شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا تقول الولايات المتحدة الامريكية قائدة الحملة الدولية للـ "الحرب على الارهاب" عن التنسيق الايراني ـ السوري الذي افضى الى الاتفاق المعلن بين حزب الله اللبناني وداعش على نقل قيادات وعناصر الأخير من شمال لبنان الى مدينة دير الزور السورية التي لاتبعد اكثر من 100كم عن الحدود العراقية !؟ وماذا عن الحكومة العراقية التي تعلم بالاتفاق الفضيحة ، وهي المتورطة بحرب مكلفة تشنها ومنذ اكثر من سنتين عليه تحت شعار " الحرب على الإرهاب " بدءاً من الانبار والفلوجة ومن ثم في الموصل واليوم في تلعفر وغداً في الحويجة فشرق الشرقاط ،ومن يعلم فقد تمتد، وهو اكيد، الى مدن غرب الفرات العراقية ( راوة وعانة وكبيسة والقائم ) بعد ان وصلت طلائع قافلة سيارات ( نصر الله ) المكيفة التي تقل "الدواعش" الى البوكمال السورية ، فيما توقف الاخرون في الصحراء بين العراق وسوريا ، اذ تعرضت قافلتهم لغارات جوية للتحالف الدولي واغلبها روسية ،وكذلك بعض الغارات الامريكية وذلك لذر الرماد في العيون والتظاهر بعدم العلم بالاتفاق والتظاهر بعدم السماح بتنفيذه ، وهو مجرد ادعاء فعوائل عناصره من الشيشانيين نقلتهم طائرات بعلم الناكرين ومعرفتهم ،فقد تعاملوا مع الاتفاق الذي انتشر وفقاً لحسابات كل طرف ومصالحه ، فالروس ،بالتأكيد يهمهم حليفهم الإيراني الى جانب مصالحهم اذ التنسيق جار مع طهران التي تسعى الى بسط نفوذها عسكرياً على المثلث الحدودي من خلال هؤلاء وحزب نصر الله والحشد العراقي والقوات والمليشيات المرتبطة بنظام الأسد وصولا الى الجنوب اللبناني وفق مخطط طهران السيطرة على هذا " الممر الشيعي " الهام ؟! والتساؤل .. هل الارهاب انواع وألوان ؟! وهذا إرهاب مسموح به والأخر ممنوع ؟وهل ان الدماء التي تراق غالية واخرى رخيصة ؟ ،ولماذا منعت القوى الكبرى الاتفاق على تعريف موحد للارهاب فتركته سائباً ( مطاطياً ) تطلقه على هذا دون سواه حتى وان كان اكثر ارهاباً وخطراً على الإنسانية !! وهل الحرب على الارهاب يستثني المسبب ومن اوجد المنظمات والميليشيات الارهابية ودرّب ومدّ بالمال وسلّح واحتضن، ويمسك باحدها كضحية يجعلها شماعة يعلق عليها ما يريد! نعم داعش هي منظمة إرهابية ارتكبت ابشع الجرائم من ازهاق للأرواح وسفك للدماء البريئة والاعتداء على النساء على مدى اكثر من ثلاث سنوات! ولكنها لم تكن المنظمة الارهابية الوحيدة في المنطقة والتي ظهرت بعد احتلال العراق عام 2003 وتدميره وتمكين ايران من التمدد لتصل حد الوقاحة بمسؤوليها التباهي من وقوع 4 عواصم عربية تحت نفوذها؟ ألم يحصد هذا الوضع مئات الألوف بل بضعة ملايين من الأبرياء في العراق وسوريا واليمن؟!

اذ كان العشرات والمئات من ضحايا القصف اليومي على رؤوس الاهالي بالبراميل المتفجرة من قبل قوات وميليشيات الحكومتين السورية والعراقية وبمشاركة الطيران الإيراني والروسي والتحالف الدولي؟ وماذا عن الارهاب الايراني على الساحتين العراقية والسورية وتغذيتها الإرهاب على الساحة الدولية ؟ ألم تكن واشنطن هي السبب في اطلاق عنان ايران واستهتارها؟ ألم تكن داعش من صنيعتهم ، وهم من اوجدوها وسلحوها ودربوا عناصرها في معسكرات إيرانية ؟ ألم يعترف الامريكان من ان المخابرات المركزية ( سي آي آي ) هي من اوجد القاعدة واسامة بن لادن وطالبان في افغانستان؟ وبسبب سياسة واشنطن وتواطئها مع ملالي ايران لما ظهر هؤلاء على الساحة العراقية إضافة الى عشرات المليشيات المرتبطة بايران فاقت الـ 100 ميليشيا والتي تشكل اليوم قوات الحشد ( النسخة العراقية من الحرس الإيراني ) والتي امتدت بارهابها الى الساحة الدولية واقترفت، وما زالت وبدعم السلطة، ابشع المجازر وشرّدت وهجرت الملايين من العراقيين والسوريين على وجه الخصوص!!

ولماذا لم يتحرك دعاة الحريات وحقوق الانسان والضميرالامريكي والمجتمع الدولي على ما يجري من فظائع وجرائم في العراق منذ ما يقرب من 15 عاماً، وفي سوريا منذ اكثر من 5 أعوام !!؟ ولماذا الصمت على الدماء البريئة التي تسفك والدمار والتشريد في تلعفر والحويجة اليوم وقبلها الموصل وغداً غرب الفرات؟! ولماذا الاصرار على حماية سلطة المليشيات في بغداد ودعمها ومنع التغيير واستبدال العملية السياسية رغم الفشل والفساد والارهاب !؟ ولماذا أغمضت الاعين وصمت الاذان ازاء ماحصل لاهل الفلوجة من موت ودمار وتشريد، ألان رجالها الرجال هم من لقنوا قوات الاحتلال الاميركي دروسا في الشجاعة والبأس والوطنية! ان الإرهاب والحرب عليه بحملة دولية تقودها الولايات المتحدة هو جزء من الخطة الامريكية وبمشاركة إيرانية والتي ترمي الى تدمير المنطقة العربية الهامة والاستيلاء على ثروات العرب وما تكتنزه أراضيهم من خيرات ونفط وغاز ولصالح الامبريالية والحركة الصهيونية وبما يعزز قوة وتسّيد ربيبتهم "إسرائيل" على المنطقة ، وها هو اليوم الذي ينفضح فيه ما حاولت طهران التستر عليه من رعايتها للارهاب فضلاً عن ممارسته كدولة ومنظمات إرهابية ترتبط بها ومن صنيعتها وذلك بالاتفاق الفضيحة لابرز حليفين استراتيجيين لها والذي عدته طهران بانه اتفاق انساني ؟! فقتل الأبرياء على يد الحرس والباسيج والمنظمات الإرهابية انسانياً كحماية القتلة وفق عقيدة ملالي ايران !!!! . .





الجمعة ١٧ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة