شبكة ذي قار
عـاجـل










في المنام ذاته ...
زارني الثلاثة في آن واحد ..
الإمام علي ، والرئيس صدام ، وجدي غائب !!
إمام ووليان صالحان من أولياء الله ..
في الليلة التي أحترقت فيها صورة الدجال الخميني وصار رماداً تطاير نثاره في سماء البصرة ..
هبت ريح طيبة وهبط حرارة الجو من 50 درجة إلى مادون 20 !!
هذا الذي شعرت به أنا ، وشاركني الشعور كل من عانى الجوع والفقر والحرمان والظلم في البصرة !!
البصرة تعاني منذ أن رفع صور هذا الدجال في شوارعها وطرقاتها وصار أسمه قديساً بيننا .
لم يمر يوم حلو على البصرة ، والبصرة تخرج من نكسة لتدخل بنكسة .. وجوه أهلها لا تضحك ، أنهارها حزينة ، شوارعها تصرخ من النفايات والقاذورات والرايات الصفر والسود والحمر والخضر .
هل كنا على ضلالة ؟
هذا ماقالته هند بنت عتبة لبعلها أبي سفيان عندما تيقنت أن طغيانها وطغيان زوجها قد أزله محمد بن عبد الله – نبي الله صلى الله عليه وسلم ّ ؟ والأسلام قد أنتشر رغم أنفها وأنف زوجها وأنف حلفائهم من اليهود وكفار القبائل الأخرى .
بعد كل زيارة لمرقد جدي الإمام علي ، كنت أراه في المنام ، متجهم الوجه ، حزيناً ، غاضباً ، لا يلتفت إلي ّ وأنا العبد الصالح ابن البصرة جئت إليه حافياً ، ماشيا ً على قدمي ..
منذ أول زيارة ولأخر زيارة ، لم أرى أمامي مبتسماً ، بل كان متجهماً ، غاضباً ..
في منام هذه الليلة ، بعد أن تعالت الأصوات في البصرة ، وأقتحمت كل بيت وشارع ونهر : أحترك الخميني !!
حضر إلى منامي ، إمام ووليان صالحان ، حضروا معاً !!
ولست أدري ... ما الذي جمع صدام الذي أتهمناه بالكفر والضلالة ووصفناه بأبشع الأوصاف حتى بعد أن قدم روحه فداءً للوطن ، بعد أن صعدت روحه شهيداً إلى السماء في صبيحة يوم مبارك من ايام الله وهو عيد الأضحى المبارك _ ما الذي جمعه بالإمام علي في نفس المنام .. وما الذي جمعه بجدي غائب ذلك الرجل الذي يلقبه ّ نصف أهل البصرة بالسيد .. الجيران يقولون ان جدك غائب سيد من السادة لكن لا يشبه سادة هذا اليوم ، يهمسون في أذني : جدك غائب سيد صالح لم يكن يقبل درهم حرام في بيته والناس يأتون إليه للتبرك .. ليس مثل سيد وسيد فلان !!
في مجالسنا الخاصة ، نشتم كل مراجع الدين والسادة والمعممين – هؤلاء الذين يمتلكون عشرات البيوت ويركبون أفضل ماركة من ماركات السيارات ، وأولادهم يدرسون ويتمعتون ويتزوجون في الخارج وأنا وأمثالي لا نغير قيمصاً الأ بين مناسبة ومناسبة ..
في منامي ..
حضر سيدي ومولاي الإمام علي أولاً ، كان بهية الطلعة ، سبحان الذي خلقه ، مدّ يده لي وصافحني بحرارة وكأني فارس عائد من المعركة حاملاً إليه بشائر النصر .. ربت فوق رأسي ، وقال لي مبستماً : أحسنت يا فتى!!
وكانت المرة الأولى التي أرى فيها وجه الإمام علي مبستماً ، بشوشاً ، وكأن ّ هموم الدنيا أنزاحت عن كاهله ..
وكأنّ الإمام تحرر من ثقل كان يجثمُ على صدره !!
وجاءني الرئيس صدام بعده ، كان يحمل في يديه ، ذات القرآن الذي كان يحمله وهو يتقدم إلى تلك المحاكمات الصورية الذي كنا نشاهده في التلفاز ، يرتدي ذات المعطف : ربت على رأسي بيده ، وقال لي مبستماً : عفية بسبع البصرة !! عفية بزلم البصرة !!
أأنت في الجنة سيدي !!
لم أتمالك نفسي ، لم أتمكن من مسك لساني ، صرخت : أحترك الخميني !
وجاء جدي غائب الذي لم أحظى برؤيته ومات قبل ولادتي بأشهر ، لكن ملامح وجهه في صوره المحفوظة في الألبوم – مختلف تماماً عما أراه الآن .. جدي يضحك ، ليس ذاك الرجل الصارم الذي كانت تحدثني عنه جدتي .. جدك لا يضحك الأ بالسنة مرة ..
مابالهم اليوم يضحكون جميعاً !!
عندما أفقت في الصبح ، مازحت جدتي (غنيمة) : جدي غائب ، يسلم عليج ... قلت لها أنه كان يضحك !! اجابتني : جدك لم يضحك وهو حي ّ ، أيضحك وهو ميت !!
قلت لها : ضحك من سمع أن الخميني أحترك !!
وجلست قرب جدتي ، أحدثها عن الثلاث الذي ضيفونيّ في المنام هذه الليلة .. قلت لها أن الإمام علي كان يضحك ، وعلامات الأرتياح بانت على أسارير وجهه ...
لم تنطق بيبي غينمة ..
قلت لها : وزارني الرئيس صدام ، وربت على رأسي ، وقال لي : عفية بسبع البصرة ، عفية بزلم البصرة ، حركتوا الدجال !!
أبتسمت ببيبي غنيمة ، أبتسمت خلسة وكأنها تخبئ الأبتسامة عني ...
قلت لها : وأنتي تبتسمين ببيبي !!
شغلت لها الفديو الذي يظهر فيه صورة الخميني وهو يحترق ، سمعت صوت الشاب الذي يصرخ بعلو صوته : أحترك الخميني ....
سمعت صوتها وهي تقول : الله يحركهم بنار جهنم !!

١٦ تموز ٢٠١٨
عشية أحتراق الخميني !!





الثلاثاء ١١ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف بصري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة