شبكة ذي قار
عـاجـل










في أعقاب المؤامرة الدنيئة والحرب الشرسة على الوجود الفلسطيني الثوري والمسلح في الساحة اللبنانية من قبل العدو الصهيوني ووكلائه المحسوبين جزافاً على أمة العرب الذين أمعنوا تقتيلاً وتشريداً في أبناء شعبنا ومخيمات لجوئه هناك حتى ظنوا أنهم بذلك قد إستأصلوا شأفة المقاومة الفلسطينية والعمل الفدائي المسلح ضد الاحتلال وسياساته الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية وخاب فألهم عندما إشتعلت إوار الإنتفاضة الأولى المجيدة وثورة الحجارة الباسلة التي أبهرت العالم بشجاعة الطفل الفلسطيني الذي يقابل الدبابة الإسرائيلية بصدره العاري تماماً إلا من الإيمان بعدالة قضيته وحتمية انتصار الحق الفلسطيني على الباطل الصهيوني الإمبريالي ,تلك الثورة المباركة التي أشاد بها في حينه الرئيس العراقي صدام حسين الذي إختصر قوله بكلمتين ( عفية الفلسطينية ) في إشارة بليغة تعبرعن عميق إعجابة بإبداعات شعبنا النضالية في مواجهة غطرسة الاحتلال وكامل سياساته العنصرية والإجرامية والتي تصلح إنموذجاً تتعلم منه شعوب العالم المقهورة,وأمر صدام حسين بصرف مخصصات مالية لأسر الشهداء والجرحى والأسرى تماماً كالتي تحصل عليها مثيلتها في العراق .وقد تواصلت مظاهرة الانتفاضة الشعبية الأولى لأكثر من سبعة أعوام أنتهت بإستعداد دولة الاحتلال للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاوض معها والتي نتج عنها ما عرف بإتفاق أوسلو المرحلي الذي لم يمضي عليه طويل وقت حتى إنكشفت مثالبه وعوراته وبانت خديعة المحتل الذي أراد الإتفاق مجرد ورقة ومقدمة لتصفية القضية الفلسطينية لم يستطع معها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الصبر أكثر من ذلك وصارح شعبه معلناً فشل التسوية السلمية ووصولها الى طريق مسدود ,وكان هذا الإعلان بمثابة دعوة صريحة للشعب الفلسطيني للولوج في إنتفاضة أخرى تعيد تدوير الزوايا وقلب التوازنات السياسية ,فجاءت إنتفاضة الأقصى عام 2000م التي تجلت فيها مجدداً الإبداعات النضالية الفلسطينية التي حولت ميزان الرعب للصالح الفلسطيني ,حيث موجات الشباب والشابات أصحاب الأجساد المتفجرة والأشلاء المتطايرة التي أرعبت المجتمع الصهيوني وعجز معها الاحتلال وأجهزة مخابراته عن التصدي للظاهرة الإستشهادية رغم إمتلاكه كل عناصر القوة العسكرية والتكنلوجية .وهنا أيضاً أعجب صدام حسين بالإرادة الخلاقه والمبدعة للشعب الفلسطيني البطل ومرة أخرى أطلق كلمته المشهورة ( عفية الفلسطينية ) وأمر بصرف 25 ألف دولار لكل إستشهادي يفجر جسده بالصهاينة و10 اّلاف دولار لكل شهيد يسقط في المواجاهات مع جنود الاحتلال و7 اّلاف دولار عن كل بيت يهدمه الاحتلال .

لقد بات من الواضح جداً أنه مهما بلغت قوة الاحتلال وجبروته وداعميه وبرغم خسارة شعبنا عمقه القومي بعد غزو العراق فإنه لن يعدم الوسيلة ولديه الكثير مما يود تلقينه للأعداء ..فكانت ثورة السكاكين والدهس بالمركبات أبلغ رسالة يتلقفها الصهاينة عن أستحالة مشروع التصفية لعروبة القدس ومساجدها وكنائسها ..ليس هذا فحسب فقد توالت اللطمات على الامن الصهيوني حيث تمكن أبناء شعبنا في غزة هاشم من تطوير وسائلهم القتالية وحفر الأنفاق العسكرية التي كبدت الإحتلال خسائر فادحة , وإمتلاكهم أيضاً الصواريخ التي يمكنها ضرب العمق الصهيوني وشله تماماً مما فرض على الاحتلال معادلة جديدة في التعامل مع قطاع غزة .

وأخيراً وليس اّخراً في سلة الأبداع النضالي الفلسطيني ظهرت الطائرات الورقية الحارقة التي أدهشت الاحتلال وفاجئته ووقف أمامها عاجزاً مشدوهاً يتصرف قادته كالصبيان بفعل الصدمة وهم يشاهدون بأم أعينهم تلك الحرائق الهائلة في مستوطنات غلاف غزة والتي أتت على الأخضر واليابس وأحالت قرابة الخمسة اّلاف دونم الى منطقة سوداء وقاحلة ,إضافة لملايين الدولارات خسائر الاحتلال جراء تلك الحرائق التي هظلت عليهم من السماء دون القدرة على إيقافها.





الجمعة ١ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة