شبكة ذي قار
عـاجـل










سألني أكثر من سائل عن "الهيئة العربية لمقاطعة المشروع الفارسي"، التي أطلقتها ‎صحيفة "وجهات نظر"، من خلال موقعها الإعلامي واسع الانتشار، ووصفتها بأنها "مبادرة شعبية لمقاطعة المشروع الفارسي العنصري الطائفي الإرهابي التوسعي الذي يستهدف أمتنا العربية والإسلامية كلها، مقاطعة شاملة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً".

كانت الأسئلة تنصب على ما إذا كانت هذه المبادرة الجديدة تستحق الدعم، وما إذا كان وراءها رجال يمكن وضع الثقة بهم؟.. وأنا هنا أجيب عن تلك الأسئلة، ولكني، قبل ذلك، أودّ التأكيد أن وضعنا الحالي في مسيس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات لإيقاف تمدد المشروع الفارسي، الذي يكاد أن يأكل الأخضر واليابس في مجتمعاتنا، والذي هو من حيث الخطورة أشد تأثيراً وفتكاً بأمتنا من مشروعي الاحتلال الأمريكي والصهيوني، لأن المشروعين المذكورين ظاهرا الأهداف والمرامي، بينما المشروع الفارسي يقدم نفسه بصبغة إسلامية، مخفياً أهدافه التوسعية ومراميه الخبيثة ومعاداته لأمتنا العربية، وهو لا يستهدف العراق فقط، وإنما يستهدف العروبة في كل مكان.

والذي لابد أن نلاحظه أن المشروع الفارسي سيقاتل حتى آخر جندي لتحقيق أهدافه، ما دام جنوده ليسوا فرساً ولا إيرانيين، وإنما عراقيون ولبنانيون وسوريون وخليجيون ويمنيون ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا في خدمة مشروع معادٍ لأمتهم، وهؤلاء إما أن يكونوا مخدوعين أو مجيشين طائفياً أو مغرر بهم أو يجهلون حقيقة المخاطر التي يجلبها المشروع الفارسي لأمتهم ومصيرها ووجودها ومستقبلها.

إن هذه المبادرة انطلقت بمشاركة شخصيات سياسية وبرلمانية وإعلامية وأكاديمية وعشائرية، من أقطار وطننا العربي كافة، وهي ترتكز، بالأساس، على جهود شعبية لفضح المشروع الفارسي الخبيث وتوعية أبناء الأمة بمخاطره، من خلال الكتابة في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وبضمنها وسائل التواصل الاجتماعي، وإقامة الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والحملات في هذا المجال، وكل ما يمكن أن يكون وسيلة لفضح هذا المشروع الخبيث وأداة لمقاطعته ومحاربة امتداداته الإرهابية، إذ بات واضحاً للجميع أن عدونا يتحرك من خلال وسائل مختلفة ويعتمد أدوات عديدة لمحاربة الأمة واستهداف وجودها وهويتها وعقيدتها، مما يتطلب من أبناء الأمة، لمواجهته والتصدي له، جهداً مقابلاً منظماً وواعياً.

ولكن هذه المبادرة لن يكتب لها النجاح من دون دعمنا جميعاً لها، فهي توفر للأمة سلاحاً تتصدى به لمخاطر نظام الولي الفقيه العنصري الطائفي الإرهابي، ولا يصنع النجاح والتأثير لهذه المبادرة إلا دعمنا وإسنادنا ومؤازرتنا لها.

وتزمع هذه المبادرة، على وفق تأكيدات القائمين عليها، بعد إعلانها، إنشاء أمانة عامة لها لرسم الخطط والتحركات وتنظيم الحملات، من خلال مكاتب فرعية في الأقطار العربية والدول الإسلامية، كل حسب ظرفه وإمكانياته. إن هناك جهوداً مخلصة، رسمية وشعبية، تبذل في معظم الدول العربية، خصوصاً المستهدفة منها بمخاطر المشروع الفارسي، تصب في الاتجاه نفسه، والمبادرة لن تكون بديلاً عنها، وإنما ستصطفُّ معها لمواجهة تلك المخاطر على أسس علمية وعملية، وتضع نفسها وإمكانياتها في خدمة مشروع مقاطعة نظام الولي الفقيه العنصري التوسعي الإرهابي، ومحاصرته على الصعد كافة.

لذلك أدعو أصحاب تلك الجهود إلى تنسيق جهودهم مع جهود هذه المبادرة الجديدة ودعمها إعلامياً وبما يستطيعون، فإذا كانت مخاطر مشروع الولي الفقيه الطائفي، في الماضي، هاجساً، فها هو الهاجس يتحول إلى حقيقة باتت تهدد وجود الأمة.

إني أعلن مباركتي لهذه المبادرة ودعمي لها بما أستطيع وأدعو مثقفي الأمة وصحفييها وإعلامييها وأدباءها إلى دعمها بكل ما يستطيعون.





الخميس ١ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة