هل مات الفنان
 شهيدا في غربته ..
 أسيرا لمواقفه ..
 وجع الغربة ينبض في رئتيه ..
 والدمع الحارق أدمى عينيه ..
 لكنه بقي مرفوع الرأس ..
 شامخاً ثابتاً على قدميه ..
 مات
 وفاضت روحه إلى بارئها ..
 وبكى لموته حتى عزرائيل ..
 فكيف يقبض روحك أبا نواف ..
 أيها الرجل النبيل ..
 وكيف لا يبكيك ملك الموت ..
 وهو يسمع نواح نساء بلادي ..
 ويرى الرطب ..
 يتساقط في خجل من أعثاق النخيل ..
 وما عاد ماء دجلة والفرات ذاك السلسبيل ..
 بعد ان دنسه محتل وخائن وعميل ..
 أبا علي أيها الشهم الأصيل ..
 ها أنا أراك في سماء بغداد ..
 يبزغ نورك كالقنديل ..
 الكل يدنو منك ..
 يحمل بين يديه ..
 من الورود أكاليل ..
 لن نستسلم من بعدك لقول أفاق ..
 ونحن على خطاك عنها لن نحيد أو نميل ..
 لذا أيها الساكن منا العيون ..
 نستودعك الله العزيز الجليل ..
 أرقد منا في القلوب ..
 فقبرك بين الضلوع ..
 تراب عليك لن نهيل ..
 والموت يا ابا نواف لإرث مجدك لن يزيل ..
 فأنت خالد أيها الخالد في الضمائر ..
 يا صاحب الفن الجميل ..
 رحماك ربي رفقاً برفيقنا ..
 رفقاً بمن حملته إليك ..
 ملائكة السماء بكل تبجيل ..
 فهذا القادم نحوك هو ..
 ابن العراق ..
 ابن حدبائها ..
 مخلدنا ..
 الذي ليس له مثيلا أو بديل ..
 رحمك الله رفيقي وأخي وصديقي
 مخلد المختار وإلى جنات النعيم
 أن شاء الله