شبكة ذي قار
عـاجـل










في أحدى ارقى احياء العاصمة بغداد شيدت الحكومة العراقية بعد عام 1968 مجموعة من العمارات السكنية لايواء الفلسطينيين فيها وبدون مقابل ٬وقد ترعرع وشب في هذه المنطقة أجيال واجيال فلسطينية وعراقية لم يكن هناك أي فرق بينهم حيث درسوا في كل المراحل معا وتخرجوا وعملوا في كل مرافق الدولة دون ان نسمع بحدوث اية مشكلة رغم الخلافات السياسية بين التنظيمات القومية والماركسية في ذلك الوقت ـ في هذه المنطقة السكنية تجد الفلسطيني البعثي والقومي والماركسي والديني والمستقل كما في المجتمع العراقي وعوائله ـ لقد شمل القانون العراقي رقم 202 الصادر من مجلس قيادة الثورة موقعا من الرئيس صدام حسين بمساواة الفلسطيني المهاجر من فلسطين عام 1948 المقيم الفلسطيني بكل الحقوق التي يتمتع بها العراقي سواء في العراق او في خارجه ٬ ما عدا قضية الجنسية التي اعتبرها العراق ومعظم الدول العربية امرا حساساـ

فماذا حدث للفلسطينيين بعد غزو العراق الهمجي من قبل الولايات المتحدة الامريكية؟

لقد قصفت الولايات المتحدة الامريكية العراق لأنها شنت حربا ضده بحجج حشدت لها منظومة دول تابعه لها وقتلت القوات الامريكية وسجنت من قاومها ورفع السلاح ضدها من العراقيين من بداية الغزو حتى حادث تفجير مرقدي علي الهادي والحسن العسكري في سامراء الذي قامت به ايران حسب اعترافات قائد القوات الامريكية جورج كيسي ليشهد العراق هلوكوست لم يشهده التاريخ يستمر منذ 2004الى يومنا هذا صفحاته اليوم هي المختطفين والمغيبين والسجناء الإداريين الذين وصلت اعدادهم بحسب منظمة هيومن رايتس الى مليون شخص ـ لم يقتصر هلوكوست أمريكا وايران على الشعب العراقي بل طال وبنفس البشاعة والاجرام والفظاعة الفلسطينيين القاطنين فيه وخاصة هذه المنطقة المذكورة اعلاه ـ فقد هاجمت مليشيات أحزاب الاحتلال مثل بدر التي يقودها هادي العامري ومليشيا المهدي أصحاب شعار ) هيهات منا الذلة ( التي يترأسها مقتدى الصدر العمارات الفلسطينية وخطفت الشباب والرجال وسجنتهم وعذبتهم وقطعت أجساد بعضهم وارسلتها لعوائلهم ـ لقد قامت هذه المليشيات ولمرات عديدة بأقتحام العمارات السكنية باحثة عن الرجال لتقوم باعتقالهم وسجنهم دون توجيه أي تهمة ـ ليس ذلك فحسب ٬ بل ان هذه المليشيات لم تكتف بسجن الرجال بل انها قامت بتهجير العوائل الفلسطينية الى الصحراء حيث بقيت لسنوات عديدة تعيش في الخيام قرب الحدود السورية والاردنية قبل ان تقوم بعض دول أمريكا اللاتينية بقبول لجوئهم اليها ـ ان قتل الفلسطينيين وتعذيبهم وتهجيرهم هي جريمة حرب ضد الشعب الفلسطيني تضاف الى جرائم المليشيات الطائفية التابعة للحرس الإيراني بحق الشعب العراقي ـ لكن اذا "كان" لهذه المليشيات التي حاربت ضد العراق خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات ويفتخر قادتها بدفاعهم المستميت عن ايران ونظامها وليس عن العراق وتبعيتهم الطائفية للولي الفقيه واحتكارهم "ماركة " اتباع ال البيت "أسباب" التي امست ماركة تجارية للربح وخزن المليارات اكثر من أي شيء اخر٬ ضد الشعب العراقي٬ فما دخل الفلسطينيين اللاجئين المقيمين في البلد ؟ ما هو الذنب الذي اقترفوه بحسب قادة هذه المليشيات ومرشدهم وقائد حرسهم ؟

لماذا تهاجم هذه المليشيات الإسلامية جدا جدا التي جاءت خلف الدبابة الامريكية الفلسطينيين وتختطفهم وتعذبهم وتهجرهم وهي من تدعي الدفاع عن فلسطين وتحريرها وتأسيس جيش القدس وتلبس الكيفية الفلسطينية المرسوم عليها المسجد الأقصى وتقوم باستعراضات دورية تدوس مليشياتها فيها على الاعلام الإسرائيلية والأمريكية ؟ ما هو موقف الولي الفقيه الذي لا يظهر للأعلام ولا يستقبل مسؤولا اجنبيا الا بالحطة الفلسطينية وصورة المسجد الأقصى ٬ من عمليات قتل وسجن وتعذيب الفلسطينيين في العراق من قبل اتباعه؟ وما هو رأي قائد الحرس الثوري الموجود بشكل دائم على ارض العراق ؟ كيف يتعامل الولي الفقيه مع قادة حماس ويدعمهم ويسمح بقتل وسجن وتعذيب الفلسطينيين في العراق ؟ ليومنا هذا لم نسمع من كل هؤلاء جوابا على هذه الجرائم الموثقة؟ حكومة المنطقة الخضراء التي اصبحت فجأة وبمناسبة العقوبات الامريكية على ايران من دول "المقاومة والممانعة " التي تقف بوجه الاحتلال الصهيوني قدمت الجواب عن هذه الأسئلة باصدارها قرارا يلغي كل الحقوق الممنوحة سابقا من الحكومة العراقية قبل 2003 والموقعة من الرئيس صدام حسين للفلسطينيين ٬ إضافة الى إجراءات أخرى منها تضيق الإقامة عليهم الى اقصى حد وعدم منحهم اقامات طويلة ـ بعبارة أدق هذا الاجراء هو اجتثاث للفلسطينيين من العراق ونهب أموالهم والسطو علي حقوقهم بنفس الطريقة التي تم بها اجتثاث العراقيين وسجنهم بالاف وتعذيبهم وتهجيرهم من المليشيات بمعية قوات الاحتلال الأمريكي ـ والاهم من ذلك فالقرار بامتياز قرار قومي عنصري ضد كل عربي وكل فصيل حر ومقاوم ٬ والا لماذا تسمح حكومة العملية السياسية لمئات الاف الإيرانيين والباكستانيين والافغان من دخول الأراضي العراقية وبدون فيزا للزيارة والاستقرار والسيطرة على السوق والاقتصاد ومراكز مدن العتبات "المقدسة "وتسهل امورهم الإدارية وتقدمهم على العراقيين انفسهم في غالب الأحيان وتمنحهم الجنسية بينما يمنع الفلسطينيون من الاستمرار بالإقامة ويهجر من العراق من ولد وعاش فيه مع اسرته ؟

اليوم أكثر من أي وقت مضى تنكشف لعبة المليشيات التابعة للحرس الثوري التي جاءت خلف الدبابة الامريكية التي تستخدم القضية الفلسطينية لتحقيق اهداف ومخططات لا علاقه لها بفلسطين ولا بالشعب الفلسطيني ـ بعد ستة عشر عاما من جرائم الحرب ضد العراقيين والفلسطينيين ٬
فأن المليشيات الطائفية التابعة للحرس الثوري الإيراني هي من حرفت بوصلة قضية فلسطين بخلقها الفتنة المذهبية التي سالت فيها دماء العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين وما زالت من اجل مصالح ايران في المنطقة وليس العكس ـ

ورغم ذلك ما يزال البعض من المستفيدين في العراق يدعو الى الانخراط في العملية السياسية ٬يخضع لأوامر الحرس الثوري بدل من اصغائه الى مطالب الشعب العراقي في تغيير جذري وإقامة حكومة وطنية تعيد للعراق استقلاله ومكانته التي مرغت واهينت في ظل الاحتلال والمليشيات والفساد ـ





الجمعة ١٣ محرم ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ولاء سعيد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة