شبكة ذي قار
عـاجـل










ان ما يشهده العراق وتحديداً البصرة ، وبعد صبر طال 15 عاماً، هو إرادة جادة لطرد المحتل الإيراني وكل اتباعه من أحزاب وقوى عميلة، وتخليص البلاد والعباد من عملية سياسية فاشلة وسلطة فاسدة ! وهذا يأتي مكملاً لانتفاضات واعتصامات المدن الأخرى التي لم تتوقف رغم بشاعة إجراءات السلطة والمليشيات المرتبطة بالاحزاب المتنفذة وفيلق سليماني ! وللمقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات الأخيرة ،وفشل المجربين بعد احتدام الصراع بينهم وتأخرهم في تشكيل حكومة وتسمية رئيسها ورئيس للبرلمان ! وان تمزيق وحرق صور خميني وخامئني والعلم الفارسي والقنصلية الإيرانية في البصرة، ومكاتب ومقرات الأحزاب والحشد والمليشيات المرتبطة بطهران! ودوي صوت البصريين بشعارات " ايران بره بره.." و "يا كاع اترابج كافوري " له أهميته ودلالاته لرمزية البصرة الفيحاء بوابة الامة التي حماها وصانها أبناؤها الصيد وروته دماؤهم الطاهرة ،ومنها دخل نور الإسلام بلاد زرادشت، وعلى أبوابها خابوا وتبخرّت أحلامهم الإمبراطورية ،وبصمودها ، في حرب الثمان سنوات، سقت سم الهزيمة لخمينيهم!؟ وما يخشاه ملالي ايران ضياع ما تحقق لهم في ظل طغيان القوة الامريكية الباغية وتسليم العراق لهم ، والخشية من امتداد شرارة الثورة البصرية لتعم الجنوب الذي يروّجون، طائفياً، انه موال لهم ! فقد انتفضت، من قبل، بغداد واغلب المدن العراقية ولكن في خروج البصريين الاباة عن صمتهم .. رسالة صريحة وبليغة لحكام طهران .. من ان سياستكم الطائفية والتوسعية و حقدكم وعداءكم وكرهكم للعرب عامة والعراقيين خاصة .. مرفوضة ومدانة ،فانتم الأساس في محنة بلادنا، ومعول الأعداء والمحتلين في خراب الجنوب وطوفان الدمار في عموم العراق وما يحصل من بلاء في سوريا واليمن ولبنان وغيرها! والبصرة نالها الكثير من حقدكم لأنها ثغر العراق الذي غصصتم بحناء فاوه وانتحرتم على ابوابه ،وعلى سواترها طمر رهانكم الطائفي فخبتم وخسئتم ، ولم يكفكم ما سفك من دمائنا طيلة ما يقرب 4 عقود ،اضافة الى التدمير ونهب الثروات ، فبالإضافة الى احتلال حقل مجنون والزحف على الأراضي، وبالذات الحدودية الغنية بالنفط في ميسان وواسط، مازلت تسرقون نفط البصرة علنا ً، بعد ان افرغتم العراق من قاعدته الصناعية و هربتم كل المكائن والمصانع والالات الثقيلة والسيارات وحتى السكراب !من خلال قرصنة منظمة لمكاتب الحرس وميليشيات بدر والعصائب والنجباء ،ووكالات "الاخراج الكمركي" في الموانيء وفي المعابر الحدودية التي يسيطرون عليها ،وتحكمتم بالسوق العراقي واغرقتم البلاد بالبدع والضلال والمخدرات! وبعدائية ووحشية حولّتم مجاري الكارون و42 رافداً آخر الى داخل اراضيكم بدلاً من مصبها المعروف ..في شط العرب ليعطش الانسان والأرض والنخيل وتنفق المواشي!؟ وقطعتم الكهرباء عن اهل البصرة في عز الصيف اللاهب خلافاً لعقود التجهيز، وقتلتم وعوقّتم المئات من اهل الجنوب بعد جريمة جرف الألغام التي زرعتموها خلال حرب الثمان سنوات ، ومعها مواد غريبة ملوّثة الى داخل حدودنا ،اذ فاق عدد المتسممين اكثر من 30 ألف، وحالات الوفاة كثيرة زادها القصور والإهمال في الخدمات الصحية والطبية ! انها رسالة كل العراقيين بالقلم العريض.. ان لا بقاء لكم في عراق ذي قار والقادسيتين ! ولن تنفعكم محاولات الالتفاف بتنظيم تظاهرة لفرس عبادان وترديد "عراقي بره بره " والاعتداء وافراغ الأحقاد على الزوار والسواح العراقيين ؟! واستخدام الرصاص الحي ضد البصريين، وتحشيد القوات والميليشيات ،والتحرك لتنصيب احد ازلامكم رئيساً للحكومة ومحاسبة حيدر العبادي انتقاماً لحرق القنصلية ! اخرجوا من العراق قبل ان تضيق بكم وعملائكم الارض فسياستكم التوسعية والارهابية ،ونظام الولي الفقيه الطائفي العنصري المتخلف ليس مرفوضاً من شعب العراق وشعوب المنطقة حسب وانما من الجميع ،المجتمع الدولي ،والاهم شعوب ايران المضطهدة التي تعاني من تردي الوضع العام وتردي الاقتصاد وتفاقمه بخسائر البازار وتوقف نشاطاته وسرعة هبوط الريال الإيراني امام الدولار وارتفاع معدلات البطالة والفقر والتخلف ، نتيجة سياساتكم التي اعادت و فرضت الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية ،وتوقع الاسوأ بعد فرض العقوبات المشددة في 4 تشرين ثاني / نوفمبر المقبل ! ان المراهنة على استخدام القوة والتحدي بفتح القنصلية ثانية ورفع صور قتلة شعب العراق ،والايغال بقمع البصريين متوقع، ولكنه لن ينجح ويعمّر طويلاً هذه المرة ! فثورة البصريين قد انطلقت وشرارتها ستشعل الجنوب والفرات الأوسط وكل العراق ،ولن يرضي العراقيين سوى هزيمتكم وطردكم ومعكم كل الاتباع والمليشيات .
 




الخميس ٣ محرم ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيلول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة