شبكة ذي قار
عـاجـل










الاحداث تتسارع في العراق بشكل غير طبيعي ويكاد المرئ لا يستوعب ما يجري. ومنذ الاحتلال المشؤم عام 2003 وعمليه تدمير العراق وشعبه تجري بصوره منتظمه ووفق الخطط المرسومه لها وامام مرأى ومسمع العالم. وفي كل مره نتفاجئ باخبار وانباء جديده باتجاه تقزيم وتهديم مرتكزات هذا البلد. وبهذا السياق جرى تشريع واقرار قانون ( الحشد الشعبي ) وهنا لابد للعوده لجذور هذا الموضوع .

ففي عام 1979 وعند وصول خميني الى الحكم كان الجيش الايراني من اقوى جيوش المنطقه من حيث التسليح والتجهيز والتدريب والتأهيل. فكانت اغلب اسلحته اميركيه وبريطانيه الصنع ومن الاجيال المتفوقه والمتطوره قياسأ بما موجود في المنطقه. وبرغم ذلك اصدر الخميني قرارأ بانشاء الحرس الثوري من المتطوعين المؤمنين بولايه الفقيه وكان من اخطر واجبات هذا التشكيل هو تصدير الثوره الايرانيه الى الخارج وكان لابد من احتلال العراق والاندفاع لاحتلال بقيه اقطار الامه ومن ثم اقامه نظام اسلامي عالمي يتبع افكار ولايه الفقيه يكون بديلا عن الدين الاسلامي. وفي معارك شرق البصره ومعارك الخفاجيه والبسيتين وغيرها كان الاسرى من الحرس الثوري ( حرس خميني ) يحملون خرائط ومخططات تشير وبالاسهم الى اهدافهم في دمشق وبيروت بعد احتلال وعبور العراق واخرى باتجاه الكويت ثم السعوديه ودول الخليج واخرى باتجاه القاهره وشمال افريقيا وهكذا. ولولا الوقفه البطوليه لرجال العراق وجيشه الباسل وقيادته الشجاعه لتم احتلال كل الاهداف المرسومه والتي ذكرناها والاندفاع أكثر وتهديد المنطقه والعالم. فالعراق بوقفته استطاع تأخير تنفيذ هذا المشروع طيله هذه الفتره. وتأكيدأ لهذا المنهح وعند احتلال مدينه الفاو من قبل ايران عام 1986 كانت القوات التي نفذت الهجوم هي من الحرس الثوري ولم تكتفي باحتلال الفاو وانما استمرت بادامه زخم الهجوم وكانت تنوي احتلال ام قصر والاندفاع باتجاه الكويت لولا صمود قطعات جيشنا الباسل والتي اشتبكت معها في معارك طاحنه استطاعت بعدها من افشال نواياها وامتصاص زخم هجومها وتثبيتها وايقاع خسائر فادحه بها وحصرها في شبه جزيره الفاو وعندهاصرح رفسنجاني ان ايران اصبحت جاره للكويت وفي المستقبل سيسافر لها وللخليج العربي بَرآ. وهو بذلك يفصح عن نوايا ايران باحتلال كل الارض العربيه. اذن كانت ايران تنوي تصدير ثورتها باحتلال العراق والاندفاع باتجاه الاقطار الاخرى بالاعتماد على الحرس الثوري وهي ميليشيا عقائديه ذات اهداف توسعيه تسعى لتصدير الثوره الايرانيه وكما ذكرنا
.
وفي يوم 26 تشرين الثاني صرح اللواء ( محمد باقري ) رئيس هيئه الاركان الايرانيه بانه ( ربما سياتي يوم تحتاج فيه طهران لقواعد بحريه في سوريا واليمن او قواعد بحريه عائمه. ) أذن هم يفكرون عمليأ باقامه قواعد بحريه في مينائي اللاذقيه وطرطوس ونصب صواريخ فيها وايضأ اقامه قواعد بحريه في محافظه ( الحديده ) في اليمن على البحر الاحمر وفي ميناء ( المخا ) والتحكم بعبور البواخر في مضيق ( باب المندب )

وفي 28 تشرين الثاني دعى المرشد الايراني علي خامنئي ( لتعزيز التواجد الايراني في المياه الدوليه ) . وبذلك لم يتبقى شئ سوى الافصاح علنآ انهم قادمون لاحتلال كل اقطار الامه والاندفاع اكثر ليشكلو خطرأ وتهديدأ عالميآ على غرار التجربه النازيه !! أذن هذا جزء من تصريحاتهم في الاعلام فماذا يخططون وما يخفون ؟؟؟

وفي نفس اليوم اي يوم 26 تشرين الثاني جرى اقرار قانون الحشد الشعبي من قبل ما يسمى بالبرلمان وهو نسخه مطوره من الحرس الثوري الايراني ولكنه اكثر خطوره وتأثير من النسخه الاصليه. ذلك القرار الخطير والذي ستكون له تبعات وتداعيات عديده وخطيره وبموجبه سيتم اطفاء غطاء قانوني لكل الجرائم التي ارتكبتها والتي سترتكبها هذه المليشيات بحق ابناء شعبنا ومدننا المنكوبه.

ولو نظرنا لتركيبه هذا الحشد فهو يضم حوالي 100 فصيل طائفي ايدلوجي عنصري باعتراف حيدر العبادي نفسه اغلبها مرتبطه بايران وتأتمر بامر الولي الفقيه وبذلك تكون هذه القوات ذراع ايران القوي في العراق والمنطقه لتنفيذ مخططاتها مع العلم ان اغلب قاده هذه المليشيات كانوا وعلى مدى الثماني سنوات الحرب مع ايران يقاتلون الى جانب القوات الايرانيه كمرتزقه ويعتبرون الجيش العراقي عدوأ لهم. وبهذا الاتجاه فقد صرح هادي العامري وقاده آخرين انه وبعد الانتهاء من معركه الموصل سنتوجه للمشاركه في القتال في سوريا وعمليآ هناك فصائل ( النجباء ) وغيرها من الحشد تقاتل الى جانب النظام في سوريا

وفي 25 تشرين الثاني ذكر المتحدث باسم ما يسمى ( ميليشيا عصائب اهل الحق ) ان الحشد بانتظار اوامر قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني للدخول الى مدينه تلعفر وهذا ما يوكد ما ذهبنا اليه

وقبل فتره طرح عمار الحكيم وأتلافه مشروع ما يسمى المصالحه التاريخيه وتناول الاعلام وسياسي السلطه هذا الموضوع وانشغل الكثيرين بتفاصيله ليفاجئ الجميع في يوم 25 تشرين الثاني اي قبل يوم من اقرار قانون الحشد الشعبي. بقوله ( انه سيتم اقرار القانون رغم انف المعترضين ) وهو اسلوب تضليلي ايراني في التعامل السياسي يعتمد الخداع والمكر والاحتيال والتخطيط المبطن. وبذلك فقد صدر ( الفرمان ) الايراني حول الموضوع وما على الجميع إلا الموافقه.

ان هذا القانون بعد تشريعه اصبح في خطورته يوازي قانون حل الجيش العراقي وقوانين الاجتثاث والمسائله والعداله وغيرها من القوانين الجائره والخطيره فهذا القانون يعني عمليآ ان قوات الحشد ستبقى في المدن التي تستعيدها والتي استعادتها من ( داعش ) سابقأ ( صلاح الدين ديالى الانبار حزام بغداد ونينوى ) بذريعه انها قوات رسميه دستوريه وليس من حق احد المطالبه باخراجها من المدن والمناطق المتواجده فيها. وهذه نقطه حساسه وهامه جدآ ينبغي الانتباه لها أذ أن هذه المليشيات ستعمل بعد اقرار هذا القانون على التحكم بمصير هذه المناطق وايضأ تعمل على تغير التركيبه السكانيه فيها أضافه الى ( استيطانها ) على غرار ما يجري في فلسطين المحتله. أي تملك الاراضي والعقارات والاقامه الدائمه بها وفتح مقرات لقواتها بحجج كثيره وهي جاهزه وحاضره. !!! وايضأ هذه المليشيات مهيئه للذهاب لاي بلد عربي او دوله من دول الجوار لان هذه المليشيات معبئه عقائديأ باتجاه تصدير فكر ولايه الفقيه ومحاربه اي فكر وقوه تتعارض مع هذه الافكار وهي بعيده كل البعد عن القيم والمفاهيم العسكريه أذ انها مجاميع طائفيه ذات اهداف محدده ومرسومه وفق هذا الاتجاه.

وهناك من يدعي ان ( قانون الحشد ) سيضمن الاطر والاسس القانونيه التي تتحكم فيه وترسم ايقاعاته وتصرفاته . فنقول اي سيطره واي ايقاعات هذه التي يدعونها. !! هؤلاء اغلبهم مجاميع من الرعاع غير المتعلمين وغير مؤهلين للانخراط في تشكيلات عسكريه وربما سيحملون الرتب العسكريه ويتقلدون مناصب قياديه في هذا التشكيل المزعوم. أضافه لذلك فالولاء الشخصي والعقائدي والايدلوجي لاغلبهم هو لايران. هم يستلمون اوامرهم من هناك فيكف يجري السيطره عليهم واغلبهم خارجون عن القانون ارتكبو جرائم ضد الانسانيه بحق ابناء شعبهم. !!!

والغريب أن لجنه الامن النيابيه قد اعلنت بأن تعداد الحشد الشعبي يبلغ 600 141 الف منتسب وسيتم على الاغلب تشكيل 4 فرق اي تعداد كل فرقه 400 35 الف. !! وهذا العدد يفوق تعداد فيلق مشاه فأي عدد هذا. وأي واجبات ومهام تنتظرهم ؟؟ وبأي نظام وأي قانون سينضبط هؤلاء ؟؟؟

مما تقدم ستكون تبعات تشريع هذا القانون كارثيه على العراق والمنطقه والعالم اذ ان هذا العدد وربما يضاف له اعداد أخرى ستكون مهيئه لتنفيذ مخططات ايران وستشكل خطرأ اقليميأ ودوليأ وقادم الايام سيكشف الكثير من تلك المخاطر والمخططات وعلى الدول العربيه ودول العالم ادانه هذا المشروع والوقوف بوجهه وفضح اهدافه قبل فوات الاوان.
 





الاربعاء ٣٠ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن الشمري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة