شبكة ذي قار
عـاجـل










سؤال يلح بشدة : ماالدور الذي تلعبه بعض المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني تحت يافطة العمل الخيري والإعلامي والحقوقي ؟ ونقول إجابة عن هذا السؤال ودون أدنى تردد أن العديد من جمعيات المجتمع المدني التونسية يقع توظيفها وفي أفضل الأحوال مغالطتها للتغلغل داخل الذهن التونسي حتى يقع التسويق بكل خبث للمشاريع الصهيونية والإمبريالية في بلادنا والمنطقة تحت شعار نشر الديمقراطية وترسيخ حقوق الإنسان وتضع الدول الإستعمارية ومؤسساتها و أجهزة مخابراتها أموالا طائلة بتعلة المساعدة على بناء الديمقراطية والتنمية ونذكر عل سبيل الذكر وليس الحصر الفرع التونسي للوكالة الأمريكية usaid ومركز دراسات الإسلام والديمقراطية الأمريكي الذي يشرف عليه رضوان المصمودي الذي يسوق علنا للأهداف الأمريكية خلال هذه المرحلة تحت عنوان " السلام الأمريكي pax americana الذي سيقوم بتصفية القضية الفلسطينية وترسيخ فكرة التطبيع والتسويق لأهمية الدور الأمريكي في المنطقة . ولكن سأتناول في هذا المقال كمثال الدور الذي تلعبه مؤسسة " المجتمع المفتوح التابعة " soros open society للأمريكي الصهيوني جورج سوروس الملياردير جورج سوروس ومؤسسة " المجتمع المفتوح

جورج سوروس يهودي مجري المولد أمريكي الجنسية، ويعد من كبار رجال الأعمال تضعه مجلة "فوربس" الأمريكية في المرتبة الـ24 في قائمة أغنى 400 رجل في الولايات المتحدة، فهو من أولائك الذين يجيدون اللعب على حبال السياسة والاقتصاد والأعمال الخيرية ، وهو واحد من أولائك الذين يوصفون بـ"أصحاب الوجوه المتناقضة"، وهو ترجمة حقيقية لعبارة "اليهود هم القوة الحقيقية الخفية التي تتحكم في اقتصادات العالم"، فالملياردير العجوز يعدّ مثالاً للشخصيات التي تتحكم في العالم، ويكفيه قولاً أنه يدير البيت الأبيض من خلف الستار. وتشكل "الأعمال الخيرية " وجهًا آخر من وجوه جورج سوروس فحسب موقع "سي إن إس نيوز" الأمريكي صرف سوروس نحو 5 مليارات دولار في حياته على "أعمال الخير"، معظمها وزع على الحركات الديموقراطية ما وراء البحار، وبعضها خصص لأهداف ليبرالية في الولايات المتحدة، كالدفاع عن حقوق الإجهاض ومنظمات محاربة المخدرات وذلك من خلال مئات المؤسسات والجمعيات التي يمولها كما أنه ممول بفريدوم هاوس والصندوق الوطني للديمقراطية ومركز أبحاث كارنيجي، وهو كذلك يقدم تبرعات ضخمة لمنظمة هيومان رايتس ووتش و تبقى مؤسسة "المجتمع المفتوح" أخطرها على الإطلاق، وقد تأسست عام 1993، بهدف تقديم الدعم المالي لمنظمات المجتمع المدني للنهوض بمجالات التعليم والصحة وحقوق الإنسان وإنشاء وسائل إعلام مستقلة، وتحت لافتة هذا الهدف المعلن هناك هدف خفي آخر هو التنسيق مع المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) لتغيير النظم الحاكمة في بعض البلدان. ويعد سوروس حسب موقع ويكيليكس رئيس الظل للولايات المتحدة، وصانع سياسات سواء في أمريكا أو في أكثر من 100 دولة أخرى حول العالم لفرض أجندة سياسية يؤمن بها ويحارب بكل قوته من أجل فرضها سواء في الداخل أو الخارج . وتعتبر مؤسسة المجتمع المفتوح open sociéty » « أداة التدخل السياسي في عدد من الدول حيث جاء فيها نصًا: "التشهير والفضح أصبح مشكلتنا، نحن نعمل على تحويل أموال لدول أخرى من أجل أغراض سياسية" وذلك عبر استخدام "القوة الناعمة" لذلك نجده قد عمل على الحيلولة دون بلوغ جورج بوش الإبن سدة الحكم سنة 2004 حيث خاض حربا إعلامية ضد اعادة انتخاب بوش مرة ثانية لرئاسة الولايات المتحدة ، رصد لها مبلغ 185مليون دولار، ولم يوفق كما لعب دورًا رئيسيًا في اعتلاء باراك أوباما سدة الحكم في البيت الأبيض لثماني سنوات، وحاول لعب نفس الدور مع هيلاري كلينتون لنيل هذا المنصب، لكنه فشل في ذلك بعد فوز دونالد ترامب . ورغم أن سورس يحاول دائمًا تصوير أنشطة مؤسسته "المجتمع المفتوح" على أنها جهود خيرية، وأن المؤسسة ترفع شعار "مجتمعات حية ومتسامحة تكون حكوماتها قابلة للمحاسبة ومفتوحة على مشاركة كل الناس، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك؛ حيث تتلاعب تلك المؤسسة بمصائر بعض الدول والشعوب . كما يعد سوروس إلى جانب دوره التخريبي في المجال السياسي والتحكم في مصائر الشعوب والتسبب لها في الويلات ، "مجرم حرب إقتصادية " فقد كان وراء تكبد الاقتصاد البريطاني خسائر فادحة سنة 1992 حيث جنى في عملية مضاربة أرباحا بلغت مليار دولار كما كان سنة 1997 وراء الأزمة الإقتصادية التي ضربت " النمور الآسيوية " فقد اتهمه مهاتير محمد رئيس مجلس الوزراء الماليزي ، باستخدام ثروته لمعاقبة منظمة الآسيان ويعتقد أن سوروس قام عن قصد بالتسبب في تخفيض قيمة العملات الآسيوية للانتقام من الدول الأعضاء في المنظمة لقبولها عضوية حكومة ميانمار العسكرية فيها ، وأطلق عليه حينها بـ"الغبي والأبله". كما أطلقت عليه السلطات التايلاندية لقب "مجرم الحرب الاقتصادية " الذي يشرب دم الشعب، في حين قال عنه عمدة بانكوك سماك سوندارافيج، خلال زيارة سوروس للصين: "ألا يشعر بالخجل ليأتي إلى هنا ويرى مصيبتنا الناتجة عن أعماله المشؤومة، فهو لا يستحق إلا رصاصة في رأسه".

رجل يتحكم في العالم
أما في مجال السياسة ورغم أن سوروس كان معارضا شديدا لسياسة استخدام القوة التي انتهجتها الإدارة الأمريكية في ظل حكم جورج بوش الإبن في غزو العراق حيث يرى أن الولايات المتحدة لا تستطيع عبر سياسة القوة أن تفرض إرادتها على العالم بصورة نهائية، فعاجلاً أو آجلاً قد يحصل تحالف دولي ضدها، أو قد تنشأ قوة عظمى لكي تتحداها. و يذهب إلى القول: على أميركا أن "ألا تغتر" بقوتها كثيراً، فالقوة لا تدوم. وينبغي عليها أن تفكر في اعتماد سياسة إنسانية فيما يخص العلاقة مع العالم الخارجي . وقد إعتقد البعض أن إنهيار المنظومة الشيوعية في بلدان أروبا الشرقية قد كان نتيجة أزمة هذه الأنظمة وفشلها فحسب وقد لا يغيب هذا الرأي ولكن كانت لأموال جورج سوروس الدور الكبير في الإطاحة بها وذلك من خلال تمويل جمعيات المجتمع المدني التي لعبت دورا فاعلا في سرعة انهيار الأنظمة الشمولية .

كما وقف الملياردير الأميركي جورج سوروس وراء عمليات الإطاحة بالأنظمة العربية، وأوضحت التسريبات أن سوروس استطاع من خلال منظمته CRISIS GROUP، التسويق لأحزاب الإسلام السياسي وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين المصرية في لعبة السياسية . فنظرا لما كان يتمتع به الرجل من نفوذ سياسي واقتصادي واسع في الولايات المتحدة، تمكن من الضغط على الرئيس باراك اوباما وربما على الديمقراطيين في الكونغرس، لتفعيل مهمة المنظمة الدولية التي يقودها، للإطاحة بنظام مبارك وغيره من الانظمة العربية في منطقة الشرق الاوسط ووفقاً لتلك التسريبات، فإنه رغم الإعتقاد أن نشاط منظمة سوروس ، قد بدأ منذ عام 2008، الا ان وقت تفعيل اهدافها بدأ منذ اليوم الاول الذي تسلم فيه الديمقراطيون سدة الحكم في البيت الابيض بقيادة اوباما. ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن إدارة أوباما غيَّرت سياسة الولايات المتحدة فبعد عقود من دعم الحزبين الحاكمين لللأنظمة المستبدة بدلا من الإصلاح الديمقراطي . فيصف مسؤول بالخارجية الأمريكية الوضع الحالي بأنه "أي شيء، لكنه ليس مصالح كما كانت العادة". فهو يعمل على تنفيذ مشروع القرن الأمريكي الجديد "PNAC" للمحافظين الجدد، ليس عن طريق التدخل العسكري والعنف الذي يتبناه الجمهوريون واليمين المتطرف بل عن طريق القوة الناعمة والانقلابات وتغيير الحكومات الذي يتبناه الديمقراطيون واليسار الأمريكي. ويعتبر سورس "إسرائيل" حجر الزاوية، وأنها الشيء الطبيعي، وأن ما تتعرض له شيء غير طبيعي، ونتيجة لذلك، يتفادى في كتاباته التلفظ أو ذكر اسم "الفلسطينيين" أكثر من مرة، وكأنهم شعب لا اسم له ولا هوية، وفي المرات القليلة التي يذكرهم فيها، فإن ذلك يكون في سياق غير إيجابي حيث يقرن اسم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب . كما دعا "اسرائيل الى عدم الخشية من الأنظمة التي وصل إليها الإسلاميون بعكس الأنظمة ذات المرجعية القومية . ولذلك نجد أن كل الحكومات التي يديرها الإسلاميون إما مطبعة مع "اسرائيل " في العلن كما هو الحال مع تركيا وقطر التي تجهر بعلاقاتها مع الكيان الغاصب أو ترفض تجريم التطبيع مع العدو في الوقت الذي يذرفون دموع التماسيح على ضحايا الإجرام الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة ويهللون للحرب الأهلية في سوريا بل ويدعمون الجماعات الإرهابية بتسفير المقاتلين .

ذلك هو جورج سوروس الذي تتسابق دول وأحزاب بعينها وحتى جمعيات لتلقي أمواله التي تنفق في تزوير الإنتخابات بحرف إرادة الناخبين عبر إغداق المساعدات وشراء الذمم وإذا كان ليس الوحيد الذي عمل على التدخل لإفشال الثورات وتوجيهها في غير الوجهة التي قامت من أجلها في خدمة أبناء الشعب من الفقراء والمحتاجين . وإذا كان الأمر غير مستغرب من الأحزاب التي جاءت بإرادة أجنبية وستعمل على البقاء بنفس الإرادة التي أوصلتها وستسعى إلى خدمتها فماذا نقول عن جمعيات مثل الجمعية الوطنية للحق في التعليم للجميع andet تأسست بدعم من منظمة soros open society وتتعلق بالتعليم في بلادنا أي بمستقبل أجيالنا ومستقبل بلادنا فإلى أي مسار ستأخذ أموال سوروس أبناءنا ؟ طبعا إلى تدجين عقولهم بالتخلى عن قيمنا المجتمعية وتبني ثقافة المجتمعات الليبرالية الإستهلاكية المشجعة على الإنحلال والتسيب والأخطر من كل ذلك أجيال تتقبل عقولها " حق اسرائيل " في الوجود وترى في مقاومة الشعب الفلسطيني إرهابا وهذا ما عملت عليه الإمبريالية لعقود ولم تنجح في تحقيقه . والأدهى من كل ذلك أن يترأس هذه الجمعية أعضاء في الجامعة العامة للتعليم الثانوي ، مسؤوليتهم الحفاظ على مكاسب قطاع له ارثه في الممانعة والمقاومة ورفض كل أشكال التطبيع على مر السنين والحرص على ضمان مستقبل أجيالنا في تعليم ديمقراطي وثقافة وطنية . كما يهمنا كمربين أن نحرص على مستقبل أبنائنا لكي يتشبعوا بالقيم الوطنية في حب الوطن والتضحية في سبيل عزته وسؤدده وهذه القيم بالتأكيد لن يتلقاها أبناؤنا من الأجيال التي ستحمل المشعل في المستقبل من الخارج عبر الأموال التي تغدقها الدوائر الإمبريالية على بعض الجمعيات .





الخميس ١٢ رمضــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد العزيز بوعزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة