شبكة ذي قار
عـاجـل










تعتبر الجماهير قوة ثورية واداة الثورة وغايتها ولذلك فقد اصبح من المناسب والمفيد نحدد معنى الجماهير .ومتى يمكن ان تكون قوة فاعلة ثورية مؤثرة في مجرى الاحداث وفي التغير باتجاه التقدم .
فالجماهير:- في علم الاجتماع بناء اجتماعي غير متماسك غير منظم ولا يصل اعضاؤها بعضهم ببعض رغم انهم مجتمعون على صعيد واحد بدافع المصلحة المشتركة .

والجماهير النشيطة هي التي تمثل طبقات من الشعب تمارس ضغطا للمطالبة بإنجاز اشياء معينة .

اما حزب البعث ومعظم الاحزاب والحركات السياسية فإنها تستخدم لفظ الجماهير بمعنى الاكثرية الساحقة من ابناء الشعب ولاسيما الطبقات الكادحة كالعمال والفلاحين الصغار والكسبة والموظفين ........... كما انها تسعى لكسب ودها وطلب تأييدها باعتبارها قوة ضاغطة ومؤثرة ومعينا لا ينضب تتزود منها الأحزاب المناضلة وبهذا الصدد يقول حزب البعث (( النضال الجماهيري هو وحده طريق الثورة )) ويرى ان قيام حكم معبر عن مصلحة الجماهير .. هو الذي يستطيع تعبئة هذه الجماهير في عملية البناء والتقدم وتنقلها الى حياة متطورة على ان توفر لها الديمقراطية الواسعة اي الديمقراطية الشعبية التي تأتي عبر اسلوب تمثيلي للجماهير بدون اطار سياسي ثوري وبدون طلائع ثورية منظمة تشمل العناصر النضالية الاعمق وعياء والاشد تأثيرا وثباتا المتمتعة ببعد النظر السياسي والكفاءة في العمل والمليئة بروح التضحية بالذات والمخلصة الى اقصى حد لقضية الجماهير ونظرا الى احتمال الانحراف في سلوك التنظيم الطليعي فقد جرى التأكيد على ان يضل محافظا على (( صلات حيه عميقة بالجماهير يتقدمها ويبقي مشدودا بها في نفس الوقت يعلمها ويتعلم منها يعيش معها في صلات تفاعلي لا صلات وصاية )) (( انه نضال البعث )) .

وحتى لا يقع اللبس والخلط بين مفهوم الطليعة في حزب اشتراكي ديمقراطي ومفهوم (( النخبة الفاشية )) عمد الحزب الى توضيح الفرق بين مفهوم (( النخبة )) الفاشية وبين مفهوم (( الطليعة )) الاشتراكي. ففي حين ان مفهوم النخبة ينظر الى الجماهير مجرد قطيع منفعل سلبي تسوقه (( النخبة )) الى السعادة والعدالة مما يؤدي عمليا الى الانعزال عن الجماهير ويتعالى عليها فتنزلق النخبة بالضرورة الى الانعزال عن الجماهير وممارسة ديكتاتورية مباشرة عليها، عن طريق الارهاب والقمع تارة او تشويه الراي العام وتكييفه وفق رغباتها تارة اخرى .

اما مفهوم الطليعة الاشتراكي فيرى في الجماهير جوهر الثورة والديمقراطية ويؤدي الى انفتاح واع متواضع عليها .....ويقيم التفاعل المتبادل معها ويعتبر الشعب منبع الحكم ومصدر الثورة (( وان الشك بحس الجماهير السليم اول مراحل الانزلاق نحو المفاهيم الفاشية )) ثم يمضي الى القول (( ان الاساس الموضوعي الحاسم لتطبيق الديمقراطية هو اقتدار الطليعة على قيادة اكثرية الجماهير الساحقة قيادة قائمة على ثقة الجماهير الحرة العميقة بهذه الطليعة لان حزبا بلا جماهير لابد ان ينحط الى عصابه تمارس الطغيان على الجماهير .كما ان الجماهير بدون الاطارات التنظيمية تتحول الى سديم بلا قوة وبلا وعي وبلا انضباط ))

عند وصف الطليعة بانها الفئة القيادية الواعية فلا نعني بها افرادا قلائل بل قد تبلغ الالاف وليس بالضرورة يكونوا من المثقفين ذلك لان كثير من العمال والموظفين العاديين يستطيعون ان يستوعبوا جوهر العقيدة السياسية وان يتحلوا بالمواصفات القيادية ويؤثروا بالجماهير بشكل فاعل كبير ..

والجماهير قوة كامنة ساكنة ويمكن ان تتحول الى قوة فاعلة ومؤثرة اذا توفر لها شرطان .
الشرط الاول:- ان توفر لها الحد الادنى من الديمقراطية التي يمكنها من الحركة والنشاط والانتماء الى منظمات سياسية ومهنية .
والشرط الثاني:- ان يكون لها قيادات واعية مناضلة مخلصة واحزاب طليعية تؤمن قولا وعملا بان الجماهير غايه التغيير ووسيلته بآن واحد . **

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** الأمة العربية (( شبلي العيسمي ))
 





الاثنين ٣٠ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إعداد عبد سيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة