شبكة ذي قار
عـاجـل










في مثل هذه الايام وتحديدا في الثاني عشر من كانون اول من العام ٢٠١٢ رحل من بين سواعدنا أقواها ومن دوربنا أكثرنا خيرة في مسالكها ومن نضالنا أوسعنا خبرة في مداركه وضروراته فقدغيبً القدر عن حياتنا المناضل عبدالجبار الكبيسي مؤسس التحالف الوطني العراقي وقائده المخضرم في وقت الحاجه لتواجده فأفقد المقاومة الوطنية جامعها ومنبرها وقوتها الساندة .لم يكن طيب الذكر وجميل السمعة رحمه الله رجلا كبقية الرجال فقد كان امة بحالها بهمومها وآمالها ومساعيها وتحررها ونهضتها الشاملة و حشدا وطنيا باسلا ونضالا قوميا و سلاحا فكريا وعقائديا اقوى من جميع الأسلحة وأشدها تأثيرا وأثقلها ميزانا وأعظمها ايمانا وأكثرها عطاءا فكل سلاح يمكن ان يغلب الا سلاح الأيمان والعقيدة فهو الغالب اليوم او غدا وهكذا كان رحمه الله الغالب دوما حتى عندما اعدم أشقائه ولقد كان الغالب ايضا عندما هجر وطنه معارضا في سوريا جامعا في كنفه كافة اطياف الشعب العراقي وأحزابه المعارضة ولقد كان محقا في موقفه الوطني عندما ساند الشعب العراقي في ظروف الحصار ووقف ضد قوى الشر التي حشدت كل امكانياتها لأحتلال العراق بعد عام ٢٠٠٣وعبثت في تاريخه وحضارته وأمكانياته ولعب دورا كبيرا ومهما في دعم المقاومة العراقيه بكافة فصائلها الوطنية والقومية فلم تثني عزائمة سجون الأحتلال وأدواتها القمعية بل خرج اكثر اصرارا وأشد ايمانا وأصلب موقفا . لم يضعفه الا المرض ولم يوقف شموخه الا الموت فقد عادت روحه الطاهرة الى ربها راضية مرضية تخلد بين يدي خالقها كريمة فاضله مطمئنة بقضاء الله وقدره .لقد مثل رحيله خسارة لا تعوض لأنه رجلا لا مثيل له في سماحته ونضاله وخبرته السياسية.

رحم الله المناضل عبد الجبار الكبيسي عاش مناضلا صلدا لم تثن عزائمه قوة الطغاة وتنكيل البغاة ولم تغريه المناصب ولا مافي الدنيا من مكاسب ولم تلن همته امام العواصف حتى مات مرفوع الراس مهيوب الجانب فكان مثالا لكل شعوب العالم المحبة للحرية والسلام في وطنيته وكفاحه ورجاحة افكاره وعظمة رؤاه . وأذ تمر ذكرى وفاته هذه الأيام وسط حالة الضياع التي تمر بها امتنا العربية وحالة البعثرة والفوضى التي تؤطر نضالات شعبها في جميع خنادقه ومسارات نضاله وحالة الفوضى التي يعانيها العراق وشعبه من حيرة وقلق وضياع فرص ودماء تتدفق وقلة خدمات وسرقة المال العام واستغلاله لمصالح ذاتية وشيوع ظواهر غريبة عن المجتمع العراقي اضرت بوحدته الوطنية وسلمه الأجتماعي ونشرت على اجسادنا جروح لا تلتئم بسهولة .اليوم نستذكر وفاة المغفور له المرحوم عبد الجبار الكبيسي ومواقفه الصلبه لتكون لرفاقه عونا لا ينضب في اكمال المسيرة التي بدأها معهمً حتى تتحقق غاياته وغاياتهم في تحرير العراق من كل مآسيه ومن كل ما يعانيه ليعود حرا أبيا وشعبه يرفل بالعز والأمان مدفوع عنه البلوى والبلاء ولمحتليه الأنتكاسة والجلاء .رحم الله المناضل عبدالجبار الكبيسي ودام في قلوبنا ذكراه وجسارته وحسن سجاياه .
 





الجمعة ١٦ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة