شبكة ذي قار
عـاجـل










في العراق حمى الانتخابات في اوجها اذ يشارك فيها 251 حزباً مسجلاً رسمياً على شكل تحالفات وتكتلات بعضها جمع بين اكثر من متضاد 29 تحالفاً ،والخطورة ان تحالف النصر برئاسة العبادي ضم قادة الحشد من رؤساء مليشيات بدر والعصائب وحركة النجباء وحزب الله العراقي ،إضافة الى الأحزاب والشخوص التي ستترشح بشكل انفرادي، وهؤلاء ذاتهم الذين جاءوا مع المحتل عام 2003 وكانوا معوله في التدمير والقتل والتشريد والتجويع والافقار وبث الامية والجهل والظلامية والتفريط بسيادة العراق ليعشعش فيه المحتلون والجواسيس ، والعودة به خلال السنوات الماضية الى العصور الوسطى ، ومع كل هذا ، وبعيون وقحه ، يتنافسون للبقاء في السلطة وفق ديمقراطية المالكي"ما ننطيها " بالكذب والخداع والمراوغة والمخاتلة، فبأي جرائم وعار يتفاخرون؟ وما الذي تحقق من وعودهم في الجولات الانتخابية السابقة ؟ وهل وسيلتهم الاّ التزوير وخداع الفقراء والجياع ،وما اكثرهم ، والبسطاء من العامة بالبطانيات والصوبات والموبايلات وطبقات البيض والرشى وزخ الأموال على مشايخ ووجهاء عصر العولمة؟وهل ستنجح ابواقهم الدعائية الرخيصة مرة أخرى في التجديد لهم ؟ نعم ستبقى ذات الوجوه ونفس الأحزاب العميلة بكل وسائل الغش والتزوير وخداع الوعود المعسولة والدعاية الكاذبة والرشاوى ودعم الاسياد المحتلين ،فحزب الدعوة تقدم بتحالفين الأول برئاسة المالكي مع عدد من الأحزاب والأخر برئاسة العبادي ومعه الحشد ممثلاً بهادي العامري وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وغيرهم من قادة المليشيات الى جانب الوجوه العتيقة أمثال الجعفري والشهرستاني ! كما ان الدعوة ولفقدان جماهيريته سمح لاعضائه بحرية الترشيح هدفه ان لايفقد رئاسة الحكومة وبشتى الوسائل وتقف ايران الملالي خلفهم ،فبقاء هؤلاء متوقع اذا لم يقل الشعب قولته وينتصف لحقوقه ويثأر لكرامته ودماء شهدائه الابرار، لان مفوضية الانتخابات والرقابة منهم وصناديق الاقتراع عرضة للفتح ووضع عدد الأصوات التي يريدون وألا لماذا يفتحون الحدود للملايين من الإيرانيين والافغان في مناسبات عاشوراء ويمنحون من يبقونهم الجنسية ! والسؤال مرة أخرى لشعبنا الصامد الصابر هل تمر لعبة "تدوير النفايات " وتلدغون مرة أخرى وتنتخبون سبب ضياع البلاد ودوام محنتكم !؟ وهل في هؤلاء خلاصكم ؟! وعلى ماذا ستنتخبون، فماهي يا ترى منجزاتهم وما قدموه لكم غير اطباق ديمقراطية الموت والذل والهوان والتشريد، والتأخر والتخلف واللطم ! ولمن تناسى او نسي نذكرهم بما احصته المنظمات الدولية لحقوق الانسان في رصدها وتقارير المختصين والمعنيين مما تحقق للعراق في ظل العملية السياسية الفاشلة وحكوماتها المتعاقبة خلال 14 عاماً وهي : ـ

1ـ تصفيات واختطاف واغتيالات واعدامات وقتل وتشريد والنتائج .. اكثر من3 ملايين قتيل حتى عام 2014 ، وفي عام 2017 فقط بلغ عدد القتلى 12635 بينهم أطفال ونساء ، وتجاوز عدد المعدومين الالف حتى عام 2016عدا الاعدامات السرية التي تنفذ دون محاكمات! و600 مقبرة جماعية جديدة ! وألاف المختطفين، و3ملايين و400 ألف مشرد موزعون على اغلب دول العالم، و4 ملايين و100ألف نازح ومهجر قسراً داخل العراق ، و5 مليون و600 ألف يتيم ،بينهم بحدود مليونين طفل ، منهم 1 مليون و700ألف طفل يعيشون في مخيمات ، و2 مليون أرملة ،وألاف المعتقلين والسجناء اذ بلغ عدد السجون إضافة الى سجن أبو غريب 36 سجناً ماعدا سجون وسراديب المساجد والحسينيات والمليشيات ومقرات بعض الأحزاب المتنفذة.

2ـ نهب الثروات وتفشي الفساد والسرقات والرشاوى في كل المرافق ومن قبل المسؤولين من اعلى منصب حتى ابسط وظيفة حتى عدّ المسؤولون العراقيون السراق في مقدمة الاغنى في العالم وكلهم مفضوحون وسرقاتهم من المال العام معروفة يقف على رأسهم المالكي الذي في فترتي رئاسته للحكومة اهدرت وفقدت 109 مليار دولار اغلبها دخلت حساباته وعائلته!، ومن قادة حزب الدعوة واحد معاوني المالكي وزير التجارة الأسبق ( فلاح السوداني ) الذي سرق عشرات المليارات منها فقط 9 مليار دولار ثمن الحصة التموينية لاشهر من البطاقة التموينية ، وهذا وامثاله بالعشرات يعيشون في قصور فارهة في لندن وباريس وامريكا وبيروت وطهران ودبي ويمتلكون الأموال والفنادق والعقارات في عدة عواصم فيما المواطن جائع اذ بلغت نسبة من هم تحت خط الفقر 35% أي العيش باقل من 1 دولار والبطالة بنسبة 31%! واصبح العراق الذي يملك ثاني احتياطي نفطي في العالم والذي بلغت وارداته نفطه منذ عام 2003 وحتى عام 2016 بحدود 1000 مليار دولار لم ينجز ويخصص أي شيء لصالح المواطن، فقيراً ومديناً بـ 117 مليار دولار للبنك الدولي وفق تصريح رئيس اللجنة المالية البرلمانية إضافة الى24 ملياردولار للدول الاخرى؟! والطامة الكبرى انهم لم يبنوا أي شيء وحتى الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء شحت رغم انه تم صرف 46 مليار دولار على الكهرباء فقط !فاموال وثروات البلاد الكثيرة ابتلعتها،بالسرقات واللصوصية وبرواتب المسؤولين والبرلمانيين العالية جداً، الأفواه الفاغرة للحكام السراق الذين جاء بهم المحتل حسب ( بول بريمر ) من الشوارع بقوله " ان قادة العراق دجالون ومنافقون وكذابون وسراق جئنا بهم من الشوارع " .

3ـ فساد القضاء والتربية والتعليم والمرافق الهامة ذات المساس بحياة الناس اذ يبرأ القاضي المجرم ،بعد ان يدفع ، ليعود للإجرام والقتل! ويصبح طالب الطب الفاشل،بالرشوة ،طبيباً ! وقد بلغ عدد الشهادات المزورة 150ألف شهادة بينهم اميون وانصاف متعلمين اصبحوا وزراء ومحافظين ومدراء عامين ومستشارين؟! وفرض على وزارة التعليم قبول شهادات البكالوريوس الممنوحة من قبل مرجعيات ايران لمن لم يحصلوا على الشهادة الإعدادية او حصلوا عليها بعد ذلك !! وخلال 14 عاماً هبط المستوى العلمي و قتل وفقد اكثر من 6000 أستاذ من حملة الدكتوراه، وصارت الكتب والمناهج الدراسية لكل المراحل تطبع في ايران وتحت اشراف الملالي ! وعاد الجهل والتخلف و الامية ( اكثر من 6 ملايين امي ) بعد ان كان العراق قد تخلص منها نهائياً عام 1975 باعلان اليونسييف آنذاك خلو العراق من هذه آفة الامية ،كما اعتبر العراق الأول على دول العالم في التربية والتعليم المجاني والذي يحاولون اليوم خصخصته بإلغاء مجانيته إضافة الى الخدمات العامة الأساسية كالكهرباء والماء!! ،فعادوا بالعراق الى العصور الوسطى ،فاعلن عام 2011 من ان العراق اصبح" من اكثر الدول تخلفاً في العالم ".

4ـ الوضع الصحي والبيئي والخدمات.. كان مفخرة وكان موضع استقطاب لدول الجوار للتطبب المجاني ،وكان خريجو كليات الطب والصيدلية والمعاهد الصحية العراقية من افضل الأساتذة والأطباء في العالم ،فاضحى في أسوأ حالة،اذ خلت المستشفيات من خيرة الأطباء والكادر الوسطي فمن من هرب الى الخارج ومنهم من قتل (2000 طبيب قتلوا عامي 2006 و2007 ) وانتشرت الامراض والاوبئة المتوطنة ومن ابرزها الكوليرا وشلل الأطفال والامراض الفايروسية وارتفعت نسب الإصابات بالسرطان والتشوهات الخلقية وعادت الامراض السارية التي تخلصت منها البلاد منذ عدة عقود، وتفشت الحشيشة والمواد المخدرات والتي يضخها نظام الملالي الإيراني بقصد تدمير الشباب فضلاً عما يبث من ثقافة التخلف وزرع الاباطيل والبدع وإشاعة النفس الطائفي لبث الفرقة بين أبناء البلد الواحد ودفعهم للاقتتال ، وصار السوق العراقي مصدراً لتصريف الادوية الفاسدة وأصبحت البيئة ملوثة.

5ـ الوضع الاقتصادي .. لم يعد هناك تخطيط وخطط وجدوى اقتصادية وتولى القطاع الاقتصادي وزراء أميون وغير مختصين وغدا الاقتصاد ريعياً يعتمد في كل شيء على واردات النفط وفتح باب الاستيراد من ايران وتركيا والصين ومختلف المناشىء ،وأهملت الصناعة والزراعة وتوقف 13328 معملاً ومنشأة انتاجية وتدريجياً انتهت البنى التحتية وفككت المنشآت والمعامل وهربت لدول الجوار او بيعت بابخس الاثمان الى الأقارب والمعارف! واقتصر دور التجارة على سد حاجة السوق من كل شيء بما في ذلك الخضروات والفاكهة، فبلغت نسبة استيرادات المواد الغذائية 75% ومن المواد الأخرى 91% ، وانتهت الزراعة وتراجعت مساحة الأراضي المزروعة من 48 مليون دونم الى 12 مليون دونم ! وبفعل إيراني مقصود تم تحويل مجرى الكارون خلافاً لكل الاتفاقيات الدولية فانخفضت مناسيب مياه شط العرب وجف العديد من انهر البصرة الفرعية فتشققت الأرض وماتت البساتين والمزروعات ونفقت المواشي ؟! وصار العراق مديناً للبنك الدولي ولعدد من الدول وحتى النفط في باطن الأرض بيع مقدماً وفق ابتكار "البيع بالآجل"!

6ـ والانكى من كل ذلك عمالتهم للمحتلين الامريكان قبل انسحابهم ومن ثم الفرس الإيرانيين الذين هيمنوا على العملية السياسية برمتها وسيطروا من خلال هؤلاء العملاء والمليشيات المسلحة ( اكثر من 110 ميليشيا ) انتظمت اغلبها في الحشد الشعبي "حرس عراقي على غرار الحرس الإيراني" وصار العراق محكوماً من قبل قاسم سليماني ، وحكامه يتبعون للولي الفقيه ، كما أصبحت الساحة مرتعاً لأجهزة المخابرات والتجسس وللمنظمات الإرهابية ، وساحة للعنف والدم بعد ان تم حل الجيش الوطني وكل القوى الأمنية واخليت البلاد من أبنائها الاصلاء من الوطنيين بالتشريد والمطاردة والتصفيات وفق قرارات الاجتثاث والمخبر السري والمادة 4 أرهاب وتهجير التغيير الديموغرافي للسكان.

وبعد كل هذا الوضع المآساوي هل سينتخب العراقيون الشرفاء هؤلاء والذي ينطبق عليهم قول الشاعر طرفة بن العبد .. "كلهم اروغ من ثعلب..ما اشبه الليلة بالبارحة"!؟ ان احتمالات الاحجام عن المشاركة والتخلف عن التصويت هو اضعف الايمان واقل ما يمكن ان يفعلوه وان كان غير نافع مع غشاشين ! وان لا يلدغوا مرة أخرى ويخدعوا بالوعود وبعض الوجوه الجديدة، والى ان تحين ساعة قلب الطاولة على رؤوسهم على ايدي أبناء العراق وقواه الوطنية والتقدمية وهوالخلاص الفعلي الذي لن يتحقق الا بتغيير جذري شامل لكل العملية السياسية بعد طرد المحتلين وفي المقدمة المحتل الفارسي .





الاثنين ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة