شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً - الخطف من أجل الصفقات والأبتزاز السياسي :

 - في عام 2015 اختطف فصيل من مليشيات ( الحشد الشعبي ) في العراق .. وهو كيان رسمي باعتراف حكومي، وهو جزء من القوات المسلحة العراقية .. اختطف عددًا من المواطنين القطريين الذين اعتادوا ومنذ عقود على المجيئ إلى البر العراقي رسميًا لأغراض الصيد في موسم الصيد .. وقد حصل هؤلاء المواطنون القطريون على ترخيص رسمي من وزارة الداخلية العراقية عبر السفارة العراقية في الدوحة .

 - إيران عادة تعمل على خلق أوراق ( ضغط ) وإبتزاز كلما أمكن ذلك أو دعت الحاجة إلى تسويات أوصفقات سياسية تخدم مصالحها الأستراتيجية .. وغالبًا ما تستخدم أدواتها في العراق وفي جنوب لبنان ( حزب الله ) .. فقد أمرت طهران أبو مهدي المهندس بأن يجهز فصيل لأحتجاز القطريين لأغراض المساومة أو إنجاز ( صفقة ) ، ولأهداف تراها ايران ضرورية على مسار سياستها في سوريا .

 - الحكومة العراقية أدعت أنها لا تعلم والداخلية كذلك والخارجية لا تدري، ثم قيل أن مجهولين قاموا بالأختطاف لأغراض الأبتزاز المالي، والنتيجة ومنذ عام 2015 لا احد يدري أين هم القطريون .. ومثل حالهم كان مصير العمال الأتراك الذين كانوا يعملون في شركة بناء تركية .!!

 - ويبدو أن ( حركة النجباء ) في الحشد الشعبي التابع لأيران قد أبرم صفقة بعد توجيهات طهران، مع قطريين رسميين في سوريا مقابل ( تهجير ) ما يعرف بمواطني المدن الأربع ( كفريا والفوعه ) في ريف إدلب ، و ( مضايا والزبداني ) في ريف دمشق .. بمعنى أن تكون هناك وساطة أو حوار مع عناصر حزب الله اللبناني والقبول بصفقة التهجير والتغيير الديمغرافي لسكان تلك المدن .

 - وبهذه الصفقة تسيطر مليشيات ( حزب الله ) وقوات النظام القاتل في دمشق والحرس الأيراني المفاوض على مدن ( مضايا والزبداني و بقين و سرغايا و بلودان و الجبل الشرقي ) ، حيث وقع إتفاق التهجير القسري بين الطرف ( الأيراني ) و ( هيئة تحرير الشام ) .

ويتضح من هذا التخطيط الآتي :

 - فصائل ( الحشد الشعبي ) الأرهابية هي أدوات إيرانية مسلحة في العراق مهيئة لتنفيذ أوامر إيران لأي هدف كان من أجل عقد الصفقات والمساومات لصالح طهران وسياستها التوسعية في المنطقة .. واحتجاز القطريين في العراق مثال على ذلك.!!

 - فصائل ( الحشد الشعبي ) الأرهابية هي أداة إيرانية مسلحة تشكل في الأستراتيجية الأيرانية الميدانية بيدقًا مهمًا، ليس في العراق فحسب، إنما في المنطقة العربية والعالم أيضا ، من أجل اهداف السياسة الخارجية الايرانية التوسعية في المنطقة .

 - يشكل ( الحشد الشعبي ) الأرهابي قوة عسكرية ( موازية ) تتساوق مع قوى ومكونات موازية في داخل الدولة العراقية تحت ادارة حزب الدعوة الذي يرتبط بايران مباشرة تحت قيادة ( نوري المالكي ) و ( قاسم سليماني ) وبيادقهما ( أبو مهدي المهندس ) و ( قيس الخزعلي ) و ( هادي العامري ) و ( أوس الخفاجي ) .

 - ليس هنالك كيان حكومي شرعي في العراق، إنما هناك مليشيات حاكمة تديرها دولة اجنبية اسمها ايران .. والنفوذ الأيراني يتمثل بخط ( موازي ) يشمل احزاب السلطة و مليشياتها الطائفية المسلحة وممثليات إيرانية تحت رعاية السفارة الأيرانية في بغداد .. حيث تتكشف الأمور في صورة - دولة داخل دولة عسكريًا ومدنيًا وتمثيليًا - .

 - أطلق سراح القطريين المحتجزين في العراق ، لكي توافق قطر على ترتيبات التهجير الديموغرافي بإحلال مواطنين سوريين من طائفة معينة بعد إفراغ مدينتهم، محل مواطنين سوريين من طائفة أخرى بعد إفراغ مدينتهم .. والهدف من التهجير ( التوطين ) و ( التقسيم ) الجغرافي .!!

ثانيًا - إذا لم ترحل المليشيات .. فلن يستقر العراق ولا سوريا ولا المنطقة :

في عالم اليوم ، من الصعب تقبل دولة داخل دولة .. فيما يتعامل العالم كله على اساس الدولة بأركانها السيادية وعضويتها الأممية .. ومن الصعب تقبل جيش يقابله جيش مليشياوي لا تربطهما روابط الوطنية على أرض واحدة .. ومن الصعب أن تتقبل أي دولة سيادية ان يتشكل بين ظهرانيها جيش مليشياوي ( موازي ) لجيشها النظامي، تسلحه وتدربه وتدفع رواتب عناصره دولة اخرى ، ويقف ندًا للحكومة ولجيشها النظامي، بل يقوم بأختراقه وتسييره حسبما تريده الدولة الأجنبية .. كما أنه من الصعب تقبل مستشارين عسكريين أجانب وباعداد تفوق المنطق ليقودوا جيش الدولة لأي سبب كان أو ذريعه .. ومن الصعب قبول حزب دولة اجنبية وهو يبتلع سلطة الدولة بكل هياكلها السياسية والتنفيذية والقضائية .. ومن الصعب قبول صور زعماء دولة اجنبية وعلمها الرسمي ترفع علانية على مؤسسات الدولة وفي شوارعها وساحاتها لأي سبب كان، سياسيًا أو مذهبيًا أو اثنيًا .. كل هذا يحصل في العراق والفاعل إيران :

 - أطراف العملية السياسية التي هي احزاب إيران يدعون ( استقلال ) العراق و ( سيادة ) العراق على ارضه وسماءه ومياهه، كما يدعون ( ديمقراطية ) النهب والسلب والصمت على إغتصاب حقوق العراق والعراقيين، ويدعون ( الحرية ) فيما تحتكر السلطة كل شيء وتعاقب الشعب في حقوقه الشرعية، وتترك الحرس الأيراني والمارينز الأمريكي يعبثون بالعراق ويحرمون شعب العراق من تطلعه إلى الحرية والأستقلال الوطني .. فلا سياسة خارجية لدى العراق ولا تخطيط سياسي خارجي يعمل به، إنما ينفذ قرارات وزارة الخارجية الأيرانية وقرارات المرشد الأعلى الأيراني، كلما تطلب الأمر حركة لبيادق العراق لصالح السياسة الأيرانية الخارجية .. فيما تنفذ المليشيات المسلحة ( الموازية ) اهداف السياسة الخارجية الأيرانية، وهي كما أسلفنا، قرارات المرشد الأعلى ( علي خامنئي ) مباشرة سواء تعلق الامر بقرارات ايران للتنفيذ داخل العراق أو خارجه.!!

 - تعمل في كل وزارة عراقية او دائرة او اي مرفق مدني عناصر من الحرس الايراني، فضلا عن ممثل رسمي لها يسمى ( ممثل المرشد الأعلى ) ومهمته التدخل المباشر واستقبال الاوامر من طهران وتصديرها الى رؤساء المليشيات الايرانية ( قيس الخزعلي و هادي العامري و ابو مهدي المهندس و وآوس الخفاجي وقائد مليشيا السلام في الحشد الشعوبي، من خلال قاسم سليماني وبدعم مباشر من سفير ايران الجديد في بغداد، وهو قائد في الحرس الأيراني.!!

 - الخطة الايرانية المؤكدة في العراق، والتي بدأت بتنفيذها طهران منذ عام 2003 هي كالآتي :

1 - منع العراق من التطوير بكل الوسائل الممكنة والمتاحة .. والعمل على إفراغه من ثرواته الوطنية عن طريق النهب والسلب وإهدار المال العام.

2 - إحكام وسائل التجهيل لمنع وصول الثقافات الوطنية المستنيرة بروح العصر مبعثها ( الوطني والقومي ) ، وإغراق الشعب بالجهل والدجل والخرافات والبدع وإيهامه بتزييف الحقائق ، وقد وجهت بذلك عددا لا يحصى من ( منابر ) الملالي لهذه الخرافات التي باتت مهزلة المهازل، ونشرها بواسطة القمر الصناعي الأسرائيلي ( عاموس ) الذي اعلنت شركته ذلك بصراحة ووضوح وحدد بالاسم والصورة والصوت القنوات الايرانية الموجهة، التي تتولى تنفيذ خطط التجهيل وتشويه الحقائق والدفع إلى الأحتراب الطائفي والأثني.

3 - منع تشكيل جيش عراقي نظامي إنتقامًا من الجيش العراقي الوطني الذي لقن ايران دروسا وجرع قائدها السم الزعاف وكسر شوكتها في 8/8/1988.

4 - خلق بديل ( موازي ) للجيش العراقي النظامي، وهو ( الحشد الشعوبي ) المرتبط بإيران والذي يعمل خارج الأطر العسكرية النظامية ولا يمتثل للقرار السياسي، ويتلقى أوامر المرشد .. وإن يكون تشكيله على غرار تشكيل الحرس الأيراني .!!

5 - من خلال مليشيات عراقية وأخرى أفغانية وباكستانية وبلوشستانية وعربية .. هذه المليشيات شكلتها المخابرات الأيرانية .. وجعلتها إيران أدوات غير فارسية لتنفيذ أهداف سياستها الخارجية .. كالضغط والأبتزاز السياسي، والملاحظ : كلما تحركت عاصمة أوربية بمشروع سياسي أو أعلنت موقفًا صريحًا يدين دمشق أو يدين طهران، وجهت طهران عناصر من هذه المليشيات التي تقيم في أوربا بأعمال الأرهاب لأرباك العاصمة الأوربية المعنية ومنعها من تنفيذ مشروع الأدانة أو قرار الضغط بأتجاه دمشق وطهران .. والغريب في الأمر أن عواصم الغرب تفكر وتركز وتنظر الى الأمر من زاوية أمنية صرفة دون النظر إلى البعد السياسية لصياغة الموقف .!!





السبت ٢٥ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة