شبكة ذي قار
عـاجـل










انتهى زمن الدفاع السلبي عن قرار العراق برد العدوان الإيراني الذي بدأ فعلياً يوم ٢-٩-١٩٨٠م، وبدأ الرد العراقي الصاعق في ٢٢-٩-١٩٨٠م.

انتهى الدفاع السلبي وغادرناه منذ الأسابيع الأولى التي غزت فيها الولايات المتحدة العراق متزعمة حلفاً من أربعين دولة واحتلته وسلمته إلى أحزاب فارسية، كحزب الدعوة والمجلس الأعلى وحزب الله العراق ومنظمة العمل الإسلامي وفيلق بدر وسياسيين فرس أو من الموصوفين قانونياً بالطابور الخامس، لأنهم من التبعية الإيرانية الذين انتظموا بالأحزاب الإيرانية وعملوا بالإرهاب ضد المدنيين العراقيين بوقائع معروفة، لم يعد للجدل العقيم مكان في قواميسنا مذ دخل فيلق بدر الإيراني يتزعمه الجندي الإيراني هادي العامري الذي كان يقاتل العراق مع الجيش الإيراني، وكذلك محمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم الذين رأيناهم بأم أعيننا يرتدون البدلات العسكرية الإيرانية والرتب العسكرية الإيرانية في الغزو الإيراني الفاشل للعراق عام ١٩٩١ المعروف عراقياً بصفحة الغدر والخيانة.

نعم لم يعد لأي جدل في عدوان إيران علينا أي هامش، ولا مساحة في قواميسنا منذ شاهدنا طائرة الرئيس الإيراني تحط في بغداد ليكون أول رئيس تسمح له أميركا بزيارة العراق المحتل بعد أسابيع قليلة من احتلال بغداد، وأن تكون إيران أول دولة تعترف بالعملية السياسية الاحتلالية.

إيران برهنت عملياً لكل ذي بصر وبصيرة بعد ٢٠٠٣ أنها شريك في غزو العراق واحتلاله بشكل مباشر وبشكل غير مباشر، وقد شاهد العراقيون ( وخاصة في الجنوب وفي الفرات الأوسط ) الدخول الإيراني الاستيطاني بشقيه المدني والعسكري، وصارت إيران هي التي تدير شؤون المحافظات عبر المخابرات الإيرانية والحرس الثوري وفيلق بدر وحزب الدعوة والمجلس الطبطبائي لآل الحكيم، وعبر القنصل والمعمم الحوزوي تحت غطاء مذهبي مزيف، وشاهدنا كيف يهرب نفطنا إلى إيران، ويعاد إلينا مصنعاً بملايين الدولارات، وكيف صار العراق سوقاً للبضاعة الإيرانية الزراعية والصناعية، وهذا كله على حساب تعطيل آلاف المصانع العراقية وإهمال الزراعة، وتخريب منجزات العراق وشعبه العظيمة في هذين القطاعين قبل الغزو والاحتلال، وشاهدنا بأم أعيننا المدارس الإيرانية، وشركات السياحة الإيرانية، تغزو العراق كما يغزو الجراد حقول القمح.

كان الاحتلال الإيراني العسكري والاجتماعي والمذهبي والاقتصادي يحصل متزامناً مع بث روح القطيعة والعداء مع الأقطار العربية، ماعدا سوريا التي غزتها إيران وجعلت من نظامها دمية بيد دولة الولي الفقيه منذ تسلم خميني السلطة، ويحصل مع بث أجواء الكراهية للعرب بذريعة مشاركة الأنظمة العربية في صناعة مقومات غزو العراق واحتلاله ( ويتجاهلون دورهم الخياني في التعاقد مع الغزاة وتمهيد السبل والدلالة لهم قبل وبعد الغزو المجرم ) والإيحاء ضمناً وعلناً بأن إيران لم تشارك في الغزو، في إحدى أخطر عمليات التزوير التي مررت على كثير من العراقيين، لكن تدحضها مئات الوقائع والأدلة، حيث كانت إيران شريكاً في تفاهمات خطط الغزو وفي تنفيذه بشكل مباشر أو عبر وكلائها، كانت زراعة الحقد على العروبة والعرب جزء لا يتجزأ من مقومات الاحتلال الإيراني، وكانت لحظات الانفراج هنا وهناك تنفتح على هذا القطر العربي أو ذاك بإرادة إيرانية خالصة، وبحسب مقتضيات خدمة مخطط الاختراق الفارسي للأمة في الخليج ومصر والسودان والمغرب العربي.

العراقيون العرب الأصلاء عايشوا هذه الحقائق، وكانت بعض ردود الأفعال قد سجلت رغم عواصف الإرهاب والقتل والاعتقال والتهجير، كما حصل في الزركة في محافظة النجف، وفي تظاهرات البصرة وذي قار وواسط وميسان والقادسية وبغداد على سبيل المثال لا الحصر، التي أُحرقت فيها مقرات الأحزاب والمليشيات الإيرانية، ومازال المرجل العراقي يغلي وجمر الغضب يتقد.

 

إيران تحتل العراق، وكل الأغطية قد تمزقت واهترأت وتكشفت الظهور والكروش والعورات، ولم يعد هناك من ضرورة للدفاع السلبي، الذي يحاول رد التهمة عن الادعاء بأن العراق هو من بدأ الحرب، فشمس الحقيقة لا يحجبها غربال، ومن لا يرى بالمنخل أو الغربال أعمى، أو ليت العمى يصيبه، وإنها لمفارقة حقاً أن يكون الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق هو من ساعد العقول على التفتح والحقائق على السطوع والباطل على الاندحار، لقد أثبتت أميركا بغزوها واحتلالها للعراق أن إيران هي من بدأت الحرب، وأن قادسية صدام المجيدة كانت دفاعاً مقدساً عن الوطن، وحقبة ما بعد الغزو هي احتلال إيراني، يتم الآن استكمال مقومات توطينه تحت حماية أميركا.





السبت ١٤ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة