شبكة ذي قار
عـاجـل










رغم ذبح وتدمير العراق والنيل من نظامه الوطني باحتلاله قبل 16 عاماً ! فمازال هناك من الواهمين و المتأملين ان يكون الخلاص على يد الجناة الأمريكان ، ويراهنون على إدارة ترامب ويطبلون لهذا المؤتمر او ذاك التجمع او تلك الفعالية! ويروّجون للتسريبات التي تصب في خدمة هذا التوجه المقصود لابقاء البلاد وناسنا في دوامة الامل السرابي ، متمسكين بقشة التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران متناسين ان كليهما مسؤول عن حال العراق وماحل بالمنطقة العربية عامة ،اذ التمدد الفارسي على حساب العرب بعد ضم 4 عواصم عربية والمجاهرة ..بان الدول العربية تابعة لأمبراطورية فارس وانهم اليوم اسياد المنطقة ! وهذا نتيجة منطقية لسياسة واشنطن التي مكنّت نظام الملالي من العراق و تهديد أعدائها بشبابه والحشد وامواله ،واضحت لإيران ترسانة تسليحية ضخمة وقوة صاروخية مهددة الى جانب مساعيها لامتلاك السلاح النووي وبناء وزرع اذرع إرهابية في اغلب دول العالم ناهيك عن علاقاتها مع القاعدة وداعش في أفغانستان والمنطقة العربية وممارسة ورعاية الإرهاب في العالم! فالعراق لن يكون اكثر من ساحة ستستخدمها طهران لتصفية الخلافات مع واشنطن ،والأخيرة لن يهمها امر العراق حتى وان انحدر اكثر نحو الهاوية قدر التفكير بمصالحها ! ومن العبث المراهنة على ترامب الذي ،وهو في قمة التصعيد مع نظام الملالي لم يفعل وحتى لم يطالب بخروج ايران واحزابها وميليشياتها من العراق! ثم ما الذي فعلته إدارة ترامب حول الانتخابات الأخيرة التي زورت لصالح اتباع وعملاء طهران، ورغم مقاطعة اكثر من 80% من الشعب العراقي لها؟! ألم يشهد ممثل واشنطن في بغداد بريت ماكورغ تشكيل حكومة تابعة للفرس وبصمات سليماني واضحة فيها ؟! وما الذي فعلته واشنطن لبغداد التي لم تلتزم بعقوبات ترامب حيث تتدفق العملة الصعبة على طهران ويباع النفط العراقي لحساب النظام الإيراني وتسخير كل الإمكانات والجهود وفتح الحدود بكل سعتها لخدمة الاقتصاد الايراني! ألم تكن تلك افضل فرصة لضرب اتباع طهران في الحكومة العراقية اوعلى الأقل تحجيم النفوذ الفارسي !وهل هناك تحد اكبر من مطالبة محمد جواد ظريف وهو في العراق بخروج الامريكان معتبراً ان العراق ارضهم! وتهديد الجنرال حسين دهقان وزير الدفاع أعداء طهران بمقاتلتهم بالعراقيين والتبجح بالقول بعودة العراق الى "محيطه الفارسي" ! ومتى يستخدم قانون " منع زعزعة استقرار العراق" اذا كانت واشنطن جادة فيه بعد اقراره ،واذا لم يكن وسيلة ضغط على طهران ليس اكثر!؟!؟ ترامب لايهمه سوى الابتزاز والهيمنة على النفط والأموال فلماذا يترك العراق وثروته النفطية للايرانيين واتباعهم! ألن تعوض ترليونات العراق التي تنهب علناً في ملء جوف ترامب بدلاً عن محاولات التخويف و الأبتزاز لدول الخليج النفطية بالبعبع الإيراني ونفخ عضلاته وتغويل صورته ؟! التكفير عن الجرائم والاعتذار للشعب العراقي تتمثل بالخطوة الأساس في الخلاص الحقيقي ، وهي انهاء الوجود الفارسي في العراق ،ولن يريد شعبنا اكثر من العون في ذلك او على الأقل عدم التدخل لصالح الفرس فشعبنا بعد فك قيده، قادر على التعامل مع نظام الملالي وطردهم !ألم يكن المنقذ المنتظر هو من يقود تنفيذ المخطط الامبريالي ـ الصهيوني في رسم خارطة تقسيمية لشرق أوسط جديد على حساب العرب ، واساسها مواصلة ذبح العراق واضعافه وجعله في دوامة عدم الاستقرار والايغال في تحطيم إرادة شعبه ؟! فليستيقظ الواهمون وليعقل المتأملون والمخدوعون بالحراك الزائف من مؤتمرات وتحريك لبعض القطعات مع اطلاق بعض التصريحات الغاضبة ضد ملالي ايران او سلطة بغداد، العراق لن يحرره الامريكان وعملاؤهم واتباعهم وانما خلاصه بيد أبنائه البررة ورجاله الميامين فرحم الماجدات العراقيات لم ولن يجف وشمس صبح جديد سينير الظلمة ويبدد الظلامية .




الجمعة ٢٦ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / شبــاط / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة