شبكة ذي قار
عـاجـل










1. ان الدور والتمدد الإيراني له أبعادا وأهدافا ترتبط بمفهوم ( تصدير الثورة ) الذي رفع شعاره الخميني منذ مجيئه للسلطة وأراد بذلك احتلال العراق في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، وشن العدوان وبدأ الحرب على العراق والتي استمرت ثماني سنوات ، فرضها النظام الإيراني على العراق فرضاً بسبب تعنته وإصراره على استمرارها رغم موافقة العراق على جميع الوساطة والمبادرات العربية والإسلامية والقرارات الدولية ، إلى أن تجرع هذا النظام السم بانتصار جيش العراق جيش الأمة عام 1988 على قواته المعتدية ، والحق به هزيمة كبيرة.

2. وبعد احتلال العراق الذي كان لإيران دور مباشر فيه من خلال تعاونها مع الأمريكان في تسهيل الاحتلال للعراق ومن قبله أفغانستان ، فقد بدأت صفحة جديدة من العدوان الإيراني باحتلال صريح للعراق مع هيمنة كاملة على إدارة وقيادة العملية السياسية وبالتنسيق والاتفاق مع الأمريكان .. وتشكيل ميليشيات مسلحة ومدربة مرتبطة بفيلق القدس الإيراني لإدارة شؤون الأمن والدفاع والاقتصاد وغير ذلك وهي المنفذة لسياسة إيران في العراق كما هي في بقية الاقطار العربية.

3. وأن الخطورة التي اكد عليها البعث للدور الإيراني ليس بالحرس الثوري أو فيلق القدس أو الأجهزة الأمنية أو الجيش الإيراني وأسلحته وجواسيسه فحسب وانما بتكوينها ميليشيات عميلة تابعة لها من أبناء تلك البلدان العربية يدينون لها بالولاء والطاعة والقتال بالنيابة عنها كما يفعل حزب الله في لبنان ، والحيثيون في اليمن ، والميليشيات والأحزاب الطائفية في العراق ، وما يسمى حركة الوفاق في البحرين ، وغيرها من الخلايا النائمة والعملاء في عدد من الأقطار العربية في المشرق والمغرب.

4. وأن الإمبريالية الأمريكية بعد اندحار جيوشها وهروبها من العراق قد سلمت العراق لإيران الفارسية الصفوية .

5. وان الاسباب التي اشار لها البعث حول تسليم العراق من قبل الامبريالية الامريكية لإيران هو للمزيد من الانتقام من هذا الشعب العظيم ونظامه الوطني الذي ركعها وحجمها وقزمها وأنهى قطبيتها الواحدة المتفردة المنفلتة ولأن أمريكا تعرف مدى عمق وحقد وحنق وكراهية الفرس المجوس للعراق وقيادته وشعبه وأمته .

6. وان السبب الذي جعل من الامبريالية الامريكية ان تصنع لها مظلة دولية وباسم الشرعية الدولية لتجعل من ايران مستفحلة بالعراق هو كي تقتل وتدمر وتشرد وتهجر العراقيين تحتها حتى استفحلت إيران وطمعت بأكبر مما كانت تريده لها أمريكا فاحتلت العراق احتلالا عسكرياً مباشراً وبالغطاء الأمريكي نفسه ، وتحت الخيمة الأمريكية نفسها .

7. ومثل البعث الاحتلال الايراني من خلال تواجده اليوم على أرض العراق أكثر من اثني عشر ألف جندي إيراني من الحرس الثوري وفيلق القدس ومركزهم في محافظة ديالى ويتوزعون في محيط بغداد إلى صلاح الدين ، أي إلى تكريت وبيجي ، ومن محيط بغداد إلى الأنبار إلى النخيب والحدود العراقية السعودية ويتواجدون بشكل مكثف في كربلاء والنجف والبصرة وما صنعته ايران من ائتلاف صفوي حاكم يُدين بالولاء المطلق والطاعة والمتابعة لولي الفقيه الإيراني بحيث لا تستطيع الحكومة الصفوية ان تتصرف او تعمل او تصدر أي قرار في المسائل المهمة إلا بأذن وبموافقة من ولي الفقيه أو ممن يمثله .

8. وإن كل ما يظهر في الإعلام من تقاطعات واختلافات وسجالا سواء داخل الائتلاف الصفوي الحاكم أو داخل الحكومة وأجهزتها أو بين عناوين العملية السياسية فهو مبرمج ومُمنهج من قبل إيران وعملائها للتغطية وللتخفيف من وطأة المشروع الصفوي الاستعماري البغيض ولتسهيل هيمنته وسيطرته على العراق.
9. وان ايران تسيطر من خلال الأحزاب الصفوية على كل مفاصل المؤسسات الرسمية المهمة في حكومة العملاء مثل الجيش والأمن والمخابرات والاستخبارات والتربية والتعليم العالي والثقافة والإعلام ثم التعبئة الدينية الطائفية الصفوية.

10. وان ايران تحكم وتشدد قبضتها على العراق وعمليته السياسية ومؤسساتها بأذرع مسلحة وضاربة وهي أكثر من مئة ميليشيا ترتبط مباشرة بها وتستلم أوامرها مباشرةً من ولي الفقيه أو ممن يمثله ، وهي المسئولة عن التهجير والتشريد والقتل والحرق والسلب والنهب ، وهي المسئولة عن التغير الديمغرافي الخطير في مناطق معينة ومحددة في العراق وقد حققت أهدافا خطيرة للغاية في هذا الميدان.

11. ولئن استقر الحكم والهيمنة والسيطرة لإيران وعملائها وأدواتها في العراق سيعلن الاتحاد ( الاندماجي ) بين العراق وإيران تلبيةً لمنهج تصدير الثورة أو اهدافها ولبناء دولة المذهب الكبرى أو بناء الدولة الإسلامية الكبرى كما يزعمون .

12. وان إيران تحتل العراق بجيشها وحرسها الثوري وأجهزة مخابراتها وعملائها وميليشياتها وبواسطة الأحزاب الطائفية المؤتلفة في التحالف الصفوي الحاكمة والمرتبطة بها وهناك أحزاب وكتل وأفراد مشتركون في العملية السياسية من خارج التحالف الصفوي قد اشترتهم إيران يدينون بالولاء لإيران كالحزب الإسلامي الطائفي العميل ، وهو حليف وعميل للفرس الصفويين ومنفذ لمشروع الاحتلال مثلما هو عميل وأثبت عمالته للأمريكان والمحتلين وكذلك أشخاص آخرين في العملية السياسية ، إذا لم ترض عنهم إيران لا يمكن أن يستمروا في مناصبهم الزائفة.

يتبــــــــــــــــع ..





الخميس ٢٨ محرم ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الحسين البديري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة