شبكة ذي قار
عـاجـل










البيع والشراء .. ثمة من يبيع ثم يعود ليشتريد وثمة من يشتري ويضطر للبيع. فليس كل من يشتري يبقي ما بحوزته أبد الآبدين ولا كل من يبيع، ومنهم من يبيع تحت ظرف ملجئ، ثم يعود ليجني ما باعه في الظرف الحاكم.

لسنا بصدد الحديث عن سوق البيع والشراء حصراً وتحديداً بقدر ما نحن بصدد الإشارة إلى البيع والشراء في عالم السياسة. بل اننا نريد الخوض في هذا الأمر بقدر من التجرد وبحضور النية الصافية لوجه الله ولمصلحة أوطاننا وأمتنا.

حصلت ظروف وحضرت تداخلات كثيرة في أحداث السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي أجبرت العرب الرسميين على الاحتراب والاختلاف والتقاطع وانسحبت دون شك على جماهير أمتنا مخلفة استقطابات حادة بين أطراف الصراع والمساندين إقليمياً ودولياً والدافعين من وراء الستر والحجب.

فباع من باع وأشترى من اشترى وما زالت سوق المواقف تعج بالمتغييرات وتبادل الأدوار. وإذا تمكنا من فصل خليط الملح والسكر والرمل أو جففنا محاليل الماء والملح وعزلنا المكونات وأعدناها الى أصولها بعد أن سطر التاريخ صفحات ما بعد غزو العراق وتثبتت المتشاكلات والمتفاهمات والمتضادات والمتقابلات والمتلاقيات وبان الغث من السمين واتضح :

أولاً : ان عملية بيع النظام العراقي كانت صفقة خاسرة ليس مرتين فقط بل ألف مرة. ومن باع قد خسر العراق وخسر المعاملة كلها ( BAD DEAL ) و كذلك جعل الشاري يخسر في صفقة غير شرعية ولا قانونية ولا أخلاقية. فلقد اتضح للقاصي والداني ان العملية لم تقتصر على النظام المباع بل شملت العراق دون علم البائع أو على الأقل انه لم يحسبها صح.

ثانياً : ان صفقات شراء المواقف قد عاونت أصحابها للتخلص من النظام العراقي مع ان قناعاتنا ان البعض دفع ثمناً باهظاً لذلك دون مبرر. فروسيا مثلا ما كانت قادرة على التدخل حتى لو لم تستلم أربع دولارات وليس أربعة مليار دولار لأنها كانت تئن تحت خسارتها المروعة في الحرب الباردة. ثم، ان روسيا استلمت بعض ثروتنا العربية واستفادت وهي نائمة ثم نهضت لاحقاً لتصفع وجوهنا جميعا بتحالفها مع إيران وغزوها لسوريا على غير ما أرادت أو رجت أو توقعت صناديق الدفع المنكوبة بخسائرها المزدوجة.

نعود إلى الأهم في ما نود الافصاح عنه هنا وبعد أن وقع الفأس بالرأس: بعد أن تبين ما لعمليات البيع والشراء من أضرار فادحة ليس على العراق الذي تم بيعه و على شعبه فقط بل على كل الذين شاركوا عملية البيع، هل سيعود الذين فرطوا بالعراق ليشتروه مجدداً، ليس حباً فيه نحن واثقون انه يملأ صدورهم رغم زبد الغيض والبغضاء، فقط، بل رحمة بحالهم وحال العرب الذين يحكمونهم ولترميم بعض ما هدم بسبب صفقات بيع العراق.

إن عودة العرب الرسميين وتفكيك اصطفافات ما بعد عاصفة الصحراء سيئة الصيت بات ضرورة قومية ووطنية حياتية. وعودة العراق الذي يشكل الحصن الحصين لذاته ولأشقاءه لها ممر واحد هو إسناد ودعم والاعتراف العلني بالمقاومة العراقية.

ذاك أولاً:
أما ثانياً
فعلى العرب كلهم أن يراجعوا سياساتهم وينتهوا من العداء وصناعة التآمر ضد بعضهم البعض وهذا يتطلب التخلي فوراً عن معاداة القومية العربية وفكرها وتنظيمات القوى السياسية العاملة تحت رايتها بعد أن بانت عورات كل اللاعبين تحت غيوم الصفقة و… الانتقال فوراً إلى مرحلة تفكيك الأحزاب الطائفية والمذهبية والعرقية التي برهنت أنها عدوة للعرب وللأديان وللإنسانية. 





الخميس ٢٢ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة