شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا تابعنا جدول أعمال زيارة فالح الفياض مستشار الأمن القومي في العراق لطهران، واجتماعه مع علي أكبر ولايتي والمسؤولين الإيرانيين وكذلك الزيارات السرية المتبادلة بين بغداد وطهران فإننا سنكتشف أن محورها واحد وهو كيف يقف عراق الاحتلال إلى جانب إيران في مواجهة ظروفه المستجدة وخاصة الاقتصادية التي بدأت تنعكس على الشارع الإيراني على شكل احتقان وغضب متجددين، وهناك أكثر من ملف سيسارع العراق لتقديم النجدة الفورية اللازمة لإيران، مثل فتح أسواقه على مصاريعها أمام البضائع الإيرانية بصرف النظر عن سلامتها على صحة أبنائه، وكذلك إغراق العراق بتجارة المخدرات التي تعد أهم الموارد الحيوية للاقتصاد الإيراني ولتدمير الشعوب الأخرى.

هناك قضية أخرى ربما هي الأهم في علاقات التبادل المنفعي في تبعية بغداد لطهران من خلال وجود قاسم سليماني شبه المستمر في بغداد لإحكام السيطرة على توجهات السياسة العراقية وخاصة في جانبها الاقتصادي والمالي.

المطلوب من بغداد إيرانياً على نحو فوري ترتيب الأجواء واستكمال الاجراءات من أجل أن تتولى بغداد تصدير كمية من النفط تزيد عن حصته المقررة في الأوبك ولتسد جانبا من حاجات إيران كما هو حاصل منذ الاحتلال حتى الآن، لأن مردودها المالي وبالدولار سيذهب فورا إلى الخزينة الإيرانية لتصرف على خلايا إيران ومليشياتها الإرهابية في المنطقة والعالم، ولمعالجة جانب من الأزمة المالية والاقتصادية الصعبة التي تواجه إيران في الوقت الراهن، ومن هنا يمكن أن نفسر كلمة ولايتي التي قال فيها إن وحدة العراق وإيران هي الرد على العدوان الأمريكي، فكيف منح ولايتي نفسه الحق واعتبر أن العراق وإيران صارا بلدا واحدا؟ وهل هناك رد واحد ولو على استحياء من أحد أطراف العملية السياسية الكسيحة على هذا التصريح الوقح؟ وهل أن تحول العراق إلى بقرة حلوب تدّر لبنها لإيران هو الوجه الرئيس لهذه الوحدة؟

العراقيون مغلوبون على أمرهم وهم تحت ضغط صراع إرادات وصراعات داخلية ونزاعات إقليمية ودولية، ولا يجدون من يقف إلى جانبهم في هذه المحنة على الرغم من أن العراق هو خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي، ولكنه وللأسف الشديد هو الأخير أيضا، وربما ما زالت الجهود تتضافر من أجل منع نهوضه من كبوته، ولكن ليدافع العرب عن أمنهم بعد أن وصلت النيران إلى أرجلهم ودخلت إلى غرف نوم حكامهم الذين فرطوا بالعراق تحت لافتة التخلص من خطره وشره اعتمادا على وعود غربية وأمريكية خاصة بأن الولايات المتحدة ستضمن لهم أمنهم من أي خطر خارجي، وإذا بإيران تخرج من مستنقعها وكأنها كانت تعرف أن سيف العراق وهو في ظل ظروف العدوان والحصار العالمي عليه كان مسلولا من غمده ومسلطا على رقبتها؟ وأن العراق كان طودا شامخا بوجه التمدد العدواني الإيراني.

المهم، أضعف الإيمان من عرب الخليج العربي اليوم مراقبة معدلات انتاج النفط العراقي هم ومنظمة أوبك كي تمنع أية زيادة في انتاجه لأنها ستكون لصالح إيران، كما يجب أن تغطي دول الخليج العربي النقص المتوقع الذي ستعاني سوق النفط الدولية بعد بدء تطبيق العقوبات بعد 4 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الجاري، كما يجب أن تُراقب تحويلات قطر المالية وانتاجها من النفط والغاز، فربما تسعى لزيادة مداخيلها لدفع هبات إلى إيران ويجب إخضاع كل التجار المنحدرين من أصول إيرانية والذين يرتبطون بعلاقة ولاء لولاية الفقيه، كما يجب مراقبة أنشطة الشركات الخليجية في كل الدول الخليجية لمنعها من إقامة أية علاقات تجارية مع إيران.

إيران كيان هش أكثر مما يتوقع كثير من المراقبين ولولا أن الغرب يريد لها البقاء من أجل خلق التوازن مع العرب لما بقيت على هذا النحو أبدا، قوة الكيان الإيراني تتأتى من ضعف العرب في مواجهته ومحاربته بسلاح ضعفه الذي يمكن أن نعبر عنه بأنه التنوع العرقي والطائفي الذي لو أجدنا استخدامه لوجدنا إمبراطورية الولي الفقيه تتهاوى بأسرع مما يتوقع المراقبون.





الجمعة ١٥ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نزار السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة