شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ تغيير الادارة الأمريكية بتسلم الرئيس الجديد ترامب والتوقعات تنهال عبر مقالات أغلبها تكتب من عراقيين من الذين والوا الغزو والاحتلال الامريكي عام ٢٠٠٣ غير انهم لم يتوافقوا مع حكومة الخضراء الايرانية ومنهم من شارك بالتهام بعض الكعكة ثم ولى هاربا يحمل معه ملايين الدولارات و اتهامات فساد وغيرها. وكانت زيارة ترامب للملكة العربية السعودية وما نتج عنها من اتفاقات معروفة مناسبة لتصعيد ( اعلام التغيير الامريكي المحتمل ) ومن ثم نفث المجتهدون في هذا المسار تحليلات جديدة واستنتاجات وتوقعات بعد اعلان حكومة الاحتلال عن ( تحرير ) الموصل الذي كان في حقيقته اعدام للمدينة و أهلها ساهمت به الولايات المتحدة ومن تحالف معها من دول أوربية وبعض دول المنطقة.

اتجاهات التغيير المطروحة :
يطرح الاعلام الموجه للترويج للتغيير الامريكي والذي يمتلك خيوطا من تسريبات مخابراتية أمريكية وغيرها خطوطا عامة لتغيير الاحوال في العراق تتضمن :
١- انهاء سلطة ايران وأحزابها وميليشياتها في العراق.
٢- اعادة تأهيل العملية السياسية عبر تشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة انقاذ أو علمانية الى غير ذلك من التوصيفات.
٣- تضييق الخناق على أو ابعاد الاحزاب ( الدينية ) التي تعاقدت معها أميركا للتوظيف في عمليتها السياسية في مؤتمر لندن وعلى هوامشه.
٤- عدم تجديد العقود التي سبق وجددت لسبع سنوات وانتهت الان بعد انتهاء السنة ١٤ للاحتلال.
٥- انهاء خدمات ما يسمى بالحشد الشعبي ( الموالي لولاية الفقيه ) والمليشيات الاخرى بعد انتهاء حقبة الارهاب الداعشي.
٦- أعادة تشكيل وزارتي الدفاع والداخلية والتشكيلات التابعة لها للتخلص من قبضات المليشيات وهيمنة ايران.

وبغض النظر عن واقعية هذا البرنامج ونسب النجاح المتوقعة له وبغض النظر عن الاغراق في تصوير وتصور الافتراق الامريكي الايراني بعد أن أدى التوافق بينهما الى تسليم العراق للاحتلال الايراني من قبل أوباما وادارته انتقاما للخسائر التي أحدثتها المقاومة العراقية في القوات والمعدات الامريكية وباقي دول حلفها الشرير المجرم وبغض النظر عن كون أميركا أصلا هي من وافقت وشجعت على انتشار المليشيات بل وسلحت ومولت بعضها ودمجتها بالجيش الجديد والقوات الأمنية وسمحت لمعظمها بالانضمام للعملية السياسية، بغض النظر عن هذه التفاصيل وسواها الكثير فإننا نرى ان الغوص والغرق في تفاصيل التفاؤل والتوقع لتغييرات أمريكية على عمليتها السياسية يصطدم بوقائع على الارض ليست سهلة.

عقبات ميدانية بوجه التغيير المتوقع والمنتظر :
لن نقول باستحالة التغيير لمن يرونه قريب وعميق لكننا ندرك ان المستنقع الذي غرقت فيه الولايات المتحدة في العراق قد ازداد تعقيدا وصار جد شائك بسبب الغلطة الفادحة التي ارتكبتها بتمكين ايران ليس سنة ٢٠١١ فقط بل سنة ٢٠٠٣ بدءا و أصلا. وقبل أن نسطر قناعتنا هنا نقول ان اميركا لم تخطئ سنة٢٠١١ فقط بل أجرمت وأثمت سنة ٢٠٠٣ بغزو العراق واغتيال نظامه الوطني مرة وبالاعتماد وتمكين الاحزاب الايرانية في عمليتها السياسية مرة ثانية.

لكي تخرج أميركا من فضيحتها وفجيعتها المتعلقة بتمكين ايران في العراق عليها ان :

أولا : أن تنسحب من العراق نهائيا وتترك أبناءه يقررون الطريقة التي يحررونه بها من الاحتلال الايراني وهذا مستبعد أن تقدم عليه أمريكا.

الثانية : أن تتفق مع شرائح من المتضررين من الاحتلال الايراني وتجندهم وهذا الخيار ليس سهلا.

الثالثة : أن تلغي عمليتها السياسية بالكامل وتبدلها بمتعاقدين جدد وهذا سيتطلب مواجهة ايران عبر مواجهة الذين مكنتهم أميركا من ادارة العملية السياسية، وهم ايرانيون وموالون لإيران، واستفادوا خلال الاربعة عشر سنة الماضية في ترسيخ قواهم من خلال العملية السياسية وعبر فتح الحدود مع ايران للحد الذي صار معظم العراق ضيعة ايرانية.

اننا ندرك تماما معنى الاصولية الدينية المتطرفة التي تتمترس ايران خلفها داخل حدودها وفي البقع العربية التي اخترقتها وسادتها تحت ظلال الحماية الامريكية. ندرك ارهابها وتغولها وجشعها وهمجيتها ووحشيتها وتمسكها بالمكاسب التي أنجزتها في العراق وسوريا وباقي الاقطار العربية.

وعليه نحدد بنقاط :
١- ميليشيا بدر وحزب الله اللبناني والعراقي والعصائب وحشد السيستاني ستقاتل الجيوش الامريكية اذا أرغمت على ذلك وحين يصير الخيار أمامها واحدا.
٢- ان أذرع ايران المذكورة آنفا تمسك الارض وايران لن يرمش لها جفن لو دمرت كل مدن العراق وتم إبادة كل الميليشيات التابعة والموالية لها لأنها ليست فارسية في كل الاحوال ولان معركة العراق بالنسبة لها معركة مصيرية لجهة تشكيل الامبراطورية الفارسية على أرض العرب. ٣- ان خيار الحرب لا يبدو خيارا قريب التوقيت واميركا لا تتضرر كثيرا من هيمنة ايران بل تخدمها سياسيا وعسكريا.

٤- وهذه نقطة جوهرية : ان ايران وأذرعها ستتحايل على أميركا وتغيير جلدها وتدخل الانتخابات بأسماء وعناوين وكتل مختلفة غير ان هذه التغييرات القشرية لن تبدل شيئا من واقع السيطرة الايرانية الاحتلالية ولن توقف تنفيذ برنامجها التدميري للعراق وتغيير البنية الاجتماعية لصالحها تحت غطاء مذهبي معروف.

الحل العراقي :
اذا تحلت الادارة الامريكية بأقل قدر من الحكمة فان الحل هو أما أن تنسحب من الاتفاقية الأمنية وهذا يفتح خيارات واسعه أمام شعب العراق وقواه الحية السياسة والمقاومة أو أن تلجأ للتفاهم مع المقاومة العراقية على مسارات استقلال ناجز وضمان للمصالح المشروعة وطبقا للحقوق الوطنية التي تتبناها المقاومة. اننا نرى أن هذا الخيار هو الافضل لأمريكا للتخلص من مآزقها السياسية والاقتصادية والاخلاقية دفعة واحدة ذلك لان المقاومة العراقية الباسلة هي الممثل الحقيقي والوحيد لإرادة العراق وشعبه واميركا هي المسؤول الاول عن العدوان الاجرامي على هذه الارادة وما ترتب على العدوان من كوارث. ان بوسع مقاومة العراق المعترف بها من قبل الولايات المتحدة ومن يتبع سياساتها في المنطقة وخاصة من النظام العربي ودول أوربا ان تكون بيضة الميزان وهي الحل الناجع لطرد ايران طردا نهائيا ووضع حد لإرهابها وتغولها واعتداءها على سيادة الدول العربية المجاورة لها والبعيدة عنها وبأنواع متنوعة من وسائل العدوان تحت أغطية مزيفة للدين والمذهب.

وفي كل الاحوال فان احجام أميركا عن هذا الحل ومنه تبني المشروع الوطني للبعث لن يترتب عليه سوى اطالة أمد خسائرها وانهياراتها السياسية والاخلاقية والمقاومة العراقية هي الحل في نهاية المطاف وأميركا ستدفع تكاليف الازمنة المضافة.
 





الجمعة ١١ ذو القعــدة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أب / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة