في عيد ميلاده الثالث والسبعين
يبقى البعث ثورة مستمرة ضد التجزئة والتخلف والاستعمار

حينما التقت نخبة من أبناء الأمة العربية في دمشق يومي السادس والسابع من نيسان - أفريل من عام ١٩٧٤م ليعلنوا لأمتهم العربية ميلاد حزبها الثائر، حزب البعث العربي الاشتراكي، بمبادئه الإنسانية وشعاراته الوحدوية، اعتبرت القوى الرجعية العربية بمختلف ألوانها حكاما ومعارضة، أن مشروع البعث وأفكاره وشعاراته هي ضربا من الخيال، لأن الرجعية العربية كانت تفكر انطلاقا من عقليتها المتحجرة التي لا ترى إلا حول نفسها، ومصالحها الضيقة، أما البعث فكان يرى بعيدا انطلاقا من عمق الأمة التاريخي الزاخر بالقيم والمعاني، والمستقبل المليء بالإمكانيات من جهة، والصراع ما بين الأمة من أجل التقدم من جهة أخرى.

صمد البعث في نضاله غير مبال لما كان يقال عنه، وخاض تجارب كبيرة فيها الكثير من الإرهاصات والتحديات، وفيها الكثير من النجاحات والانجازات، وكان في كل مرحلة مهما كانت صعبة يخرج منها أكثر قوة وأكثر شعبية، وبالمقابل يزداد أعداؤه من الأنظمة العربية وأحزاب سياسية إلا عزلة وتراجع، وابرز الأدلة في ذلك هو تجربة البعث في العراق العظيمة بانجازاتها وبعد الاحتلال حينما انهزم أعداء البعث والأمة والإنسانية دفعة واحدة.

لقد أكدت هبت الشعب العراقي من جديد منذ شهر أكتوبر الماضي صدق تصورات البعث وقناعته بعظمة الشعب والأمة، لتلتقي جماهير الشعب العراقي مجددا بحزبها العظيم، عنوان عزها وكرامتها، وما يقال عن الساحة العراقية يقال على بقية الأقطار العربية في فلسطين والسودان والجزائر وتونس ومصر وسوريا واليمن رغم الإرهاصات التي انتابت الثورات في بعض الأقطار العربية، لذلك نقول أن البعث في ذكراه الثالثة والسبعين يولد من جديد ولادة أكثر قوة وأكثر صلابة وأكثر عزما في مسيرته النضالية، والمستقبل للأمة والبعث، فهنيئا لأمة أنجبت البعث، كما أنجبت غيره في أزمنة سابقة.

الرحمة على روح القائد المؤسس أحمد ميشال عفلق
الرحمة لشهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين
الرحمة لشهداء الأمة في كل ساحاتها
الصحة والعافية لقائد الحزب الرفيق عزت إبراهيم، ولكافة الرفاق في القيادة وسوح النضال

قيادة القطر
الجزائر في ٥ نيسان - أفريل / ٢٠٢٠