شبكة ذي قار
عـاجـل










في خضم حلكة الظلام الدامس الذي أرخى ظلاله القاتمة مطولاً في سماء عروبتنا منذ احتلال فلسطين عام 1948م وتباعاً غزو العراق الشقيق عام 2003م ..وتحت وطأة القهر والعذاب ومسلسل الذل والهوان الذي أسدل ستاره الأسود المدلهم على الأرض العربية من المحيط الى الخليج ..وفي ظل ما تشهده الأراضي العربية الفلسطينية من صفحات الغدر والمؤامرة ومخططات التصفية والاقتلاع التي حيكت وتحاك في دهاليز واشنطن ولندن وتل أبيب التي كان اّخرها تلك السياسة الناعمة التي انتهجتها تلك العواصم بعد فشل الحل العسكري في إجتثاث جذوة الثورة والمقاومة الفلسطينية المتقدة .. حيث دأبت تلك الدول المعادية وتحديداً بعد العدوان الثلاثيني على القطر العراقي عام 1991م على إطلاق ما يسمى مسيرة التسوية السلمية للقضية الفلسطينية, والتي أفضت بعد خمس وعشرون عاماً من مسيرتها بإنفضاح زيفها وأحابيل كذب صانعيها الذين جعلوا منها مجرد غطاء لتمرير مشاريع الاستيطان والتهويد في القدس وباقي مدن الضفة الغربية ,حيث أعلنت الولايات المتحدة رسمياً وكشفت عن نواياها الخبيثة علنا بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد ( دونالد ترمب ) الذي وضع حداً نهائيا لمسلسل التسوية وأعلن انحيازه التام للاحتلال الإسرائيلي ومختلف سياساته الاجرامية والاستيطانية والتهويدية من خلال اعترافه بالقدس عاصمة للدولة العبرية ونيته بعرض صفقة القرن التي تستهدف تماماً تصفية القضية الفلسطينية .

... ومن بين أنياب الحصار المطبق والعدوان المستمر وما رافقه من جرائم حرب وجرائم بحق الانسانية في غزة هاشم الصمود, خرجت مئات الاّلاف من جماهير شعبنا في مسيرة العودة بيوم الأرض الخالد والمعمد بالدماء الفلسطينية الزكية .. زحفت نحو نقاط الاحتكاك مع جنود الاحتلال لتعلي صرخةً مدوية عن حق لا يضيع بالتقادم ولا حتى تحت زخات الرصاص وقنابل الموت غير اّبهة بسيل الدماء الزكية العارمة على الأراضي المقدسة لتقول بعالي الصوت : عائدون الى مدننا وقرانا ولن يثنينا عن ذلك لا الموت ولا الرصاص ولا المدفع ..عائدون شاء من شاء وأبى من أبى ..

نعم خرجت جماهير شعبنا في غزة هاشم بكل قواها الحية الوطنية والقومية والاسلامية مصطفةً في خندق النضال والجهاد المتواصل في بيت المقدس وأكنافه حيث تجتمع قلوب العرب وإراداتهم .. خرجت قوافل قوافل لتقول كلمتها الفاصلة رغم سقوط عشرات الشهداء الأبرياء واّلاف الجرحى ماضون بمسيرة كفاحنا بكل الأشكال والوسائل النضالية المشروعة حتى إسقاط المؤامرة الكبرى ( صفقة ترمب ) واستعادة كامل حقوقنا الوطنية والقومية المغتصبة في فلسطين التاريخية وكنس الاحتلال والاستيطان عن كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة من النهر الى البحر .

إن شعباً خاض غمار أعظم مقاومة في التاريخ الإنساني لن يعدم وسائله النضالية رغم عظم حجم المؤامرة وتكالب الأمم ورغم سطوة الصهيونية العالمية ..فجاءت مسيرة العودة في هذا السياق لتشق طريقها بالرغم من حلكة الظلام الدامس لتكون بمثابة الرد المناسب على غطرسة القوة ,وكذلك باكورة الأنشطة والبرامج النضالية وصولاً الى يوم الزحف العظيم في ذكرى النكبة وحينها سنرى كيف تسقط الأقنعة وكل المؤامرات والمخططات التصفوية أمام إرادة شعبنا المصمم أبدا على نيل كامل حقوقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقله وعاصمتها القدس الشريف.

نعم فشعبنا الذي يدرك أن قضيته العادله ومقاومته الباسله وحدها القادرة على لملمة الجراح العربية وتوحيد طاقات الأمة الكامنة قرر أن يواصل انتفاضته المباركة وحربه الشعبية بكافة الوسائل الكفيلة بإجتثاث الورم السرطاني الصهيوني الخبيث المنغرس في الجسد العربي والقلب منه فلسطين يحدوه الأمل بنصر قريب وساحق يعيد لأمتنا كامل حقوقها في الوحدة والحرية والنهوض والتقدم والإزدهار.





الخميس ١٩ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة