شبكة ذي قار
عـاجـل










تقيم دول العالم بشكل دائم مسابقة ( ملكة جمال العالم )، وهو مهرجان دولي معترف به عالميا، تحصل الفائزة على اللقب ووصيفاتها من خلاله على امتيازات، بعد ان تقدم برنامجا شاملا يخدم الانسانية، او الاشخاص الاشد ضعفا كاللاجئين والمشردين والفقراء في وطنها، وعلى ان تكون حاصلة على مؤهل علمي جامعي، وسبق لها ان قدمت شيئا يخدم وطنها وشعبها، هذا كله بالإضافة إلى معايير الجمال والخلق التي يجب ان تحملها كل مرشحة، ويجب ان تكون مشتركاتها ومرشحاتها من جميع الدول بعد ان تفوز بلقب ملكة جمال بلدها اولا.

وهنا تكمن المفارقة مع العراق، فمرشحة العراق تحمل الجنسية الامريكية وتعيش في الولايات المتحدة الامريكية، والأدهى أنّها ( خدمت مع الجيش الامريكي المحتل للعراق عام 2003 عندما كان عمرها ثمانية عشر عاماً )، وهذا ما نشر على الصفحة الرسمية للمسابقة ولم تنفه المرشحة عن ( العراق ) ولم يعترض عليه اي مسؤول عراقي ( وطني ).

لطالما طبل اركان حكومات الاحتلال المتعاقبة وابواقهم ومؤيديهم ومريديهم بالسيادة الوطنية وحماية الوطن والخوف على البلد من المؤامرات الخارجية، وهم انفسهم عبارة عن مؤامرة داخلية تنهش في جسد الوطن.

فكيف يمثل العراق بشخص لا يحمل جنسيته، وكيف يمثله من عمل مع الاجنبي على احتلاله وتدميره واذلال شعبه، فعن ماذا ستتحدث هذه ( المرشحة ) عن اي برنامج انساني؟ وعن اي انجازات قامت بها؟ هل ستحدثهم عن بيوت تهدمت فوق ساكنيها بواسطة الجيش المحتل! ام عن اطفال تيتموا، وفقدوا اطرافهم، وامهات ثكالى وزوجات ارامل! ام عن سجون الاحتلال، ام عن عصابات قادتها جيوش الاحتلال واتت بها إلى أرض العراق الطاهرة! .

ولكن لا غرابة بأن ترشح عن العراق شخصية لا تحمل جنسيته، فإذا كان من يحكم العراق اليوم لايحمل جنسيته، ولا ولاء لديه لأرضه وشعبه، وسفراء العراق كل واحد منهم يحمل جنسية البلد الذي يخدم فيه، ووزراءه ومن هم بدرجتهم كل واحد فيهم يحمل جنسية مختلفة غير العراقية، ويخدم اجندة مختلفة، فلماذا لاتكون مرشحة ملكة جمال العالم (عن العراق) تحمل جنسية البلد الذي احتل العراق واوصله إلى ما هو عليه اليوم.

ولكن نقول ألهذا الحد هان الوطن ؟! ألهذا الحد رخصت الدماء التي اريقت على ترابه لتحميه؟! ألهذا الحد وصل الوضع بالحكومة السفيهة، بأن تملئ عليهم الامور إملاءً، ويتعاملوا مع ما يدور حولهم من منطلق الامر الواقع وليس من منطلق المتحكم بالامر، او على الاقل البادئ به، على اساس ان اسم العراق قد تم وضعه تحت اسم المرشحة!

أين المتشدقون بالوطنية ونظريات المؤامرة ؟ واين هم النائحون ليلا ونهارا على اسم العراق واستقلاله وقراره المستقل وكرامته وسيادته الوطنية ؟ فإذا كانت مرشحة العراق امريكية، واقطاب الحكومة من حملة الجنسيات الاجنبية، فلا عجب ان يحكم العراق غدا من يحمل جنسية اسيوية!! فمن الممكن ان يمثله اي شخص في العالم ما دام السراق بخير وجيوبهم عامرة!!

لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج
٢٨ كانون الأول ٢٠١٧





الثلاثاء ٩ ربيع الاول ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة