوابتها الشرقية ، بل والجيش المبادر في الذود عن حياض الوطن الكبير من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى الجنوب.

ترجل هاشم ، ليترك خلفه سيرة بطل من أبطال الأمة ، شارك في معارك الشرف والفداء في فلسطين وعلى الجبهة الأردنية ١٩٦٧ ، وفي دمشق على الجبهة السورية ١٩٧٣ ، وعلى البوابة الشرقية ١٩٨٠ - ١٩٨٨ وفي أم المعارك ١٩٩١ ، معركة الحواسم ٢٠٠٣ ، وفي معركة الصبر والثبات في سجون المحتلين وعملائهم ٢٠٠٣ – ٢٠٢٠ ، ليسجل سجل فيه من البطولة والفداء , الصبر والإباء ، التي تُشرف كل عربي انتمى لأمته وعناوينها.

سلطان هاشم الرجل الشجاع الذي هابه عدوه ، واعترف بحنكته واحترافيته والذي جسد التقاليد العسكرية وأصولها ، ورسخ معانيها لدى منتسبي الجيش الوطني القومي ، اذكر وقفته وثباته في المؤتمرات الصحفية على شاشة التلفاز وهو يشرح ويفند في قاعة تهتز أركانها أثناء قصف العدو الغاشم لبغداد الإباء ، يومها كنت أرى أركان تلك القاعة تهتز لثبات هذا القائد المغوار وانتمائه لجيشه ووطنه وأمته وليس من وقع القذائف العشوائية للعدو التي كانت تحط على كل شبر من بغداد ، لتدور السنين ويعطي هاشم درسا آخر في الصبر والثبات والانتماء لوطنه وأمته في سجون المحتلين ، ليرسخ قيم الشجاعة ومبادئ الثبات والإباء قولا وعملا ومسيرة في زمن تتسابق فيه أشباه الرجال إلى أحضان المستعمرين والأعداء في كل مكان ، ويقبلون أحذيتهم قبل الأيدي ، يتسابقون لإرضائهم ويتنافخون شرفا بلا حياء.

رحل هاشم بعد قرابة ١٤ عاما من رحيل قائده الشهيد صدام المجيد ليومض على النهج الذي خلده القائد ورفاقه ، في هذا الوقت حيث تخلى الكثيرون من الأمة عن كيانها قبل رسالتها وعن كرامتها قبل تاريخها وعن عرضها قبل الأرض والوطن.

لن أطيل لكني أزيد فأقول : -
إن البطل هو القادر على القيام بعمل لا يستطيع غيره القيام به ، وهو أيضا قيمة أخلاقية ومعنوية ومثل أعلى ، وهو مصدر فخر لشعبه وأمته ، والبطل هو الوصف الذي طالما يطلقه الأب على ابنه لفخره به وليهيئه لمهام يقوم بها في لحظات الخطر والحاجة ، ولطالما كانت البطولة أسمى الصفات عند العرب فهو فارس القبيلة وحامي حماها ، وصاحب المروءة وذو الرأي السديد ، والرمز الذي يدافع عنهم ويوفر لهم الحياة الكريمة.

وقد يكون الشهيد في عصرنا هذا هو البطل الذي لا ينازعه حضور في وعي البشر ، فالشهيد هو صورة عالية من البطولة والفداء ، وهو القنديل الذي تستضيء به الأمة ، والدرع الحامي الذي لم يبخل بدمه وروحه في سبيل الوطن ، الذي يسمو على الحياة تلك التي طالما تمسك بها البشر.

نعم هكذا هو هاشم القائد والبطل ، المنتمي لأمته وعقيدته والمبادئ ، ابن العراق الوفي ، الثابت والحاسم في موقفه ، المخلص لوطنه وقيادته الوطنية والمجاهد الذي عاش حياته في ميادين الشرف والكرامة.

رحم الله شهداء العراق وفي المقدمة منهم شهيد الحج الأكبر صدام المجيد
ورحم الله البطل سلطان هاشم
والمجد والخلود لشهداء العراق .. كل العراق
والمجد والخلود لشهداء فلسطين وكل شهداء الأمة

الكرك / الأردن ٢١ / ٧ / ٢٠٢٠






الخميس ٣ ذو الحجــة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس صهيب الصرايرة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة