شبكة ذي قار
عـاجـل










هل تستهدف العقوبات الامريكية اسقاط النظام الإيراني ام تقويم سلوكه الخبيث!؟ مسيرة العلاقات الثنائية تؤكد انه لم يحصل بين البلدين أي تصادم او خلاف جوهري ، بل ان ايران ومنذ قيام الدولة البهلوية الحديثة بمساعدة بريطانيا عام 1925 وحتى مجيء نظام خميني عام 1979 .. كانت الشرطي الأمريكي في الخليج ،وفي حرب الثمان سنوات قامت واشنطن بامداد طهران وعبر اسرائيل ، بالسلاح وقصة ( الكونترا ) او ايران ـ غيت مفضوحة !وكان هناك تنسيق في عدوان 1991 واندفاع الحرس وفيلق بدر والعملاء واجتياح مدن الجنوب واعمال خناجر الغيلة والغدر من الخلف في الوقت الذي يتعرض له العراق لابشع عدوان لم يكن له مثيل من حيث الوحشية اذ ألقيت خلاله على المدن العراقية والحصة الأكبر لبغداد اكثر من 110 ألف طن من القذائف واستخدمت فيه المقذوفات الملوثة باليورانيوم ؟!! ومن ثم المشاركة في احتلال وتدمير العراق عام 2003 وتسليمه للفرس لينفثوا سموم الحقد والضغينة طيلة 15 عاماً والتمدد من العراق على حساب العرب، ليعلن الملالي عن احتلال 4 عواصم عربية ،و مواصلة تهديد دول الخليج والعرب للألحاق بأمبراطورية فارس حلمهم الكبير وشغلهم الشاغل! والعمل بدأب في مواقع سرية لامتلاك السلاح النووي ، وتطوير منظومة السلاح الصاروخي،وإشاعة الإرهاب فأقاموا في المنطقة اذرعاً لأخطر المنظمات والميليشيات الإرهابية، اذ تصل المليشيات الرئيسية العراقية المرتبطة بهم بحدود 60 ميليشيا ،كما فاق عدد المليشيات التي انضوت تحت مسمى الحشد الشعبي 105 ميليشيا،كما انهم يرعون ويمولون ويسلحون ويشرفون على داعش والقاعدة ،وترتبط بهم المليشيات الموالية لنظام بشار اسد والحوثيون وحزب نصر الله اللبناني ماعدا المنظمات النائمة والسرية الموزعة في اكثر من بلد! والتهديد بهذه المليشيات لكل من يختلف معهم ؟! فالولايات المتحدة كانت وراء استهتار وعدائية النظام الايراني لان ذلك كان يصب في مصلحتها ويخدم اجندتها في الرسمة الجديدة للشرق الاوسط، وقد حان الوقت لتركيعه وامتثاله لارادتهم وتقويم سياسته الضارة بمصالحهم والخطيرة على حلفائهم مع ان التقويم غير نافع بل تغيير شامل، وهذا ما يتصدّر اليوم مطالب شعوب ايران الثائرة التي رفضت نظام خامئني وولاية الفقيه المتخلف وسياساته التي أدت الى تردي الوضع العام ومواصلة أضطهاد العنصر الفارسي لابناء القوميات الأخرى من عرب وكرد وبلوش وأذريين وأرمن وافغان وغيرهم ، والأفقار اذ ان ثلث ابناء ايران اليوم هم تحت خط الفقر لتبديد ثروات البلاد على دعم الإرهاب ومنظماته واحلام التوسع وعشرات المليارات التي تصرف سنوياً على البرنامج النووي والباليستي والتسليحي بشكل عام، فقد شكلت مجموعة عمل في وزارة الخارجية الامريكية خاصة بايران ! ومنها يفهم ان تقويم النظام أي تركيعه هو المسعى الأساسي ،ولكن تقويم النظام لا يعني ان اسقاط النظام بالقوة غير وارد؟!

فالنظام رغم ترسانته العسكرية واذرعه الميليشياوية المنتشرة في اكثر من دولة وتحكّمه بالمنافذ البحرية لمرور النفط العربي عبر مضيق هرمز وباب المندب ،لن تنقذه فالعقوبات الاقتصادية اذا ما استكمل فرض الحزمة الأشد في 4 تشرين ثاني / نوفمبر المقبل بمنع تصدير النفط وكل التعاملات المالية، ومراقبة التطبيق والالتزام بها من قبل الجميع وبالذات دول الجوار، إضافة الى الداخل المحتقن والمتأهب لاعلان ثورته ، ستعجل في نهاية النظام! ان مصير ملالي ايران على المحك ، وهم رغم استمرار خطابهم التهديدي و التحدي ومعاداة من يلتزم بتطبيق العقوبات اذ هدد المتشددون العبادي، رغم دعم واشنطن له ووجود ماكغورك المبعوث الأمريكي لهذا الغرض ، لان العبادي اعلن ألتزام العراق بالعقوبات المفروضة على ايران !؟ويتعرض لحملة صحفية ناقمة واعلانها صريحة في طهران باستبعاده كمرشح لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة امام مرشحي ايران العامري او المالكي اذ يقوم سليماني ومعه السفير الإيراني في بغداد مسجدي بمحاولة فرض مرشحهم بدعم تشكيل ما يسمى بالكتلة الأكبر من كتلتي هؤلاء والضغط والاغراء لاخرين بما فيهم الاكراد بالانضمام لهذه الكتلة، ولكن نظام الملالي في النهاية، ورغم ما معروف عنهم من اجادة المراوغة والتحايل والنفس الطويل وبخبث! سيذعنون لواشنطن فيما يتعلق بسياستها التوسعية وبرنامجها النووي ودعمها للأرهاب ومخاطره على حلفاء واشنطن وبالأخص إسرائيل ! فقد خفضت القوات الايرانية في سوريا، وقد تتخلى عن الحوثيين في اليمن ،وكذلك دعم حزب الله وحماس والأحزاب والميليشيات العراقية التابعة ،وحتى الاتفاق النووي رغم الإصرار على التمسك باتفاق فيينا لعام 2015 قد ترضخ وتقبل باتفاق بديل ؟! الامريكان يعرفون الإيرانيين تماماً وقادرون على التعامل مع أفانين نظام الملالي دون التنازل عن تركيعهم واخضاعهم لارادتهم ! وهم ليسوا ضد اسقاط النظام على يد شعوب ايران والمقاومة الوطنية ،وسيشاركون ،علناً،عند تهّور الحرس الثوري ، وهذا متوقع ،بغلق مضيق هرمز او ضرب ناقلات النفط في باب المندب كما حصل لناقلة النفط السعودية التي اطلق عليها الحوثيون صاروخاً ،واستهداف مطار أبو ظبي بطائرة مسيّرة ! او التعرّض لمصالح الولايات المتحدة او بوارجها او قواعدها الى عمل عسكري او عملية ميليشياوية إرهابية.





الخميس ١١ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة