شبكة ذي قار
عـاجـل










على خطى فكر حزبهم، حزب البعث العربي الاشتراكي، يواصل البعثيون في السودان مواجهاتهم ضد نظام البشير، الذي يحكم القطر السوداني منذ العام 1989، غير عابئ بمصالح الشعب، بل من أهم مهماته أن يحافظ على مصالح الطبقات التي تسطو على مصالح أوسع الجماهير الشعبية، مستخدماً وسائل القمع وكبت الحريات، وأساليب الترهيب ضد الحركات والأحزاب التي حملت هموم الشعب على أكتافها، غير عابئة بكل وسائل النظام وأجهزته الأمنية.

منذ سنوات عديدة، وبعد انتظار طويل لما يقارب من الثلاثين عاماً، لعلَّ النظام السوداني يفيء عن غيه في تجاهل حقوق الجماهير الشعبية، وطال الانتظار، وظلَّ النظام يضرب عرض الحائط مصالح الجماهير وحقوقها. ويستخدم القمع والاعتقال بحق كل من يتجرأ على كشف جرائمه. ولكن هذا لم يفتَّ من عضد البعث، ولم تخفه وسائل الترهيب، بل ظلَّ البعثيون يمثلون ضمير الشعب وقوة إصراره على نيل مطالبه، ليس بالتمني، بل بقوة الشكيمة والاعتراض والاحتجاج. ولذلك استمرت الحراكات المطلبية بوسائل ديموقراطية، نأى البعثيون فيها بأنفسهم عن أي تدخل أو استغلال خارجي، واعتبروا أن الشعب السوداني بطلائعه الثورية هم الكفيلون بالتعبير عن مصالح الجماهير، وأن قواه الثورية هي الوحيدة التي تقود النضال الجماهيري وتنخرط فيه قيادة وقواعد جنباً إلى جنب الجماهير الشعبية الثائرة.

ومنذ سنوات، كثَّف البعث حراكه بإصرار وقوة شكيمة. وفي الوقت الذي التجأت فيه مجموعات من المعارضات العربية للاستقواء بالخارج، فقد أصرَّ البعثيون في السودان على مواجهة النظام بالقوى الذاتية والشعبية، منهجاً وقيادة وجماهير. فلذلك يصح اعتبارها الأنموذج الثوري الديموقراطي السليم، والذي بغير ذلك سيرمي نضالات الشعب في أحضان الخارج الذي يستغل دماء الشعب ونضالاته وحرياته من أجل مصالحه.

لقد دفع البعث باستمرار، إلى جانب حلفائه من الوطنيين الصادقين بانحيازهم إلى صفوف الشعب السوداني، ثمناً كل يوم، دفع فيه من حرية أعضائه، قيادة وقواعد، ومن حياة البعض منهم، الشيء الكثير. وعلى الرغم من الملاحقات والاعتقالات المستمرة، لم يهنوا ولم يستسلموا، وظلوا مؤمنين بأنه ( لا يموت حق من ورائه مطالب ) مهما طال الزمن.

إن البعثيين يؤمنون بأن حالة الاستسلام أمام قمع النظام موت للشعب وحقوقه، فهم لن يخسروا شيئاً سوى الأغلال، والجوع والمرض، ولن يكسبوا شيئاً من حالة التراخي سوى الهوان والمذلَّة. وإذا كان الأمر كذلك، فلا خير بحياة يبقى الإنسان فيها ذليلاً.

وقد تواترت الأخبار في الأسابيع الماضية عن ولوغ النظام السوداني في ملاحقة رموز الحراك الشعبي واعتقالهم وترهيبهم وتخويفهم، وتناسى أن قوة إرادة المناضلين هي أكثر قوة من السجون والأغلال. ولهذا قدَّم البعث من قيادته رمزاً وأنموذجاً يُحتذى، ولن يخيفه اعتقال بعض أعضاء قيادته، وكان آخرهم الرفيق المناضل عادل خلف الله، عضو قيادة القطر في السودان، وكوكبة من خيرة المناضلين في صفوف البعث، وصفوف الجماهير الشعبية.

وإذا كان هذا قدر المناضلين، أقدموا عليه بكل وعي وإصرار، فإن من واجب كل الأحرار في السودان والوطن العربي، والعالم، وانتصاراً لحقوق كل الشعوب المظطهدة، أن يقفوا إلى جانبهم، ليس منددين فقط بأساليب القمع التي يمارسها النظام السوداني، بل بمطالبة منظمات المجتمع المدني على شتى المستويات العربية والدولية أن تقوم بواجبها على قاعدة المعايير العالمية والإنسانية في الانتصار لقضايا المعتقلين والمطالبة بالإفراج عنهم. وليس هذا فحسب، ولكن أيضاً بالضغط على النظام السوداني للاعتراف بحق الشعب بالتظاهر والاعتراض والتظاهر في سبيل الحصول على حقوقه الضائعة في أدراج أنظمة الديكتاتورية.

وإذا كان هذا أضعف الإيمان فإننا نرفع التحية والإكبار لمعتقلي الرأي في السودان، ونشد على أياديهم ونطمئنهم أنهم يعطون الأنموذج في الكفاح ضد أنظمة التجويع ممن أتًخمت بطون المسؤولين فيها على حساب عشرات الملايين من الفقراء والجائعين.

ونحن كذلك نرفع التحية لشعب السودان الثائر، ونناشده أن يستمر في حراكه الديموقراطي فهو لن يخسر من ذهاب الأنظمة الرسمية سوى الأغلال. وستكون مكاسبه كثيرة عندما يحصل على حريته السياسية وحقوقه المطلبية التي تعني كل زاوية من زوايا حياته الاجتماعية والاقتصادية.





الثلاثاء ٦ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة