شبكة ذي قار
عـاجـل










في المراحل السياسية المختلفة التي يمر بها العراق تتغير التحالفات، كما تتغير الخصومات السياسية ، ذلك أمر منطقي تعلمه دروس التجارب الوطنية والسياسات المنطقية الصائبة، المعمول بها في كل مرحلة من مراحل النضال.

وعندما تعرض العراق الى الغزو والاحتلال ، استهدف الاحتلاليون وعملائهم في مقدمة مهامهم حزب البعث ، ونظام البعث، وقيادة البعث، ثم شَرَّعوا قوانينهم الاجتثاثية باستهداف اقصاء البعث وجمهوره ومناصريه عن الحياة السياسية بشتى الوسائل الانتقامية القذرة.

ورغم وضوح افكار وعقيدة البعث لدى الجميع، الا ان الانطلاق والاستمرار في معاداته كفكر، وعقيدة سياسية، باتت لوثة عقلية انتقامية عند البعض، تعكس مدى ضحالة المروجين لها ، وتكرارهم الساذج لبعض منطلقاتهم الظلامية الحاقدة بتصنيف البعث تارة الى،" بعث صدامي"، و آخر " بعث غير صدامي" ... الخ. ، ظنا منهم ان ذلك يقدم كعربون استجداء سياسي لاعداء العراق، وكشفاعة لهم لكسب ود وقبول رضا الفرس الصفويين واتباعهم الشعوبيين ،وحتى تملقا لقوات الغزو والاحتلال الامريكي.

ورغم مرور 14 عاما على الغزو واحتلال العراق ، ظهرت للعالم وللعراقيين خاصة معطيات كثيرة عن دور حزب البعث العربي الاشتراكي في مقاومة الاحتلال وتقديمه التضحيات الجسام من خيرة مناضليه وقادته في معركة تحرير العراق، اضافة الى ماقدمه البعثيون من مبادرات ومساهمات وطنية هامة من اجل بناء تحالف وطني عريض يضم كافة القوى الوطنية الرافضة للاحتلال والعملية السياسية، وقد تجسد ذلك في مشروعه الوطني ورؤيته الثاقبة للحل السياسي الامثل في العراق، الا انه وللأسف لازلنا نعاني من اطروحات عبثية ، ورؤى ظلامية، للبعض، تستمر في محاربة البعث والتشدد في قضية الحوار الوطني معه، وتستمر محاولات استبعاده وعزله، بل نرى ان هناك من يبالغ في سوق المزايدة الفكرية بمعاداة البعث، كفكر قومي تقدمي، ونسمع هذا في حالات متكررة من أفواه ببغاوات العملية السياسية، ومن يلتحق بهم، من هنا وهناك، وكأن الافصاح بمعاداة البعث بات وسيلة رخيصة لاسترضاء الدعوجيين وبعض الاسلامويين وامثالهم من عملاء الاحتلال.

والادهى من ذلك ان تطرح مثل هذه الافكار الظلامية بمناسبة او اخرى، كما فعل المدعو خميس الخنجر في الاساءة أخيرا الى البعث، ونعته بالعنصرية في سياق ترضيته وقبوله الانخراط في العملية السياسية الكسيحة التي تلفظ انفاسها يوما بعد يوم.

اننا ننصح امثال هؤلاء وغيرهم في ان " البعثفوبيا" باتت حالة مرضية عندهم وحدهم، ولدى البعض ممن يطرحها هنا وهناك لقطع الطريق على اي حوار وطني جاد لانقاذ العراق، وهؤلاء يعلمون جيدا ان طريق الحل لأي مسار وطني مستقبلي جاد ينقذ العراق لا بد ان يمر عبر الحوار مع حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته التاريخية ، وحلفائه في الجبهة الوطنية العراقية ، ونرى ان ليس من مبرر منطقي ان تروج تلك الاراجيف والدعايات البليدة في شيطنة البعث ومعاداته، رغم علمهم انه سيبقى احد ركائز العمل الوطني والقومي الاساسية والهامة ، كونه حزبا اشتراكيا عربيا تقدميا مقاوما مضحيا بلا حدود من اجل القضايا الوطنية والقومية.





الاحد ٢٢ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة