شبكة ذي قار
عـاجـل










ما من يوم أشعر فيه بالغربة , ما من يوم اشعر فيه بالحزن , ما من يوم اشعر فيه باني يتيم , ما من يوم اشعر فيه باني افتقد الوطن , وافتقد كل عزيز , كمثل هذا اليوم 30-12 من كل عام , يوم ليس كمثل الأيام يوم افتقدت به الأمة أعظم رجالها في العصر الحديث , يوم جعلنا نفتقد العزيز ونفتقد وطنا كان بنقاء الصبح .

ففي كل مرة تتوسد الناس افراحها , وتتوسد محبتها , تجد انها تفتقد شيء عظيم , في كل مرة تتحدث فيه الناس عن الوطن تجد انها قد افتقدت وطنا كان كخيمة البهجة , وعن الفكرة العربية افتقدت من كان يلم الفكرة العربية من اطرافها , والأطفال الذين كانوا يلثغون بالنشيد العربي , التاريخ والحضارة الذي كنا نلمس عبقه في كل شارع , في كل بيت وزقاق , حتى في الغبار الذي يملأ واجهات البنايات ويتراكم في اجواء بغداد كنا نرى له معنى مختلف , بل حتى احزان الناس كان لها معنى ودلالات , نعم حتى الاحزان كان لها بعدا عربيا وشموخ نلمسه في كل مناسبة حزينة , وتلمس فيها الاباء والكرامة والعزة , واعراس الشهداء القادمة من بوابة النصر , وهتافات الطلبة وزغاريد الصبايا , نفتقد قائدا تعلمنا منه عناوين الاباء والشموخ , وتفاصيل الوطن وكيف يمكن ان تكون جزا من امة مجيدة , امة اصطفاها الله من بين الامم لتحمل رسالة عظيمة , هذا اليوم افتقدنا فيه القائد والمعلم والأب والانسان , افتقدنا حضورشعب عظيم خذله الجميع في الواقعة , نفتقد وطنا وشوارعا حمل الغزاة حتى رملها في جيوبهم , نهرين انسرقا , وتاريخ زوره الغزاة وعملائهم . نفتقد عراقا يشبهنا , كان يمد الجميع بكل ما من شأنه بأن يجعلنا نعرف معنى ان نكون أمة واحدة يربطها كل ما هو مشترك , تاريخ -- ارض -- دين -- حضارة -- لغة -- قومية -- امجاد , حتى الهزيمة تشاركنا بها , والخناجر في الاجساد .

نفتقد ذلك الوطن كله , وذلك القائد العظيم الذي كان يضع الحد لتطاول الحكام الخونة , والعملاء الصغار على امتهم وشعبهم . هذا اليوم نفتقد عراقا يشبهنا واصبح سجنا كبيرا لسلب الهويات , وتغيير الأسماء , وطن باعه الجميع في سوق العبيد , وطن تمت ترجمته بلغة الأعداء . نفتقد نخلا شامخا ليبلغ المدى , ورجال تزاحموا على الشهادة والفداء .

كم كانت خريطة الوطن الكبير , ذات معنى , كم كانت ذات وزن أثقل وأسمى , كم كانت متماسكة , لا يسمح للأعداء ولا لأذنابهم مهما حاولوا تمزيقها , كم انا حزين في هذا اليوم , لكني والله ما تمنيت نهاية لعزيز بمثل ما كان بها صدام المجيد , عندما تقدم للموت بنفس المعاني التي عرفناها عنه , بنفس الثبات والاباء , بنفس البطولة والفداء , والايمان الذي لم يعرفه اجيالنا الا في كتب التاريخ عندما كنا نقرأ عن الابطال الخالدين في تاريخنا المجيد , خالد بن الوليد , صلاح الدين , سعد والقعقاع -- فكان صدام هو الحاضر المجيد , والتاريخ الذي ستخلده الأجيال القادمة كمثل ما قرأنا في كتب التاريخ .

-- رحمك الله ايها القائد --
رحمك الله ايها البطل الشهيد
يا من علمتنا ان المقاومة والشهادة هي الطريق للنصر والحياة





السبت ١٢ ربيع الثاني ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس صهيب الصرايرة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة