شبكة ذي قار
عـاجـل










من النتائج المهمة التي افرزتها ثورة الاول من تشرين الاول ٢٠١٩ / هي التمسك بالثوابت الوطنية التي عاشها الشعب العراقي وضحى من أجلها على مر مراحل تاريخه القديم والحديث والمعاصر ، وهذه الثوابت تجذرت في الشخصية العراقية حتى غدت جزءا اساسيا من الحالة الوراثية للفرد العراقي الذي يتصرف بموجبها بفطرته وعلى سليقته فتراه مولعا بحب الوطن والتضخية في سبيله وحب ما ترشح عن هذا الشعب من خصال وعادات وتقاليد قيمة واصيلة في الحكمة والادب والأخلاق والسياسة ، ولهذا نرى ان أبناء العراق حريصون على وحدتهم وعلى استقلال بلدهم والحفاظ على سيادته الوطنية بحدوده الجغرافية وعمقه التاريخي ، وعدم الانجرار الى اية مشاريع اجنبية تهدف الى الاستيلاء على هذا البلد وجعله تابعا ذليلا لقوى الشر الظلامية ، فالعراقي يمتاز بالحرص على هويته ولا يتراجع عنها لانها عنوانه وعندما نقول هويته اي جذره في هذه الأرض وطبيعة الشعب الذي نشأ عليها وارتبط اسمه باسمها فعراقيته هي الهوية ويعتبر سلبها هي إهانة له ولاهله ولابناء وطنه بعكس القلة القليلة وهي موجودة في كل شعوب الارض فلا تحرص على ثوابتها الوطنية لانها منزوعة الثوابت وتتبرع ان تكون أداة الاجنبي وهذا ما ينطبق على عملاء العملية السياسية الذين جاءوا مع المحتل وكانوا أدواته والمنفذين لسياسته وأهدافه وهؤلاء ليسوا منا ولا من ظهورنا فهم غرباء ولو تتبعت جذرهم لوجدتهم قلة ومن قوم آخرين ولا صلة لهم بهذه الأرض وأهلها ، ، فلا غرابة ان يكونوا سارقين وقتلة مارقين ويفترون على الله كذبا ويجعلوا من دين الله وسيلتهم في تخريب القيم والاخلاق وطمس الدين المحمدي الحنيف ، ونزع الهوية عن شعب العراق والعمل على تمزيق وحدته الوطنية وتجريده من استقلاله وسيادته وربطه بايران المجوسية ، فالثورة الشبابية جاءت لتصحيح المسار الذي حشدت له العملية السياسية كل إمكانياتها وإمكانيات الدوائر المخابراتية للوصول إلى هدفها لكن كما قلنا ان الخواص الوطنية التي تجذرت في نفوس العراقيين باستثاء شلة العمالة هي التي اجهضت مشروعهم وقضت على أحلامهم المريضة ، وهنا تحضرنا قصة لكن فيها مغزى عظيم ، ففي احد المحافظات الجنوبية جاءت بعثة تبشيرية واتخذت احد المستشفيات مقرا لها وبدأت تكسب بعض من الناس لتلقي عليهم مباديء الديانة المسيحية وبعد اكثر من شهرين جاء زائر لهم ( مشرف ) وجلس يتحدث مع الطلاب وهم يستمعون إليه فانقطع التيار الكهربائي لثواني معدودة ثم عاد واذا بالجالسين نادوا وبأعلى اصواتهم " اللهم صلي على محمد وآل محمد " فالتفت الزائر الى معلمهم بعين عدم الرضا وعند الجلوس معه في الإدارة قال له " ثلاث شهور من التعليم وإذا بهم يرددون اللهم صلي على محمد فاقترح عليكم غلق البعثة حيث لا نفع منها " فهذا هو شعب العراق فعلى مدى سبعة عشر عاما والعملية السياسية تزرع الطائفية وتحرق الدين وتسرق وتقتل على الهوية ويمجدون بايران ويحالوا طمس هوية العراق على وفق تصدير ثورتهم اللااسلامية ويخرج الشعب ويثور عليهم ويرفع شعاراته " إيران بره بره بغداد تبقى حرة " " وباسم الدين باكونه الحرامية " وهذا الوطن ما نبيعه إخوان سنة وشيعة ، استشهد الأيام القريبة القادمة كيف يسقط نظام التبعية والفساد ويبقى العراق.

٢٩ / ٣ / ٢٠٢٠





الاحد ٥ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوميات الثورة العراقية المباركة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة