شبكة ذي قار
عـاجـل










إن ما يميز الفرس هو الغرور والنرجسية، وتعاليهم على القوميات الأخرى حتى في الداخل الإيراني، ولأن عنجهيتهم وصلفهم منعتهم من استقبال الهدى الإلهي المتمثل في رسالة الإسلام، حيث تمنع كسرى عن الدخول فيه، وهدد المسلمين بالقضاء عليهم، كان لا بد للنور الإلهي أن يشرق ويحطم إيوان كسرى، ويدمر عرشه.

ففي عام 636ميلادي بدأت محطة مهمة في مسيرةٍ كانت الحد الفاصل بين ما قبل القادسية الأولى وما بعدها، اندحر المجوس، واضمحلت إمبراطوريتهم، ودخل الفرس في الإسلام، ولأن تركيبتهم الحاقدة المتعالية لا يمكن أن تتغير بقي قادتهم يضمرون الحقد والكراهية للعرب المسلمين، ويسعون للثأر منهم لقضائهم على إمبراطوريتهم وأمجادهم المزعومة.

لم يختف هذا الحقد رغم ادعائهم الدخول في الإسلام، بل بقي متوارثاً جيلاً بعد جيل، ينتهزون الفرصة للانقضاض على الأمة العربية، فساعدوا أعداء الأمة وقدموا لهم المعونة لاحتلال بلاد العرب.

في العصر الحديث جاء من يثير الأحقاد ويخرجها إلى العلن-رغم أنها لم تختف قبله-جاء دجال العصر " الخميني" متزعماً ما أسماها الثورة الإسلامية بمساعدة ومباركة الامبريالية العالمية، ليقيم دولةً إسلامية على منهاج الشعوذة والدجل، وقبل أن يستتب له الأمر في دولته المزعومة أطلق ما أسماه مبدأ تصدير الثورة، وكان العراق الوُجهة المنشودة لهذا التصدير، فبدأت الاستفزازات الإيرانية من خلال قصف القرى العراقية المتاخمة للحدود، ما تسبب في أضرار مادية وبشرية كبيرة، وتقدم العراق بالعديد من الشكاوى ضد هذه الاعتداءات إلى الأمم المتحدة وإلى الجامعة العربية، ولكن نظام الخميني لم يكترث بكل تلك المناشدات والشكاوى لوقف العدوان، ظناً منه أن العراق لن يجرؤ على الرد.

بعد كل هذا الصلف والتعنت والعنجهية الإيرانية اتخذت القيادة العراقية قراراً بالرد وبقوة، فأعاد التاريخ نفسه من جديد، وكانت القادسية الثانية، واتحد العرب كما اتحدوا في القادسية الأولى وسحقوا هذا التوسع الإيراني الفارسي بمعركة كانت بحق استحضاراً للتاريخ العربي بكل أمجاده وقيمه وإفصاحاً عن مكامن القوة في الأمة التي حاولوا تشويه صورتها لضرب مقوماتها وأصالتها وتراثها.

إن القادسية الثانية-قادسية صدام المجيدة-هي إحدى مفاخر الأمة في العصر الحديث، ومفخرة للشعب العراقي بكل أطيافه الاجتماعية، وهي إحدى معجزات العقل السياسي العربي الذي قاد هذه الحرب إلى النصر المزر والحاسم وهو الشهيد القائد صدام حسين، كما كانت القادسية إحدى مفاخر ومنجزات ثورة البعث التي تصدت للهجمة الشرسة للفرس المجوس وحصنت بها الأمة العربية ضد أعدائها المعتدين.

الآن وعلى امتداد ساحة العراق الأبي المقاوم ينتصب البعث قائداً ومناضلين في مواجهة الاحتلال الهمجي ثنائي الجنسية، الأمريكي الإيراني، ويقف متحدياً حالة الانهزام لأنظمة الأمة بعد تخليهم المخزي عن العراق العربي الأصيل، وتركه وحيداً في مواجهة أعداء الأمة، وفي مقدمتهم الفرس المجوس، ومن خلال التضحيات الجسيمة التي قدمها البعث في مواجهة هذا المشروع الصفوي الخبيث، وصمود المقاومة العراقية البطلة التي سطرت أروع ملاحم البطولة والفداء لبناء صرح الأمة من جديد بدماء الشهداء وتفاني وإخلاص المجاهدين.

قادسية صدام المجيدة التي استندت إلى روح الإسلام ورسالته الخالدة ستبقى خالدة بخلود الأمة العربية، لقد أثبتت قادسية صدام المجيدة صحة المعادلة الطبيعية ( أن الأمة العربية خير أمة أخرجت للناس، وأنها ليست أمة هزائم، بل هي الأمة التي اختارها الله لحمل رسالته، والقادرة على صنع النصر رغم كيد المعتدين ).





الجمعة ١٣ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ناصر عبد المجيد الحريري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة