بيان حول مشاريع التقسيم

يا جماهير أمتنا العربية المناضلة
يا أبناء شعبنا السوري العظيم
أيها الأحرار الشرفاء أينما كنتم تحية المصير الواحد
ما كان يتداوله المثقفون في منتصف السبعينات على استحياء وفي نطاق محدود من أن هناك مخططا" خطيرا" وضع لبناته الأولية صاحب نظرية الخطوة خطوة الصهيوني كيسنجر بعد حرب تشرين التحريكية فرعاه ورسم بنوده بريجنسكي بهدف تقسيم الأمة العربية إلى كانتونات طائفية ودينية وقومية وأثنية تسمح للكانتون الصهيوني بالسيطرة عليها، هذا المخطط الخبيث بدأ بمجئ الخميني إلى السلطة بأيران، وأوكل إليه دور تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة، فتصدى له عراق الشهيد صدام حسين واجهضه بعد حرب ضروس امتدت من 4 / 9 / 1980 إلى 8 / 8 / 1988 ، فكان لابد أن ينزل الرعاة بأنفسهم فكانت حرب الخليج الثانية في عام 1991 صمد لها العراق صمودا مشرفا فجن جنونهم فغزوه في عام 2003 م ليسقطوا قلعة الصمود العربي فغدا المخطط الصهيوني عاريا من أي محاولة للتغطية عليه، حين أتبع بريمر سياسة طائفية وإثنية في تقسيم العراق.

ومع أحداث الربيع العربي وخروج الجماهير إلى الشارع تعبيرا عن رفضها للهيمنة الاستعمارية الصهيونية وتحقيق الحرية والكرامة وتحرير الأرض، فتصدت لها الأنظمة الوظيفية الخائنة وجرت مجازر بحق الشعوب بغية إسكاتها وتأديبها وخير مثال ما جري ويجري في العراق من تدمير وذبح للشعب. لقد كشفت الأحداث عن حقيقة المخطط وأن ساعة تنفيذه أزفت لنرى بأعيننا من دون أدنى ريب مايعلن اليوم بأسلوب أو أخر لتقسيم المنطقة العربية بدءا من العراق وسوريا وبعد أن وضعت سوريا بنظامها المجرم تحت الوصاية الدولية، وأصبحت في ارض الواقع خمس كنتونات هزيلة كمقدمة للتقسيم.

أيها المناضلون الأحرار: المشروع التقسيمي سيعيد المنطقة إلى أسوأ مما كانت عليه تحت الانتداب الاستعماري في القرن المنصرم، وسيفقد الأمة هويتها ووجودها، وجذورها التاريخية ويحرمها من رسالتها ومستقبلها، وسيبقى الهيمنة عليها إلى أمد طويل لن تجد لنفسها انفكاكا" أو خلاصا" منه. إننا ندعوكم أن تعوا ما يحاك لكم، وأن تشحذوا الهمة للوقوف بوجه المخطط التقسيمي، وأن تتحملوا مسؤوليتكم التاريخية والأخلاقية ونهيب بالأنظمة العربية أن توقف تهالكها وسقوطها وارتمائها بأحضان المستعمر البغيض، ونحذرها من أي دور خياني اخر يساهم في دعم التقسيم أو الاعتراف به أو التسليم لواقع مصطنع صنعه الاستعمار والصهيونية ومحبيها الشعوبية الإيرانية، وكذبة داعش المفضوحة. ونؤكد أن التاريخ والأجيال لن ترحم كل من يساهم أو يتهاون في تنفيذ هذا المخطط الخطير، مثلما نؤكد أن الأمة بكل ما فيها ستبقى متماسكة وقوية وعصية وماضية في تحقيق آمالها في الوحدة وتحقيق مشروعها القومي العربي الحضاري .

إن بعثكم الذي عرفتموه مقارعاً صلباً بكل أعداء الأمة، يعدكن يأن نناضل بكل ما أوتينا من قوة، مستلهمين العزم من جماهيرنا العربية العريضة في سوريا وسائر أقطارنا العربية.
المجد والخلود لشهداء الأمة العربية المجيدة

عاش شعبنا العربي السوري العظيم محطم المؤامرات

أواسط تموز / ٢٠١٧
قيادة تنظيم القطر السوري لحزب البعث العربي الاشتراكي