شبكة ذي قار
عـاجـل










من الواضح للعيان، ان السلطة الغاشمة الحاكمة، تصر على السباحة عكس تيار الحياة والتاريخ، وتمارس بأستمرار كل أساليب الرقابة والبطش والقهر والتكبيل والتنكيل بالصحفيين، وتعطيل الصحف والمطابع ودور النشر، لحرمان الشعب والرأي العام من الوقوف على جرائمها الممنهجة، التي أصبحت ممارسة يومية، واضحة وثابتة، تميز كل مراحل تطور فسادها وسقوطها.

واليوم تستمر وتتكرر مظاهر منهج العسف والظلم ضد الصحفيين والصحف والكتاب وأصحاب الرأي، بتقديم الصحفيين إلى محاكمات صورية بوتيرة راتبة، لسماع أحكام الغرامة أو السجن، ويستمر حجز ومصادرة الصحف بعد طباعتها ومنع توزيعها، لحرمان القارىء من المعرفة، وتكبيد الناشر خسارة مادية يعجز معها من الايفاء بحقوق العاملين والقدرة على الاستمرارية، حتى يرضخ لمشيئة الرقيب ويسير في ركب الصحافة المدجنة التي تبرر للسياسات الدكتاتورية أو تدافع عنها بالباطل.

إن الكلمة الحرة الشريفة المعبرة عن قضايا الشعب وهمومه، تظل ساطعة مثل الشمس لن تحجبها هذه الممارسات التي تجاوزها التاريخ، وتخطتها تطورات العلم والتكنولوجيا، التي جعلت من كل مواطن في أي منطقة في ارجاء السودان يستطيع متابعة الكثير مما يحدث رغم أنف أجهزة السلطة، التي لا تملك إلا التضييق على قادة منابر الوعي والحقيقة والكلمة وفي خط تصاعدي مع احتدام تفاقم أزمات النظام وعزلته.

إننا في "الهدف" ندعو إلى أوسع تضامن مع الصحف والصحفيين في معركتهم المقدسة من أجل حرية التعبير وشيوع المعرفة بالكلمة الحرة المسؤولة والصورة المعبرة، والصوت المسموع لفضح كل ممارسات الفساد والقهر والظلم ضد أبناء شعبنا. باعتبار ذلك معركة حياته ومستقبله، الذي تحاول سلطة الفساد والديكتاتورية حرمانه من ابسط حقوقه الطبيعية في التعبير عن النفس والحياة الكريمة.

إن النضال من أجل الحريات العامة قضية شاملة ولا تتجزأ، فهي جزء أصيل من عملية النضال من أجل الديمقراطية والتنمية المتوازنة والسيادة الوطنية.

وعليه فإن مسألة استهداف الصحفيين ومهنة الصحافة مسألة تتصل بدور الصحافة في الرقابة والحق والعدل والدفاع عن حقوق الانسان والتنمية، والوعي الاجتماعي والسياسي.
وبما ان النظام الديكتاتوري الحاكم بطبيعته ضد تطلعات الشعب، فهو بالنتيجة ضد الصحافة والاعلام الحر.

اننا في "الهدف"، المنبر والصوت الناقل والمعبر عن شعبنا، ومواقف حزب البعث العربي الاشتراكي، ندين ونستنكر هذا الامعان في مصادرة الحريات، ليس لكونه استثناء في سياق سياسات السلطة الديكتاتورية الحاكمة، ولكن بقصد حشد الوعي الشعبي ودعمه في اتجاه الثورة ضد الظلم وضد مصادرة الحريات العامة وانتهاك حقوق الإنسان.

النصر حليف نضال شعبنا





الاحد ١ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة