شبكة ذي قار
عـاجـل










يحتفل العراقيون، هذه الأيام، بمئوية شارع الرشيد.. شيخ شوارع بغداد، وهو أحد ضحايا الاحتلال والحرب الطائفية التي اختلقتها المليشيات الإيرانية لتدمير العراق والمجتمع العراقي.

لكني لا أريد أن أتحدث عن شارع الرشيد وتاريخه لأني كتبت، العام الماضي، عن ذلك، غير أني أريد أن أتحدث عن تاريخ آخر، عن رثاء لبغداد، بعد أحد سقوطاتها وجدته في قصيدة لشاعر بغدادي مجهول موجودة في ( تاريخ الطبري - تاريخ الرسل والملوك )، وأريد منكم قراءة القصيدة بإمعان ومقارنة حال بغداد التي تصفها القصيدة بحالها منذ 9 نيسان 2003 عندما وطأت أرضها الطاهرة أقدام الغزاة الأمريكيين وحلفائهم ومن تعاون معهم من المستعرقين الصغار من أحزاب عميلة وطائفية مصنوعة خارج العراق.

سأنتظر بشوق مقارناتكم، فهي مهمة لأنها ستكشف مدى وعيكم بتاريخ بلدكم ومدى احساسكم بمعاناته وحبكم له.

تقول القصيدة :

بكيت دماً على بغداد لما ... فقدتُ غضارةَ العيشِ الأنيقِ
تبدّلنا هموماً من سرورٍ ... ومن سعةٍ تبدّلنا بضيقِ
أصابتها من الحساد عين ... فافنت أهلها بالمنجيقِ
فقوم أحرقوا بالنار قسرا ... ونائحة تنوح على غريقِ
وصائحة تنادي وا صباحا ... وباكية لفقدان الشفيقِ
وحوراء المدامع ذات دل ... مضمخة المجاسد بالخلوقِ
تفر من الحريق إلى انتهاب ... ووالدها يفر إلى الحريقِ
وسالبة الغزالة مقلتيها ... مضاحكها كلالاة البروقِ
حيارى كالهدايا مفكرات ... عليهن القلائد في الحلوقِ
ينادين الشفيق ولا شفيق ... وقد فقد الشقيق من الشقيقِ
وقوم أخرجوا من ظل دنيا ... متاعهم يباع بكل سوقِ
ومغترب قريب الدار ملقى ... بلا رأسٍ بقارعةِ الطريقِ
توسّطَ من قتالهم جميعاً ... فما يدرون من أيّ الفريقِ
فلا ولدٌ يقيم على أبيهِ ... وقد هربَ الصديقُ بلا صديقِ
ومهما أَنْسَ من شيءٍ تولّى ... فإني ذاكر دارَ الرقيقِ





الاحد ٤ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة