شبكة ذي قار
عـاجـل










الأخوة والرفاق ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية
الأخوة والرفاق ممثلو فصائل الثورة الفلسطينية
الأخوة والسادة ممثلو هيئات المجالس البلدية والاختيارية
وهيئات المجتمع المدني، الحضور الكريم
أيها الرفاق والرفيقات

بإسم حزبنا، حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، بإسم رئيسه الرفيق المناضل الدكتور عبد المجيد الرافعي نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، والرفاق في قيادة الحزب وكوادره وكل مناضليه وأصدقائه.

وبإسم شهدائه الذين رووا هذه الأرض الطيبة بدمائهم الذكية،

بإسم الذين سطروا ملاحم بطولية في مواجهة العدو الصهيوني، وخاضوا معارك المواجهة المباشرة معه ودفعوا أرواحهم وأرزاقهم فداء هذه الأمة، ونستحضر في هذه العجالة شهداء ملحمة الطيبة، أبناء شرف الدين الأبطال، الأب وإبنيه، الذين تحل هذه الأيام الذكرة الثالثة والأربعون لاستشهادهم، وبعدها ملحمة كفركلا وقائدها الشهيد البطل أبو علي حلاوي وكل شهداء المواجهة في داخل فلسطين المحتلة وعلى تخومها من تولين إلى مارون الراس والعرقوب، باسم كل الشهداء الذين سقطوا وهم يقارعون الاحتلال الصهيوني في داخل فلسطين وخارجها، وعلى راسهم شهيد فلسطين القائد أبو عمار.

باسم شهداء العراق الذين تصدوا للاحتلال الأميركي والمتعدد الجنسية والذين يتصدون للاحتلال الإيراني وكل القوى المذهبية والطائفية المحمولة على رافعات العدوان الدولي والإقليمي والتي تمارس الترهيب السياسي والاجتماعي والتكفير الديني.

بإسم شهداء العروبة في الأحواز الذين يقامون الاحتلال الفارسي باللحم الحي،

بإسم شهداء الرأي وحرية التعبير والمنتفضين ضد نظم الاستبداد والظلم والارتهان للخارج الدولي والإقليمي.

بإسم كل الأسرى والمعتقلين على مساحة الوطن العربي الكبير نوجه التحية لكم، وأنتم الذين تحملتم عبء الحضور إلى حيث نحن مكحلين عيوننا برؤية هذه الوجوه الطيبة، التي تنضح بالوطنية وتنشد إلى أصالتها القومية، وهي تحي ذكرى استشهاد قائد عربي، كان بعثياً بالهوية الحزبية، بقدر ما كان عراقياً بالهوية الوطنية وعربياً بالهوية القومية. وفيه اجتمعت كل عناصر القضية التي استهدفت من خلال استهداف شخصيته ورمزيته وما كانتا تمثلان.

أيها الأخوة والأخوات،

إن نلتقي وإياكم في هذه المناسبة التي تلاقت فيها ثلاث مسارات في محطة واحدة، مسيرة نضال حزب ما بخل يوماً بتضحياته وخير مثال هذا الذين نحي ذكرى استشهاده، ومسيرة شعب، خاض ويخوض كفاحاً مشرفاً دفاعاً عن عروبته ووحدته وحريته، مسطراً ملحمتين نضاليتين في تاريخه المعاصر، ملحمة القادسية الثانية التي هزم فيها مشروع الشعوبية الجديدة التي أطلت برأسها من المداخل الشرقية للوطن العربي، ومشروع الإمبريالية الاستعمارية التي شكلت أميركا رأس الحربة فيها، وقدمت إلى العراق غازية واحتلالاً فكان أن تجرعت كأس الاندحار لست سنوات خلت وكما تجرع قبلها آخرون كأس السم.

وأن يلتقي هؤلاء الذين قدموا إلى العراق غزاة ومحتلون من الغرب الدولي والشرق الإقليمي، للنيل من العراق وما يمثل، فلأنهم أدركوا، أهمية الموقع والدور الذي يضطلع به العراق في ظل حكمه الوطني الذي بنى تجربة رائدة في البناء الوطني، وشكل رافعة لكل قضايا النضال القومي ضد أعداء الأمة المتعددي المشارب والمواقع وخاصة قضية فلسطين والتي لم ينسها شهيدنا الكبير في اقسى اللحظات حراجة في حياة الإنسان عندما نطق بالحرية لفلسطين قبل النطق بالشهادتين.

أيها الأخوة والأخوات،
في هذه المناسبة المتعددة العناوين، والتي دأبنا على إحيائها، نقول أن صدام حسين، لم يكن مستهدفاً لذاته وحسب، بل كان الاستهداف، لما كان يمثل في حزبه وعراقه وأمته والعراق لم يكن يستهدف لذاته وحسب، بل من خلاله الأمة وحاله كحال فلسطين التي لم تكن مستهدفة لذاتها وحسب أيضاً وإنما الأمة العربية بكل تاريخها وإرثها الثقافي والسياسي والحضاري ومشروعها الوحدوي.

وهنا نقول، أن الانتصار لشهيد البعث والعراق والأمة، هو انتصار للحركة القومية العربية وكل قواها التحررية، وهو انتصار للعراق العربي الديموقراطي الموحد، وهو انتصار للأمة وكل قضاياها وخاصة قضية فلسطين، كما قضية الأحواز وكل أرض عربية محتلة، وأن يكون حزب البعث، طليعياً في بناء تجربته الثورية والتي استفزت الأعداء بإنجازاتها ودفعتهم للتحشد العدواني ضدها، فهو يستمر طليعياً بقيادته لمقاومة أطلقها القائد الشهيد صدام حسين، ويستمر بقيادة مسيرتها، الرفيق المناضل القائد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير، وهذا ليس غريباً عن دور حزب رفع شعار الكفاح المسلح لتحرير الأرض العربية من الاحتلال، واعتبر الوحدة هي السبيل للقضاء على كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي.

إن هذه المقاومة، التي استطاعت أن تدحر الاحتلال الأميركي، امتشقت سلاح الموقف والبندقية متصدية للاحتلال الأميركي المقنع والاحتلال الإيراني المباشر، وكل إفرازاتهما السياسية وكل رموز الفساد والعمالة الذين يمضون في تخريب البنية الوطنية وتمزيق اللحمة الشعبية من خلال ممارسات التشكيلات الميليشاوية ذات التركيب المذهبي والطائفي والتي تدار من مراكز التحكم والتوجيه الإيرانية لفرض الفرسنة على هذا القطر العربي الأصيل في عروبته ومنه إلى العمق القومي العربي وبعدما بلغ الغلو الفارسي حد الادعاء بأن إيران باتت تسيطر على أربعة عواصم عربية، وأن بغداد ستعود عاصمة لإمبراطورية فارس التاريخية إلى كل هؤلاء الذين ائتلفوا في حلف غير مقدس ضد العراق والأمة، من صهاينة وأميركيين، ودول إقليمية وخاصة نظام طهران، وقوى مذهبية على اختلاف تلاوينها، من "داعش" بكل مشتقاته إلى ما يسمى بحشد شعبي وكل مسمياته، نقول لهم، بأنكم جميعاً أعداء لهذه الأمة، أعداء لجماهيرها، أعداء لتاريخها، أعداء لمشروعها النهضوي، وأن الأمة وبالاستناد إلى قواها الحية والمناضلة لن ترضخ لمشاريعكم العدوانية والتخريبية وسوف تبقى تقاومكم وتتصدى لكم بكل الإمكانات المتاحة، وحتى يعود العراق حراً عربياً موحداً ديموقراطياً، وحتى تعود فلسطين حرة عربية والقدس عاصمتها وحتى يعود عبق الحرية ليعم أرجاء الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه.

إننا نقول ذلك، لأننا نعي كم تختزن هذه الأمة من طاقات نضالية، خاصة عندما تنبثق من رحمها ثورة فلسطينية نحي الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقها، وتتجدد شخصيتها النضالية في انتفاضة جماهيرية متواصلة، وأن أمة تنطلق من رحمها مقاومة وطنية عراقية، استطاعت دحر الاحتلال رغم الحصار والتضييق عليها، وأن أمة ينطلق من أرضها فعل مقاوم للاحتلال الصهيوني، وملحمة الطيبة في الجنوب المقاوم واحدة من عناوينه وتستمر حتى تحرير الأرض من الاحتلال هي أمة حية لا تستطيع كل قوى العدوان والهيمنة ونظم الاستبداد والرجعية أن تحول دون استنهاض ذاتها، وكيف لا، وهي أمة يشهد تاريخها أنها تختزن بذاتها كل مقومات التقدم والتحرر والتوحد.

وإذا كنا نؤكد على ذلك، فإن هذا لا يحصل فقط بحكم التلقائية التاريخية، بل لوجود وتوفرالأداة الثورية القادرة على تأطير حركة الجماهير في سياق المشروع القومي ببعديه التحرري والوحدوي وهذه الأداة متوفرة بقواة الطليعية الثورية.

من هنا فإننا في هذه المناسبة التي نقف فيها إجلالاً لأرواح الشهداء وعلى رأسهم شهيد البعث والعراق والعروبة، ندعو إلى توفير حاضنة قومية للمشروع الوطني في العراق والذي طرحه الحزب لإعادة بناء العراق على الأسس الوطنية الديموقراطية، وهذه الحاضنة أن لم تكن معطيات النظام الرسمي العربي متوفرة بسبب تواطؤ هذا النظام والتحاقاته، فلتكن عير الحاضنة الشعبية، وأن يكون أول موقف شعبي عربي مدوي هو إسقاط مفاعيل قرار حظر البعث وإعادة الاعتبار للمؤسسات الارتكازية في البنية الوطنية العراقية وخاصة مؤسسة الجيش الوطني، لأن قرار الاجتثاث وقرار حل الجيش العراقي كان الهدف منهما إيجاد فراغ بنيوي تمهيداً لإعادة ملئه بمنظومات طائفية ومذهبية، سعياً وراء جعل العراق يدور في مدارات إقليمية ودولية على حساب موقعه في المدار العربي.

وبقدر ما يجب أن تمثل هذه القضية أهمية في النضال العربي انطلاقاً من المركزية التي باتت تمثلها قضية العراق الوطنية بما هي قضية تحرير وتوحيد فإننا ندعو إلى توحيد الموقف الوطني الفلسطيني على قاعدة برنامج سياسي، يعيد الاعتبار لوحدة المرجعية الوطنية الفلسطينية القادرة على تفعيل النضال الجماهيري واستيعاب كل معطى إيجابي لصالح القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي.

وإذا كنا لم نتوقف عند معطى الواقع اللبناني فليس لأننا لا نولي أهمية للشأن اللبناني بل لأننا لا نراهن كثيراً على هذه الطبقة السياسية في أحداث إصلاح جدي وهي تعيد انتاج نفسها عبر تسويات فوقية وتروج لمشاريع قوانين انتخابية على أسس طائفية،حيث لا إصلاح جدياً إلا بإلغاء الطائفية السياسية وسن قانون انتخابي وطني خارج القيد الطائفي .

ان القضية الكبرى اليوم هي قضية الأمة، قضية حماية هويتها القومية كما هي حماية مكوناتها المجتمعية من التفسخ والتفتت، قضية الانتصار للحراك الشعبي الذي انتفض مطالباً بالحرية فجرى الانقضاض والأطباق وفرض العسكرة عليه، كي لا يبلغ مداه المنشود في التغيير الوطني الديموقراطي.

في هذه المناسبة، بعناوينها الثلاث والتي نحييها في هذا الإقليم العريق في وطنيته، الأصيل في عروبته، والتي كانت جماهيره وتبقى حاضنة للنضال الوطني بكل تعبيراته، والنضال القومي بكل أبعاده، منه نوجه التحية للمقاومة الوطنية العراقية ولقيادة حزبنا وعلى راسها الأمين العام للحزب الرفيق القائد عزة إبراهيم القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير، ولكل المقاومين الذين استشهدوا والذين ما يزالون يقبضون على جمر المواقف القومية، ومنه نوجه تحية لثورة فلسطين وقائدها التاريخي الشهيد ياسر عرفات، ونحن على ثقة أكيدة، بأن العراق لن يكون لا لأميركا ولا لإيران وافرازاتهما الطائفية الداعشية أم حشد مذهبي بل سيكون لشعبه العربي والذي لأجله دفعت الأثمان غالية، وهذا عهد للشهداء، وعلى رأسهم الشهيد صدام حسين، وعهد لفلسطين التي ستعود عربية وما النصر إلا حليف الشعوب المكافحة لنيل حقوقها.

شكراً لحضوركم وعلى أمل اللقاء بكم
في مناسبات قومية ووطنية على طريق الاستنهاض الشعبي الشامل

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

 ٧ / كانون الثاني / ٢٠١٧





الاربعاء ١٣ ربيع الثاني ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلمة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة