شبكة ذي قار
عـاجـل










من بين المعاناة و المأساة والارهاب وركام النار المستعرة منذ عقود من الزمن، ومن مخلفات الحروب المفروضة على العراق والحصار حتى الغزو الأمريكي والاحتلال وسيطرة ايران على المصير والقرار في العراق، عاد لنا من جديد للترويج والإشارة عن المشروع الأمريكي القديم الحديث لتدمير العراق وتقسيمه إلى أقاليم طائفية مناطقية والانتقام من أهله، ربما قد وجد في طرحه والترويج له الآن من قبل سماسرة العملية المخابراتية السياسية والأحزاب الفاسدة وكل الخونة والعملاء والجواسيس للغزاة المحتلين، للبحث مرة أخرى عن مصالح جديدة ومنافع فضيلة، تدر عليهم مكاسب ومناصب وأموال الحرام من مصادر حديثة، أو لهم في ذلك، مآرب ضالة أخرى.

في هذه الأيام، يتكرر السيناريو نفسه ويطرح المشروع بقوة أكثر، للتقسيم الطائفي المقيت المناطق اللعين، من أجل الإدارة الذاتية لكل إقليم ويكونوا هم القادة المتنفذين، في تحقيق المصير، فبدأت الاجتماعات السرية، وفي العلن وكثرة اللقاءات المكوكية والزيارات والمساومة في توزيع المناصب والمكاسب والغنائم من الآن بين هؤلاء السماسرة الفاسدين، وقد فضح وانكشف الأمر وعرف المستور وتجلت الحقائق والمخططات، وعرفت الغاية والأهداف للناس كافة، أنهم ينفذون مخططات الاحتلال الأمريكي والاحتلال الإيراني للعراق والمنطقة، متجاهلين متناسين، أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمنية والإنسانية والخدمية في المحافظات المعنية والتي تسمى من قبلهم بالمحافظات المحررة، ما تزال هذه المحافظات غير مستقرة وأهلها يعانون الأمرين، منهم ما يزال مهجراً يسكن المخيمات في مراكز التهجير، يعانون من شظف الحياة في الشتاء البرد والأمطار وفي الصيف الحر والعطش، غير قادرين على العودة إلى مناطقهم ومصادر الرزق والعيش الرغيد لهم، والبعض لا يعود لعدم إمكانية بناء وتصليح ما هدم أثناء العمليات العسكرية الإجرامية، وعدم توفير أبسط الخدمات الإنسانية التقليدية وانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض، ومعرفة مصير المغيبين والمفقودين والمخطوفين والذين يريد ذويهم معرفة مصير كل واحد منهم، فضلاً عن استمرار وسيطرة النفوذ الإيراني على تلك المحافظات من خلال وجود وانتشار الميلشيات الإيرانية بأعداد كبيرة ورهيبة وهي من تتحكم بجوانب الحياة كافة.

عجباً لهؤلاء السراق الفاسدين المزورين المتباكين على أهل المحافظات المتضررة المظلومة المنكوبة والذي كان السبب الأول في كل ما حصل لهم، هم السياسيون السرسرية أنفسهم الذين ينتمون لهذه المحافظات، وهم من يطرح ويروج لمشروع التقسيم إلى أقاليم ويعتقدون من خلال هذا المشروع المشبوه وكثرة الترويج له إعلامياً ونشر البيانات الرنانة والوعود الكاذبة، أنهم يحققون مآرب أخرى، ولكن كل ذلك يهزم ويفشل بوعي وصمود وحرص الشعب في هذه المحافظات.

إن الحجج والمبررات التي تطرح من قبل هذه المجموعة الضالة والثلة الفاسدة العملية الخائنة وفي هذا التوقيت المهم والخطير والحرج الغير مناسب، باتت معروفة ومكشوفة للقاصي والداني، وما هي إلا مؤامرات مدبرة خبيثة تضاف إلى أعمالهم الإجرامية المستمرة علماً إنهم من مالكي المناصب العليا والأموال المنهوبة الكثيرة، وكلهم يقيمون خارج تلك المحافظات هم وعوائلهم ويعيشون في الترف والتخمة والزهو في الفلل والبيوت الفخمة والفنادق المشهورة، من أموال وخيرات وثروات العراق، وهي من حق الناس البسطاء والفقراء.

يريد هؤلاء الدعاة من التقسيم إلى أقاليم غاياتً ومآرب أخرى في تفكيرهم ونفوسهم الضعيفة اللئيمة الحاقدة والادعاءات الباطلة الكاذبة، ومنها نصرة أهليهم وذويهم المظلومين بسببهم وعلى يدهم، والذين لا يعرفوا شيئاً عنهم، إلا وقت الحاجة والانتخابات المزورة، وكذلك يدعون بالدفاع عن كرامة الناس وهم السبب في إيذاء وتهجير وهدر كرامة الناس في هذه المحافظات ومنذ الأيام الأولى للعدوان والاحتلال، يروجون للحرية والاستقلال لجماهير المحافظات وهم جميعاً بلا كرامة ولا حرية ولا استقلال ولا اتخاذ أي قرار بل ذيول وعبيد ينفذون الأوامر التي تصلهم من الأمريكان وإيران اللذين دائماً يسعون إلى استخدام هؤلاء الحثالات أدوات الخراب والتقسيم والانتقام والدمار وإذلال الناس وإضعافهم والعمل على الترويض والطاعة والتنفيذ.

يجب على أهل تلك المحافظات الصابرين، رفع صوتهم لرفض مشروع التقسيم والمطالبة برفع المظلومية عنهم ونيل الحرية والاستقلال في اتخاذ أي قرار مصيري يخص مستقبل تلك المحافظات والعمل على طرد العصابات الرسمية والمليشيات الإيرانية من تلك المناطق، ورفض الطبقة السياسية برمتها، والأحزاب الفاسدة التي تنتمي إليها، وعدم الاعتراف بها، وعودة كل المهجرين وتعويض المتضررين ومعرفة مصير المفقودين وإطلاق سراح المساجين والمعتقلين ظلماً وعدواناً وانتقاماً.

وعلى هؤلاء المجرمين، قبل أن يتحدثوا عن تقسيم الأقاليم عليهم تحرير أنفسهم من العبودية ونيل الحرية، وما على الشعب والجماهير والشباب في تلك المحافظات، إلا الخروج من الصمت والسكوت ونفض غبار السنين العجاف التي مرت عليهم من ظلم وقهر وتهجير وإذلال وانتقام، إلا القيام بثورة شعبية جماهيرية للمطالبة بالحقوق وإعادة الوطن إلى أهله ومحيطه، ورحيل النظام وما فيه من عملاء فاسدين والانضمام لثورة العراقيين كافة.





الاربعاء ١٣ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. رافد رشيد مجيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة